الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة لوتاه: الصلاة هي ملاذنا الوحيد للحصول على السلام

فاطمة لوتاه: الصلاة هي ملاذنا الوحيد للحصول على السلام
4 يناير 2008 00:32
افتتح سعادة زكي نسيبة، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، مستشار وزارة شؤون الرئاسة، مساء أمس الأول في ''جاليري قباب'' بأبوظبي، المعرض الشخصي الأول للفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه'' على أرض الدولة، والذي سيستمر حتى 10 يناير· وقد احتوى معرضها على 26 عملاً بين لوحات تجريدية، وبعض اللوحات من مشروع يضم خمسة وعشرين عملاً، عبارة عن بورتريهات ''وجوه'' عن السلام بين البشر، إضافة لبعض الحلي النسائية من تصميمها، كما يضم مانيكانتين نسائيتين ترتديان الملابس النسائية الخليجية، إحداهما مغشاة والأخرى غير مغشاة· ولعل مفتاح قراءة أسلوبها التجريدي، نظراً لأننا لم نتابع تجربتها منذ بدايتها، ولم تتوفر لنا مادة في اللغة العربية عنها، يكمن فيما قالته حين سألناها عن تجربة رسمها للبورتريهات، إذ قالت: شغلي الرئيسي هو اللوحة التجريدية، أما مشروع الوجوه الذي يمثل فكرة عن السلام البشري فقد جاء في لحظة مفاجئة وغير مرتبة، حتى أن أول لوحة كانت مؤسسة لاستكمال عمل تجريدي، وكنت أفكر وقتها فيما يحدث في العالم من دمار، وخاصة العراق، فأنجزت الوجوه معبرة عن كل وجه بديانة معينة وحضارة معينة، وهي في حالة صلاة، وقد وضعت مع كل وجه الرمز الديني أو العرقي الذي يشير إلى هويته، فالصلاة هي الملاذ الوحيد لحصولنا على السلام الداخلي، وهذا ما أقصده بموضوع السلام بين البشر، إذ إنه كقضية سياسية يعتبر فكرة سخيفة، أما بارتباطه بأفكار أخرى فنحن بحاجة إليه كنوع من التوافق الذاتي مع طبيعة كينونتنا الآمنة والحرة التي هي في داخل أي إنسان· والناظر إلى لوحات ''لوتاه'' يجد أن منطقة التجريد عندها متماهية مع حس باطني متباسط وعفوي، وليس هناك تعقيد في شكل بناء اللوحة، وكأنها تدرك أن الفن لعبة خاصة ممتعة أكثر منه تصوراً استعراضياً لتاريخه الكبير والمليء بصراعات التفكير فيه، فما تموج به نفسها يظهر بهدوء وتؤدة على سطح اللوحة، مُبيناً شفافية التفكير في الحياة، وصراحة في الرؤية· تشكل سيطرة اللونين؛ الأحمر ببعض درجاته الروحية، والأصفر البرتقالي سمة من سمات لوحاتها، إذ يشكل هذا التضافر اختياراً بصرياً مقصوداً، فهو في الأخير يشير إلى طريقتها ورسالتها في فهم الوجود، وهذا ما يذكر بشكل ما بـ''فلسفة الزن'' تلخيصاً لما يقوله معلمو ''الزن'' حين يطلب منهم تعريفه: ''إن الزن لا يُعرَّف، بل يعاش، إنه يأبى التنظير الفكري، فكل شيء بسيط للغاية، لكن لأننا فائقو الفكرنة، رهيبو التعقيد، تبدو لنا ''العودة إلى البساطة'' أمراً شديد التعقيد''· وهذا ما تقترب منه ''لوتاه'' عند سؤالها عن مشروعها المستقبلي: كل ما أريد هو أن أوصل بعض الأشياء البسيطة مما أشعر به داخلياً، فبعد كل هذا التأمل من صفاء وسلام مع النفس، لا يمكنني أن أقرر ما الذي سأفعله غداً، فالسوق الفني والتصور المشهدي القائم للفن يطلب منك أشياء بعينها، بينما أنا أشعر بقوة أكبر من ذلك تحركني، والطاقة الداخلية هي التي تطلب منك ما تفعله، ولكن الذي أعتقده الآن أنني سأرتبط بالرسم التجريدي أكثر من غيره، لأنك تحرك داخليتك من خلاله، فهو لا يطلب منك شيئاً كما تطلب الوجوه إذا رسمتها، فهي ترى ما تريده تحديداً، ولا أعرف ما الذي سأكون عليه بعد دقيقة، فكل تحول ممكن، وأضيف؛ لقد سألوني ما الذي تريدين كتابته عنك في موقعك الإلكتروني، فقلت: لا يوجد شيء لأقوله، بل يوجد ما أشعر به''· وعن عدم حضورها الفني في المشهد التشكيلي الإماراتي بشكل مستمر وواضح، تقول: إنه لا تأتيني الدعوات إلا في حدود ضعيفة من المؤسسات المعنية، ولا أعتقد أن هناك قصداً معيناً لذلك، بل هو لبس في المتابعة وتنظيم الأمور بالشكل الذي يليق بطبيعة عمل مؤسسات الدولة، سواء فيما يخصني أو يخص غيري· فاطمة لوتاه ولدت فاطمة لوتاه عام 1954 بدبي، وتعيش في إيطاليا منذ العام ،1983 بعد أن بدأت دراستها الفنية بأكاديمية الفنون ببغداد، وأكملتها في أميركا، وقد أقامت منذ العام 1984 وحتى الآن ما يقرب من ثلاثين معرضاً، بين الأداء الحي performance، والعرض الفني Art show ، والرسم التجريدي، في كل من إيطاليا وفرنسا والمغرب· منذ 1984-1990 عملت بشكل مركز على الـ Performance، إلى جانب بعض المعارض الفنية، ومن بعدها دخلت في فترة دراسة روحية من خلال اليوجا والتعرف على التصوف، كنوع من التعرض لطريق التأمل، فزارت الهند، وكما تقول: بدأت من بعد هذ التجربة بالرسم، ولا أستطيع القول إنني رجعت إلى الرسم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©