الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خمس أساطير حول انتخابات ماساتشوسيتس

26 يناير 2010 21:51
كريس سيليتزا محلل سياسي أميركي فوز السيناتور المنتخَب "سكوت براون" في ولاية ماساتشوسيتس يوم الثلاثاء قبل الماضي سرعان ما تحول إلى نوع من "وسائل الإسقاط": أي أن ما يعنيه ذلك الفوز إنما يتوقف على ما تعتقد أنه يعنيه. وبهذا المعنى، فإن فوز "الجمهوريين" كان إما ثورة ذات بُعد ملحمي أو نتيجة لظروف فريدة وخاصة لا تعني الكثير. وفي ما يلي نظرة على خمس أساطير أو مغالطات حول هذا السباق. 1 - "سكوت براون" لم يفز بالسباق، بل "مارثا كوكلي" هي التي خسرته، الأكيد أن "كوكلي" لم تبل بلاء حسناً حين تركز الاهتمام الوطني عليها في الأيام الأخيرة من السباق؛ حيث كان حضورها غير ملهم خلال محطات الحملة الانتخابية، وهي التي أشارت إلى أنه لا وجود لـ"القاعدة" في أفغانستان، والتي بدا أنها لا تعرف "كُرت شيلينج"، اللاعب الشهير في فريق مدينة بوسطن "ريد سوكس" لرياضة البيسبول. ولكن أن نلقي عليها مسؤولية الخسارة أمر فيه كثير من الإجحاف. ذلك أن براون وفريقه أدركوا منذ البداية أن الطريقة الأفضل – والوحيدة ربما – للفوز بالسباق هي التربص بكوكلي. وذلك هو ما فعلوه تحديداً طيلة شهر ديسمبر، بينما كانت هي منشغلة بأخذ قياسات ستائر مكتبها الجديد في مجلس "الشيوخ". فرغم امتياز "كوكلي" المالي، إلا أن "براون" هو أول من ظهر على شاشات التلفزيون ضمن إعلان بات اليوم مشهوراً -ومن المؤكد أنه سُيستنسخ كثيرا في المستقبل- يصوره سائقا شاحنته عبر أرجاء الولاية، معززا بذلك صورة "القرب من الشعب". وفي مناظرة نظمت قبل ثمانية أيام على الانتخابات، كان "براون" واثقاً ومنطقياً في حديثه وحضوره، متفوقاً بوضوح على منافسته. والأهم من ذلك أنه في الأيام الأخيرة من السباق ظل "براون" وفياً لرسالته الرئيسية ("أنا الصوت المستقل في السباق)، ولم يمنح "كوكلي" و"الديمقراطيين"، أي ثغرة للهجوم عليه. 2 - فوز "براون" يعني موت مشروع قانون الرعاية الصحية. اليوم باتت أغلبية "الديمقراطيين" في مجلس الشيوخ شيئاً من الماضي. ولذلك، فقد باتوا مطالبين بأن يسعوا جاهدين لإنقاذ الأولوية التشريعية الرئيسية للرئيس أوباما. غير أن بعض الخيارات مازالت متاحة، حتى وإن لم تكن جذابة جدا، وبخاصة منذ إعلان رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" أن الأصوات غير كافية لتمرير مشروع قانون مجلس الشيوخ عبر مجلس النواب بدون أي تحديات. ولكن الواقع السياسي البسيط اليوم هو كالتالي: البيت الأبيض يعتقد أن أي مشروع قانون في هذه المرحلة أفضل من لا شيء. ولنتذكر هنا أن هذا الرئيس إنما انتُخب من أجل جعل واشنطن تعمل من جديد. وبالتالي، فإن فشلاً تاماً لإصلاح الرعاية الصحية سيُضعف كثيرا هذه الصورة. 3 - "الديمقراطيون" سيطويهم النسيان في الانتخابات النصفية. في أعقاب فوز "براون"، انتابت مشاعر الفرح "الجمهوريين"، بل وكذلك بعض الغرور، حيث قال لي أحد المخططين الاستراتيجيين "الجمهوريين" في مجلس النواب ليلة الثلاثاء: "اليوم، لم يعد أي من الديمقراطيين آمنا". شعور كررته في وقت لاحق من الأسبوع عضو مجلس الشيوخ باربارا بوكسر (الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا)، حيث قالت للصحافيين إن "كل ولاية اليوم باتت موضوع تنافس". وربما يكون "الديمقراطيون" متجهين نحو خسائر في مجلس النواب ومجلس الشيوخ هذا الخريف فعلًا، وهذا صحيح؛ لكن من غير الواضح حتى الآن ما إن كانت تلك الخسائر ستكون منسجمة مع القاعدة التاريخية في النصف الأول من ولاية الرؤساء، وهي 15 إلى 20 مقعداً في مجلس النواب و2 إلى 5 مقاعد بمجلس الشيوخ، أو سترقى إلى شيء أكبر يمكن أن يعرِّض أغلبيتي "الديمقراطيين" في الكونجرس للخطر. 4 - "ماركة" أوباما باتت في خبر كان: صحيح أن الرئيس ظهر في آخر لحظات الحملة الانتخابية في ماساتشوسيتس من أجل دعم "كوكلي"؛ وأن ذلك لم يؤثر على الاتجاه الذي كان يمضي فيه السباق. ولكن أن نقول إن الظاهرة السياسية التي تعرف بباراك أوباما قد اصطدمت بجدار ليس هو الاستنتاج الصحيح، وذلك لأن أوباما مايزال يمثل قوة سياسية كبيرة بين القاعدة "الديمقراطية"؛ حيث أظهرت استطلاعات الرأي الداخلية التي شملت الحزبين بعد زيارته إلى ماساتشوسيتس الأحد الماضي أن حضوره ساهم في بعث الحماس في نفوس "الديمقراطيين" الأوفياء للحزب بشأن سباق لم يثر قبل ذلك سوى حماس محدود. ثم لنتذكر أيضاً أن أوباما كان يمثل أيضاً الزعيم بالنسبة للمستقلين في انتخابات 2008، حيث فاز بأصواتهم بنسبة 51 في المئة مقابل 45 في المئة لعضو مجلس الشيوخ جون ماكين (الجمهوري عن ولاية أريزونا)، ولكن تلك اللمسة السحرية قد بدأت تختفي في الوقت الراهن على الأقل. 5 - النساء لا يستطعن الفوز في ماساتشوسيتس. "كوكلي" لم تخسر السباق لأنها امرأة في ولاية ليس لديها سجل عظيم بخصوص انتخاب النساء؛ فـ"كوكلي" كانت تتمتع بكل ما يمكن أن يريده دارسو المرشحات النساء الناجحات: سيرة ذاتية عميقة، وتجربة سابقة في الحملات الانتخابية على مستوى الولاية، وحزم وصرامة نتيجة تجربتها كوزيرة للعدل في الولاية. ولكن ما كان يعوزها ليس الذكورة، وإنما مسحة من جاذبية الشخصية. فهي خسرت لأنها ارتكبت سلسلة من الأخطاء التي جعلتها تبدو على غير اتصال بالناس، وقد خسرت لأن خطوط الاتصال بين حملة "كوكلي" و"الديمقراطيين" كانت في أحسن الأحوال مهتزة. ولكن، هل مثَّل نوع "كوكلي" امتيازاً لها، على غرار ما حدث في فوزها المقنع في الانتخابات التمهيدية؟ كلا. إلا أنه من شبه المؤكد أن رجلا أدار الحملةَ الانتخابية الضعيفة نفسها في بيئة وطنية ضعيفة كان سيمنى بالفشل أيضا. وهذه الخسارة تتعلق بأشياء كثيرة، وليس بنوع كوكلي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©