الهداف لا يرفع الكأس!

عمرو عبيد (القاهرة) عبر 20 نسخة مونديالية سابقة، نجح هداف كأس العالم في قيادة منتخب بلاده إلى التتويج باللقب العالمي أربع مرات فقط، أولها في مونديال 1962 بتشيلي، أي بعد ست محاولات سابقة، لم تشهد جمع أي لاعب بين الحذاء الذهبي والكأس العالمية، وفي تلك النسخة اللاتينية استطاع المنتخب البرازيلي حصد لقبه الثاني على التوالي، وحصل لاعباه جارنشيا وفافا على الحذاء الذهبي، بجانب 4 لاعبين آخرين، بعدما سجل كل من هؤلاء اللاعبين الستة 4 أهداف، وكرر «السليساو» هذا الأمر النادر بعد 40 عاماً، عندما استطاع رونالدو الظاهرة رفع الكأس مع منتخب بلاده في نسخة 2002 بكوريا واليابان، بجانب حصوله على لقب الهداف بـ 8 أهداف، أسهمت بقوة في فوز «راقصي السامبا» بلقبهم الخامس التاريخي الصامد حتى الآن، وكان رونالدو أحرز هدفي الفوز باللقب في شباك ألمانيا بالمباراة النهائية! وشهدت نسخة 1978 التي احتضنتها الأرجنتين، فوز صاحب الديار باللقب العالمي للمرة الأولى في تاريخه، بجانب حصد ماريو كيمبس لقب الهداف بـ 6 أهداف، ولم تنطلق ماكينة أهداف كيمبس، إلا بعد انتهاء الدور الأول، ويبقى هدفاه في النهائي أمام هولندا هما الأهم بالنسبة له في تلك البطولة، ثم استطاع الإيطالي باولو روسي في النسخة التالية 1982 بإسبانيا، قيادة الآزوري نحو لقبه العالمي الثالث، بعدما سجل 6 أهداف أيضاً منحته الحذاء الذهبي آنذاك، منها الهدف الأول في المباراة النهائية أمام الماكينات الذي فتح الطريق نحو فوز الطليان بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. الغريب أن جاست فونتين الفرنسي الذي سجل 13 هدفاً في نسخة 1958، في رقم قياسي لم يتحطم على الإطلاق، لم يستطع قيادة الديوك نحو التتويج باللقب، واكتفى بحصد المركز الثالث في مباراة شهدت تسجيله لأربعة أهداف في مرمى ألمانيا الغربية، في حين فازت البرازيل باللقب الأول في تاريخها، وكان أفضل هدافيها في تلك البطولة، هما بيليه وفافا، بواقع 6 أهداف فقط لكل منهما. وقبلها هز المجري ساندور كوتشيس الشباك 11 مرة في مونديال 1954، في بطولة شهدت أرقاماً خيالية للجيل الذهبي، لكنه لم ينجح في التسجيل بمرمى ألمانيا في المباراة النهائية، رغم أنه مزق شباك «الماكينات» في الدور الأول بأربعة أهداف، والأغرب أن كوتشيس سجل في كل مباريات تلك النسخة باستثناء النهائي! أما الألماني جيرد مولر، فقام بإحراز 10 أهداف في بطولة 1970 بالمكسيك، لكنها لم تنقذ الماكينات من السقوط أمام الآزوري في نصف النهائي، واكتفى مولر بالحذاء الذهبي، في حين حصلت ألمانيا على المركز الرابع في هذه البطولة، والطريف أن أمراً مشابهاً حدث في بطولة 2006، حيث حصد ميروسلاف كلوزه الحذاء الذهبي بـ 5 أهداف، لكن بلاده خسرت أيضاً أمام إيطاليا في نصف النهائي واكتفت بالمركز الثالث.