السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجــــــاء

هجــــــاء
8 فبراير 2009 00:11
سارة الهاني مطربة واعدة حازت، عن استحقاق، من الألقاب ما تأنس له أكثر النفوس وحشة، فكانت ''كلثومية الهوى''، وكانت أيضاً ''الوريثة الفنية للمطربة وردة''، والأرجح أنه كان بإمكانها، لو شاءت، تحصيل المزيد من تلك الأوصاف العذبة· قبل أيام دعت سارة إلى مؤتمر صحفي لإطلاق ألبومها الغنائي الجديد، وقد فوجئت بالحشد الصحفي الذي تجمهر ملبياً الدعوة، لكنَّ المفاجأة الأبرز تمثلت في تقاطع مداخلات الصحفيين عند كون الألبوم غير ملائم للقدرات الصوتية المميزة التي تملكها المطربة· هكذا تحدث الحضور، منتقدين التعامل مع سارة بوصفها نسخة عن زميلاتها اللواتي دلفنَ إلى عالم النجومية من مداخل شتى ليست الموهبة بينها، ومعترضين على قبول الفنانة السير في ركب المتاح والممكن دون حساب للإمكانية والقدرات· لمرة نادرة كان الكلام المعترض ينثال في أسماع المعني به برداً وسلاماً، وكانت الفنانة مأخوذة بما يقال حولها مع كونه يمثل رفضاً لجزء أساسي من سلوكياتها، ولمرة نادرة أيضاً كان النقد نقياً مطعماً بالمودة، فأمكنه أن يفعل فعله، وأن يمارس تأثيره المنشود· خرج الصحفيون عن سلوك التزم به معظمهم زمناً، فلم يكونوا جذريين في رفضهم، ولا متطرفين في قبولهم، آمنوا بقدرات سارة، لكنَّ إيمانهم لم يدفعهم إلى موافقتها على كل ما تذهب إليه، بل احتفظوا لأنفسهم بالمسافة الضرورية التي تمنح الود فعالية التأثير، وبدت الفنانة موضع حفاوة وإن من باب خلفي، هكذا كانت سارة الهاني تتعامل مع كل رأي معترض بوصفه شهادة صادقة على موهبتها، وعلى استحقاقها لأفضل تغاضت عن إنجازه· الموقف بتفاصيله وخلفياته يحيل إلى مقولة غابت عن الأذهان زمناً مفادها أنَّ بعض الهجاء متمم للمديح، تماماً كما أن كثيراً من المديح هو مرادف للهجاء· علي العزير
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©