الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضد «الكسر» وليس ضد «السرقة»

16 يناير 2012
قد تكون التكنولوجيا القديمة بكل ما قدمته لنا من تقنيات وأجهزة ومعدات.. ذكية كانت أم غير ذكية، عاجزة أمام عنصر “الكسر”، الذي طالما شكل تحدياً لصناع هذه التكنولوجيا ومصدروها. فالهواتف، والكمبيوترات الشخصية، وأجهزة “اللاب توب”... وغيرها الكثير والكثير، التي تمتاز بكل شيء قد يتخيله عقل المستهلك، والتي قد يقدر “بعضها” على قراءة ما يدور في عقلك أو ما تنوي قوله، والتي تقدر أيضاً إلى الاستماع لك وتلبية طلباتك بمجرد نطقك بهذا الطلب أو هذا الأمر. كل هذه التكنولوجيا كانت فاقدة وعلى مدى السنوات الطويلة الماضية، لنقطة مهمة وهي “ضد الكسر”، بمعنى أن كل هذا التطور الذي لاحظناه في هذه الأجهزة التقنية، قد يذهب أدراج الرياح، إذا ما غفلت لحظة وأنت تتعامل مع أحد هذه الأجهزة الذكية، ليسقط منك الأخير، منشطراً نصفين، أو محدثاً “عاهة” قد تكون في الغالب “مستديمة” في شاشة الجهاز أو أي جزء آخر منه. وإذا ما نويت إصلاح هذه “العاهة”، أو هذا الخلل، فعندها ستكون الطامة الكبرى، حيث سيتطلب منك ذلك مبلغاً كبيراً لعملية “الترميم” والإصلاح، فإما القبول وإما الرفض والتأقلم مع جهازك الذكي بعاهته التي أصابته مؤخراً وعن طريق “الخطأ”. كان هذا قبل سنوات طويلة، أما اليوم فحرصك على جهازك التكنولوجي الجديد، لم يعد مقتصراً على خوفك من أن يسقط هاتفك الذكي في كوب ماءٍ مثلاً، أو أن يقع جهازك اللوحي الخارق أرضاً، فيكسر أو يخدش. لأن هذه الأجهزة الذكية اليوم أصبحت قادرة على التأقلم مع محيطها، والتطور تدريجياً وكل يوم لتصبح أقوى وأكثر امتصاصاً للصدمات والاصطدامات.. مثلها مثل بعض “الحشرات والحيوانات”، التي أقلمت نفسها مع بيئتها، وطوت وسائل دفاعها ضد الهجمات الخارجية التي تحدق بها، وكأن الشركات المصنعة والمطورة للأجهزة الإلكترونية “استعارت” هذه التقنية من “الحشرات والحيوانات”، وطبقتها وبدأت بتطبيقها على مستويات أكبر، في أجهزتها التقنية التي تصدرها للمستهلكين، والزبائن. اليوم أصبح خوفك على “المواد” الشخصية وغير الشخصية، والموجودة في هاتفك الذكي أو كمبيوترك الشخصي على اختلاف نوعه، أهم من خوفك على سلامة أعضاء هذا الجهاز، وإذا كنت قادراً على إصلاح هذا الجهاز في حال أصابه مكروها، فهذا الأمر لا يمكن أن يطبق “أغلب الأحيان” في حال ضياع أو سرقة بعض موادك الشخصية الكثيرة المتواجدة في هذه الأجهزة، والضياع هنا ليس المشكلة، إنما المشكلة تكمن في “السرقة”، والتي تجعل في “بعض الأحيان” ضعفاء النفوس من التعامل مع هذه المواد الشخصية، بأسلوب سيئ، قد يجعلك تكره اليوم الذي اشتريت فيه مثل هذا الهاتف الذكي أو هذا الكمبيوتر الخارق. فاحذر وانتبه على ما بداخل جهازك التكنولوجي الجديد من أسرار، ولا تخف عليه “اليوم” إن سقط على الأرض، فهذه الأجهزة قد صممت لتمتص الصدمات. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©