الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تتهم إيران بضخ أموال لإفشال «المبادرة الخليجية»

14 يناير 2013 00:46
عقيل الحـلالي (صنعاء) - اتهمت الولايات المتحدة أمس إيران بالعمل على “زعزعة الوضع في اليمن والمنطقة”، مؤكدة أن نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب علي سالم البيض “يتسلم دعما ماليا من الحكومة الإيرانية، ويسعى لإفشال المبادرة الخليجية” بدعمه الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب. ونصحت من جهة ثانية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بمغادرة البلاد للسماح باستكمال عملية انتقال السلطة التي ينظمها اتفاق “المبادرة الخليجية” منذ المصادقة عليه أواخر نوفمبر 2011. وقال السفير الأميركي لدى اليمن جيرالد فايرستاين في مؤتمر صحفي أمس إن نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب علي سالم البيض الذي يقيم حاليا في بيروت “يتسلم دعما ماليا من الحكومة الإيرانية، وليس لدينا شك بأنه مسؤول عن جهود لإفشال المبادرة الخليجية” من خلال دعم الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب. كما عبر عن قلقه من ارتباط “الحوثيين”، الذين يسيطرون على مناطق واسعة شمالي اليمن، بطهران، “وأن يكونوا وكلاء لإيران في اليمن”، داعيا جماعة الحوثي إلى الانخراط في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وردا على سؤال “الاتحاد” بشأن تطورات عملية إعادة هيكلة الجيش اليمني قال فايرستاين إنه سيتم البدء في المرحلة الثانية من عملية إعادة الهيكلة “خلال الأسابيع المقبلة”، موضحا أن المرحلة الثانية تتضمن إعادة توزيع ألوية تشكيلتي “الفرقة الأولى مدرع” و”الحرس الجمهوري”، المنحلتين بمرسوم رئاسي، على المناطق العسكرية السبع التي حددها المرسوم الصادر في 19 ديسمبر الماضي. ونفى السفير الأميركي الأنباء التي تحدثت عن تمرد اللواء علي محسن الأحمر قائد قوات “الفرقة الأولى مدرع” المنحلة على قرارات هادي، وقال إن الأحمر “أكد في آخر حوار بيننا قبل عدة أسابيع دعمه القوي لقرارات الرئيس هادي، ونحن نأخذ ما قاله على محمل الجد والمصداقية”. كما نفى وجود أي دور أميركي فيما يتعلق بتعيين قادة المناطق العسكرية في اليمن، وقال “لم تكن لنا أي حوارات بشأن مستقبل (العميد) أحمد علي صالح”، نجل الرئيس السابق، وقائد قوات “الحرس الجمهوري” المنحلة. وردا على سؤال حول سقوط ضحايا مدنيين في غارات تشنها طائرات أميركية بدون طيار ضد المتطرفين في اليمن، قال فايرستاين “نتخذ جميع الخطوات لضمان عدم سقوط أي مدنيين في نشاطنا باليمن”، مضيفا “لن ندعي الكمال، نحن نعمل مع الحكومة اليمنية على تقديم الردود المناسبة”. ولفت إلى أن واشنطن ستدعم اليمن في حربها ضد الإرهاب، خصوصا في ظل استمرار “تهديد الجماعات المتطرفة لليمن والمنطقة والعالم”. وشدد على ضرورة إيفاء الحكومة الانتقالية بالتزاماتها أمام المانحين الدوليين في اجتماعي الرياض ونيويورك العام الماضي، مشيرا إلى أن الحكومة تتحمل أيضا مسؤولية ضبط المخربين الذين يستهدفون أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء “وتطبيق القوانين عليهم”. من جهة أخرى نصح السفير الأميركي صالح بمغادرة اليمن لإكمال العملية الإنتقالية. وقال “ليس بإمكان أي شخص أن يطرد صالح من اليمن”، مؤكدا أن قرار المغادرة “يعود لصالح نفسه”. لكنه أشار إلى أن صالح “تواصل مع العديد من الحكومات” لمنحه تأشيرة بغرض استكمال العلاج من إصابته في محاولة اغتيال استهدفته داخل القصر الرئاسي منتصف العام قبل الماضي، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية أبلغت مؤخرا صالح موافقتها استضافته لاستكمال العلاج. ورفض السفير الأميركي الربط بين بقاء صالح واستكمال المرحلة الانتقالية التي تستمر حتى فبراير 2014، وقال إن “المرحلة الانتقالية ليست لها علاقة بعلي عبدالله صالح”، وإنه “ليس هناك أي دور يلعبه صالح في صنع مستقبل اليمن”، وإن أيامه في قيادة البلاد “انتهت”. وأجبر صالح الذي حكم اليمن قرابة 34 عاما على التنحي نهاية فبراير تحت ضغط الشارع، ووفق اتفاق “المبادرة الخليجية” منح خروجا آمنا خلافا لنظرائه من الزعماء العرب الذين أطيح بهم في انتفاضات شعبية شهدتها بلدانهم في عام 2011. وألمح فايرستاين إلى ضرورة اختيار حزب “المؤتمر الشعبي العام” قيادة جديدة بديلة عن القيادة الحالية برئاسة صالح، وقال “يجب على حزب المؤتمر أن يتخذ قرارا، إما أن يكون حزبا لمستقبل اليمن أو حزبا للماضي”. وأشاد بالجهود الذي يبذلها الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي في سبيل إنهاء الأزمة اليمنية الراهنة، وقال إن “علاقتنا مع هادي أكثر ثباتا” من سلفه صالح. وذكر أن بلاده تشجع هادي على إصدار مزيد من القرارات لتهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، المزمع إطلاقه في فبراير. وقال إن الدول العشر الراعية لاتفاق “المبادرة الخليجية” تعمل على تأسيس نظم دعم لمؤتمر الحوار” الذي من المفترض أن يناقش قضايا يمنية عالقة منذ سنوات على رأسها الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب والتمرد المسلح لجماعة الحوثي الشيعية في الشمال. وأشار إلى أن مؤتمر الحوار المقبل يمثل “فرصة” لجميع الأطراف اليمنية، بما فيها المعارضة الجنوبية بالخارج، معبرا عن قلق بلاده إزاء تنامي النشاط الإيراني في اليمن. وقال “هناك براهين تثبت دعم الإيرانيين لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي”، الذي يقود الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب منذ مارس 2007. وقال إن واشنطن قلقة من “الوضع الأمني والاغتيالات” التي وقعت العام الماضي “خصوصا داخل العاصمة صنعاء”. وفي السياق أكد الرئيس اليمني هادي على العمل الجاد والمخلص والمثابر من أجل بناء الوطن وتجاوز العثرات. وقال “إن الوقت يمضي ونحن بحاجة إلى تنفيذ مقتضيات بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومنها المؤتمر الوطني الشامل والتعديلات الدستورية والنظام الانتخابي، ولابد من إنجاز ذلك بأسرع وقت وبحسب جدولتها زمنيا”. وعبر عن تطلعه لإحداث نقلة نوعية لهيكلة وزارة الداخلية وتوحيد مهامها، مشيرا إلى أن تعدد وتضارب المهام في المسؤوليات قد يسبب الإرباك وهو ما لم يؤد الى استتباب الأمن والاستقرار بصورة دائمة ومرتبة. وقال لدى لقائه أمس الخبراء الأردنيين والأوروبيين والجانب اليمني المكلف بإعادة هيكلة وزارة الداخلية، إن أجهزة الداخلية خلال العقد الماضي تحولت من حام للأمن إلى حام للسلطة، ونحن نريد أن يكون الأمن للمواطن وفي خدمته وإنهاء تضارب المسؤوليات والاختصاصات والعمل بأسلوب حديث يتواكب مع العصر”. وأكد أن الاستعانة بالخبرات القيادية الأردنية والأوروبية هو من أجل الاستفادة وتلافي جوانب القصور للنهوض بالجانب الأمني، الذي يمثل حجر الزاوية في تحقيق الأمن والازدهار والتطور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©