بناء قطاع فضائي عربي يعد تحدياً كبيراً

عمر الأحمد (أبوظبي) أكد الدكتور محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء لـ «الاتحاد» أن وضع خطة وإطار زمني للتعاون والعمل لبناء قطاع فضائي عربي يعتبر تحدياً كبيراً، على الرغم من الحماس الكبير الذي تبديه دول المنطقة، وتوفر قدرات وخبرات عربية وعدداً من برامج الفضاء المتقدمة، والتي تملك عقوداً من الخبرة، بالإضافة إلى الجهود القائمة لتطوير استراتيجيات ومؤسسات فضاء وطنية، مشيراً إلى أن محطة الفضاء الدولية التي تتمركز على ارتفاع يصل إلى 400 متر، تقريباً عن سطح كوكب الأرض تعتبر تجسيداً لإحدى أعظم ممارسات التعاون الدولي في عصرنا الحديث، بالنظر إلى الشراكة التي جمعت بين 15 دولة مقدمة للبشرية مشهداً تاريخياً وإنسانياً تمثل في استقبال المحطة نحو 230 رائد فضاء من 18 دولة على متنها منذ إطلاقها عام 1998. ولفت الأحبابي إلى أن هذه التجربة العالمية تشكل إلهاماً لأجيالنا في الوطن العربي، ودعوة للدول العربية للعمل على تعزيز التعاون وبذل الجهود لتحقيق الهدف الذي تطمح إليه عبر رسم خريطة الطريق العربية نحو الفضاء، مشيراً إلى أن هذه الرؤية التي ستضم جميع وكالات الفضاء العربية والمؤسسات العلمية في شتى أنحاء الشرق الأوسط لتعزيز بيئة تعاونية يجري فيها تبادل الأفكار والخبرات، وتتيح للعالم العربي الفرصة للمشاركة في اكتشاف الحلول للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية في وقتنا الحاضر. وقال الإحبابي:« لهذا السبب، سعت دولة الإمارات منذ تأسيس وكالة الإمارات للفضاء للتنسيق مع ممثلين عن قطاع الفضاء والمؤسسات العلمية في المنطقة لمناقشة سبل التعاون في هذا المجال، ومن هذا المنطلق نظمت وكالة الإمارات للفضاء في وقت سابق من هذا العام جولة جديدة من الاجتماعات والمناقشات بين قادة القطاع الفضائي العربي على هامش القمة العالمية لصناعة الطيران، والتي انعقدت في أبوظبي مؤخراً واستقطبت أبرز القادة والمسؤولين وصناع القرار على مستوى العالم في مجالي الفضاء والطيران، حيث شكلت هذه الاجتماعات منصة متميزة لبحث مستقبل القطاع الفضائي العربي وتوحيد الجهود بهدف تعزيز القدرات الفضائية العربية، فضلاً عن إلهام الجيل القادم من رواد الفضاء العرب». وأشار الأحبابي إلى ما تطرق إليه قادة القطاع الفضائي العربي خلال الندوة الحوارية التي عقدت ثاني أيام القمة إلى الأهداف المنشودة، وقدراتهم المادية واللوجستية، وضرورة وضع الخطط المستقبلية للنهوض بقطاع الفضاء العربي، وتبع هذه الندوة اجتماع مغلق تم الاتفاق فيه على سبل التعاون الإقليمي بين دول المنطقة والسعي للبدء بالعمل على نطاق أوسع، حيث بحثت هذه الاجتماعات الفرص والإمكانيات التي يمكن تحقيقها من خلال قطاع الفضاء العربي، بالتعاون مع برنامج الإمارات الطموح في مجال الفضاء، بما في ذلك برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ومشروع مسبار الأمل 2020، ومدينة المريخ العلمية 2021، هذا بالإضافة لمشروع المريخ 2117. وأضاف قائلاً:« نؤمن في وكالة الإمارات للفضاء بأهمية التعاون الإقليمي العربي في مجال الفضاء وعلومه لإيجاد الأمل وتحفيز الجيل المقبل وإعطائه الفرصة لرسم مستقبل البشرية، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم، حيث سنعمل معاً على إلهام جيل جديد من علماء الفضاء والباحثين العرب، وكلي ثقة بأن علوم الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة ستكون واحدة من أعظم الهبات التي سنقدمها للجيل القادم، وإذ نكرر التزامنا في دولة الإمارات نحو مساندة دول المنطقة لتحقيق الحلم العربي بالوصول إلى الفضاء والتوصل لاكتشافات علمية غير مسبوقة».