الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسرحيون عرب: الإمارات تؤسس لثقافة المستقبل

25 يناير 2017 10:57
استطلاع: ساسي جبيل (وهران) تحتاج الأعمال الرائدة والإنجازات الضخمة إلى إمكانات كبيرة، وتخطيط محكم، ورؤية ثاقبة، تأخذ بكل أسباب النجاح والتميز، وهذا ما تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة، يوماً بعد آخر، متصدرة المشهد الثقافي العربي، ومتصالحة مع محيطها الكبير، الذي تتقاذفه اليوم العديد من التباينات، التي لم تمنع الإمارات من التحليق عالياً وبعيداً في سماء الإبداع العربي، وأن تكون اليوم عاصمة الفعل الثقافي الجاد، والمحقق للإضافة. «الاتحاد الثقافي» سألت عدداً من المسرحيين والإعلاميين العرب، من الذين حضروا مهرجان المسرح العربي في الجزائر مؤخراً، الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح، إحدى أهم المؤسسات العربية، التي انطلقت من الإمارات، وأصبحت اليوم تمثل ثقلاً ثقافياً مهماً، من خلال إنجازاتها المختلفة. يقول إسماعيل عبد الله، أمين عام الهيئة العربية للمسرح: «تسخر دولة الإمارات كل الإمكانات والطاقات لخدمة الإبداع، أينما كان، مؤمنة بالفعل الجاد والثقافة التي تؤسس للمستقبل، وذلك نابع أساساً من الإشعاع الذي تحققه، والدور الذي تلعبه اليوم محاولة تأثيث الواقع العربي، بما يسر ويسعد الشعب العربي، مستشرفة للمستقبل بقصد البناء على أسس صلبة ورؤية ثاقبة، تعود إلى حرص قيادتها على أن تكون الرائدة والحريصة على التعاون والبناء والإضافة. والموقع الريادي الذي تحتله الإمارات اليوم، في محيطها العربي والعالمي، دليل على أنها كسبت الرهان، واستطاعت أن تخدم الإنسان في كل مكان، بكل ما أوتيت من قدرات وإمكانات. ويضيف: الهيئة العربية للمسرح استطاعت، وهي تحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لتأسيسها، أن تحلق عالياً في سماء المسرح العربي، وتجمع حولها مختلف الطاقات المسرحية العربية، وكل ذلك بفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي آمن بالفعل الثقافي الجاد والرصين». القيم الثقافية يوسف عيدابي، المستشار الثقافي لصاحب السمو حاكم الشارقة، مستشار الهيئة العربية للمسرح، يقول: «تبحث الإمارات عن سبل الريادة بمفاهيم مختلفة، لتبلغ المستوى الأرقى والمتجدد، وتعمل الهيئة العربية للمسرح على مناقشة الراهن بنوع من التمهل والتبصر، للوصول إلى الريادة المسرحية في الوطن العربي. وكل ذلك بناء على رؤية واضحة، تأخذ بمختلف أسباب النجاح، وتسعى إلى الإضافة والتطوير، والعمق الذي يؤسس ويبني للمستقبل، خدمة للأجيال العربية التي عليها أن ترى بارقة أمل في سماء الغد، الذي نريده أن تكون أكثر إشراقاً». ويضيف عيدابي: «المسارات التي تنطلق من الإمارات العربية المتحدة في المجال الفكري والثقافي والفني كثيرة ومتعددة، وعلى مدار الأيام والسنين، ومنها معارض الكتب والفنون، التي استضافت القامات الفكرية والثقافية المختلفة، والبرامج المسرحية والفنية، والمحاضرات والندوات في المجالات الثقافية كافة. وإذا أخذنا نموذجاً، الصلات الخارجية لدولة الإمارات، والاحتفال بقيمها الثقافية، ومساهماتها غير المنقوصة، فيمكن أن نشير إلى مهرجان المسرح العربي السنوي، الذي ينتقل من بلد إلى آخر، سنة بعد سنة، ويستضيف أكثر من 500 ضيف سنوياً، من المتخصصين في الفكر العربي والعلوم المسرحية، فهذه التظاهرة تحدث تفاعلاً لا يمكن حصره في مجال واحد، إذ تهيئ الملتقيات اليومية حوالي 10 أيام، لتحقيق معرفة نوعية بالإمارات، وبإنسان الإمارات، وبفكر مؤسسي الدولة، ومفكريها ومبدعيها، ورسل مسرحها إلى الأمصار العربية، الذين يلتقون بنفر غير قليل، تشع منهم تجاهه أصالة الإمارات وثقافتها، وفيوض إبداعاتها التي حظيت وتحظى بتقدير وتكريم جديرين». التجسير الثقافي ويواصل عيدابي: «على صعيد العلاقات الثقافية والروابط المهنية، فإن هذه المناسبة المسرحية تتوافر على اتفاقات وبرامج عمل، ومشاريع تأهيل وتأطير في التخصصات المسرحية، ما يحقق التفاعل بين الخبرات العربية والكوادر المنتقاة، ذات التجربة الناضجة، التي يمكن أن ترفد الواقع الفني الإماراتي والعربي على السواء، وتكون نوعاً من العلاقة والتجسير الثقافي المطلوب في المرحلة الراهنة من الواقع العالمي المشحون بالبغضاء والحروب والظلامية، التي ألصق بعضها بالعربي المسلم، وهو منها براء. وإننا ننطلق من الإمارات طالبين تحقيق أنسنة جديدة وعالم من التعاون والتعايش والتكاتف، لنجعل من واقع العولمة الثقافية أفقاً إنسانياً، يجعل من ثقافات الأمم قوس قزح، يكون الإنسان حياله مفعماً بالأمل والثقة في المستقبل الآمن للجميع». يقول واسيني الأعرج، روائي وأكاديمي جزائري: «يجب أن نتفق أولاً أن الدور الثقافي الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات اليوم في محيطها العربي والدولي، جعلها تستوعب الموضوعات الكبرى التي تخترق الثقافة العربية وتخط لها مسلكاً إيجابياً جداً، وهي بهذا تنشأ قطباً ثقافياً جديداً على المستوى المحلي والعربي. حيث نستطيع القول إن الإمارات يمكنها أن تكون بديلاً لكل الإخفاقات العربية، وعلامات هذا تكمن في البدائل التي بدأت تتجلى في أشكال ثقافية واضحة خلال السنوات الأخيرة. ففي المجال المسرحي، لا تخفى جهود الشارقة المهمة في تطوير الجهد الكتابي المسرحي، والدفع بالمسرح كمنجز إنساني يلعب فيه التقني والكتابي دوراً في غاية الأهمية، إذ يشكل المسرح في الشارقة اليوم واحداً من أهم الاهتمامات الكبرى، من السلطة العليا حتى المسرحي البسيط. وفي دبي نجد الجانب السينمائي والمهرجانات التي تشكل علامة فارقة وحضارية، يمكنها أن تمنح الوطن العربي فرصة لرؤية معضلاتها الحضارية سينمائياً. ونجد اتساع المجالات أكثر بين الشارقة وأبوظبي ودبي، وتطور الظاهرة الثقافية بشكل كبير، من خلال الاهتمام بالتراث الثقافي والحضاري، ومنح الرواية والنص الأدبي العربي مجالاً كي يصبح مرئياً، من خلال جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تحظى باهتمام عربي ودولي منقطع النظير، وهو ما يوفر مساهمة إيجابية للثقافة العربية في المنطقة، ونتمنى الاستمرار والتعمق أكثر، وهذا ليس بعيداً عن الإمارات». عاصمة الأضواء الثقافية إبراهيم الحارثي، مسرحي سعودي يقول: «أعتقد بأن الإمارات الآن هي عاصمة الأضواء الثقافية عربيًا، فهي تمد العالم بإشعاع دافئ، وحقيقي، وتتجه نحو أهدافها بصورة رائعة، وهنا أضرب مثالاً عن الدور الريادي للإمارات في المسرح من الشارقة، التي تعد حالياً قبلة للمسرحيين العرب، أو دبي من خلال حراكها الثقافي المميز، والعاصمة أبوظبي التي تستوعب كل المساحات الحرة، ولا أنسى أيضاً الفجيرة وهمها الثقافي المتنوع، الذي جاء مختلفاً وخلاقاً ومدهشاً، فالمهرجانات والمسابقات والبرامج التي تخدم الحراك تعد نافذة حقيقية لحالة التثاقف الدائمة، التي تسعى لها من خلال اتجاهين مهمين، ولعلي أعرج على أقطاب عربية مهمة استطاعت خلق أجواء مميزة لتنامي البهجة، فدائرة الشارقة للثقافة والإعلام، والهيئة العربية للمسرح، ودور جمعية المسرحيين الإماراتيين، فلكل ذلك أثره في المسرح المحلي الإماراتي، وانعكاس هذا الدور على تطور الحراك خليجياً وعربياً». الدكتور عقيل مهدي، ناقد من العراق، يقول: «إن الإمارات تجمع المبدعين دائماً، وعندما ترعى الدولة الفعاليات الثقافية، وتعمل على تفعيل العمل الإبداعي بكل الوسائل المتاحة، يبرز بشكل ساطع الدور الكبير الذي تلعبه في المنطقة العربية، وهنا لابد من التنويه بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لا بوصفه رجل سياسة، وإنما باعتباره أحد أعمدة كتاب المسرح، والداعمين الحقيقيين لحركة المسرح العربي، بكل نزاهة ووعي، وهذا ليس بشكل ظرفي، وإنما تجلى بوضوح منذ أعوام، ولا يزال متواصلاً مع الأيام، من خلال مسيرة إمارة الشارقة الثقافية، والهيئة العربية للمسرح، ببرامجها، واستضافتها لكبار المسرحيين، وطباعة الآثار الابداعية المسرحية، وهو ما جعل العمل المسرحي يتقدم قولاً وفعلاً، فالإنسان العربي الجديد، وخصوصاً الفنان يجد في هذا الدعم الإماراتي للمسرح، وغيره من الفنون، فرصة لإسعاد الناس، وإثراء وجدانهم بالرؤى الجمالية المطلوبة». إشعاع الإمارات الثقافي يقول الدكتور محمد المديوني، ناقد وأكاديمي تونسي: «كان لي شرف المساهمة في إطار اللجنة التأسيسية للهيئة العربية للمسرح، وتابعت شواغل وانتظارات من كان وراء هذه الفكرة التي عبر عنها صاحب السمو حاكم الشارقة، وهي تقوم على روح العطاء، التي تسعى للمساهمة في تطوير واقع المسرح العربي في البلدان العربية على اختلاف تجارب هذه البلدان، وتفاوتها، وما آلت إليه الهيئة الآن يتناغم مع تطلعات هذه المبادرة التأسيسية، وهناك سعي إلى تصور شمولي في معالجة الواقع المسرحي العربي، فهناك بعد يقوم على تشجيع توزيع العروض والتعريف بها، ومهرجان المسرح العربي مثلاً يقوم بدور كبير في إشعاع الإمارات الثقافي، كما لا ينكر الدور الكبير الذي تعمل عليه الهيئة من خلال المسرح المدرسي الذي يبني الأجيال، وكل ذلك مما يرسخ قدم الإمارات في الفعل الثقافي في محيطها العربي والدولي». عبد الناصر خلاف، باحث في الفنون المسرحية الجزائر، يقول: «لقد تسنى لي حضور العديد من الفعاليات الثقافية في الإمارات والدول العربية، وبدا الدور الكبير، والحضور المتميز للإمارات واضحاً للعيان، ففي هذا الوطن العربي، الذي يعاني الآن، استطاعت الإمارات، بفضل الإرادة السياسية لحكامها وشعبها، أن تفتح آفاقاً متعددة، سواء داخل أو خارج الإمارات، وأقول ذلك صراحة كباحث عرفت المسرح العربي بفضل الإمارات، من خلال الفعاليات المسرحية المختلفة، وهي فعاليات تنبع من استراتيجية مهمة، تعمل على طبع الكتب والمجلات والاحتفاء بالكتاب والباحثين وصناع العمل الثقافي عموماً، كما أن وجود فعاليات متعددة في مختلف الفنون والإبداع، وجوائز مهمة، ليست مجرد مكافآت مالية، بل علمية من خلال تسليط الضوء على الباحثين، وتقريبهم من الإعلام والجامعات». يقول ماجد لفته العابد، فنان وإعلامي من العراق: «تلعب الإمارات دوراً بارزاً في الإشعاع الثقافي العربي والدولي، سواء من خلال الزخم الذي تعيشه في الداخل، أو الحضور المتميز خارج حدودها، وهذه الفعاليات المختلفة التي تقف وراءها الإمارات تؤكد حرصها الكبير على أن تصبح قطباً ثقافياً مهماً، فالإمارات حاضرة بتألق وتميز في بيروت، والأردن، وتونس، ومصر، والمغرب، والكويت، وأخيراً في الجزائر، من خلال دورة مهرجان المسرح العربي الذي جمع مئات الفنانين العرب في منصة مسرحية متميزة. والإشعاع الثقافي الإماراتي اليوم يبدو واضحاً للعيان، ومبني على رؤية استراتيجية تنبع من الحرص على التميز أولاً، والعمل على أن يشمل الاهتمام بالشأن الثقافي كل المجالات، في الوقت الذي يعيش فيه العالم العربي كبوة كبيرة، نتمنى أن تنقشع من سمائنا قريباً». مفلح العدوان، كاتب ومسرحي من الأردن يقول: «من خلال مشاركاتي المختلفة في الأنشطة الثقافية بدولة الإمارات، أشعر أن هذه المحافل الثقافية الإماراتية تحرص على أن تكون دائماً في مستوى الحدث، وهو أمر يؤكد الانفتاح الكبير للإمارات على مختلف التجارب العالمية، في مختلف الفنون والإبداعات، فمونودراما الفجيرة أصبح يمثل واحداً من أهم الأنشطة المسرحية في العالم، والدور الذي تلعبه الهيئة العربية للمسرح لا يخفى على أحد، والجوائز ومعارض الكتب ومهرجانات السينما، وغيرها من الفعاليات التي تقف وراءها دولة الإمارات لا تحصى، ولا تعد، وهو أمر فيه أكثر من دلالة، فقد اعتمدت على ثنائية تقوم على إحضار المثقفين في ربوعها، والعمل على تنظيم الفعاليات والأسابيع الثقافية خارج ديارها، ما أكسبها ثقة المثقفين في مختلف الأنحاء». بوكثير دومة، كاتب مسرحي من تونس، يقول: «إن التجربة الثقافية الإماراتية جديرة اليوم بأن تكون مثالاً يحتذى، ففي الوقت الذي يعيش فيه العالم العربي صراعات وتباينات مختلفة، تعمل دولة الإمارات على تسخير الإمكانات المادية والبشرية للحضور الثقافي اللافت، بعيداً عن الضجيج الإعلامي، وهو ما أكسبها ثقة المثقفين العرب، الذين يرون فيها اليوم عاصمة ثقافية دائمة، سواء من خلال أنشطتها في الداخل أو في الخارج، وكل ذلك يؤكد أن مسارها التصاعدي يوائم بين التنمية والتطور، من ناحية، والعمل على التثقيف، وخدمة الإنسان في كل مكان، وهذه المعادلة نجحت الإمارات فيها أيما نجاح، ونتمنى، ككتاب ومسرحيين، أن تتواصل، وأن تحقق ما هو منتظر، لإشاعة النور في مختلف أنحاء الوطن العربي، الذي بات اليوم في أمس الحاجة إلى مساحة ضوء تكفي لإنارة الطريق».   الثقافة سلاح حضاري يقول جلال مناد، إعلامي جزائري: «أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الثقافة سلاح حضاري بوسعه تدعيم الحضور السياسي والدبلوماسي للبلد في الساحة الدولية، لذلك لا غرابةً في أن تتفرّدَ الثقافة الإماراتية بكونها إشعاعًا ينثر إبداعاته الجمالية بين الأمم. ونحن نلحظ الآن تفعيلاً للمشهد الثقافي العربي، ليس قياسًا فقط بإعادة تشكيل الفعل المسرحي العربي من منظور شامل يُعنى بالممارسة المسرحية والبحث العلمي المسرحي، ولكن بواسطة إطلاق مجموعة كبيرة من المبادرات والمشاريع الثقافية والتعليمية التي رسخت مكانة ثقافية متقدمة للدولة بين الأمم. وينظر كثير من مثقفي المغرب العربي بإعجاب شديد إلى حكمة الإمارات في المجال الثقافي، حتى أضحت مرجعًا ملهمًا لآمال وطموحات الرُقيّ بالإنسان، عقلاً وممارسة وتنمية. والمؤمل أن تقتدي بقية البلدان العربية بهذا النمط في التسيير الثقافي الرشيد، وأن تظل الإمارات أيضًا نصيرةً للعربية، ورافدًا مهمًّاً لها، ثقافةً ولغةً وحضارةً، ويبدو ذلك متفرّدًا لقيادتها في التأسيس لدولة صلبة مُنطلقها الإنسان، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً. الإمارات كسبت الرهان يقول إسماعيل عبد الله، أمين عام الهيئة العربية للمسرح: تسخر دولة الإمارات كل الإمكانات والطاقات لخدمة الإبداع، أينما كان، مؤمنة بالفعل الجاد والثقافة التي تؤسس للمستقبل، وذلك نابع أساسا من الإشعاع الذي تحققه، والدور الذي تلعبه اليوم، الموقع الريادي الذي تحتله في محيطها العربي والعالمي، دليل على أنها كسبت الرهان، واستطاعت أن تخدم الإنسان في كل مكان، بكل ما أوتيت من قدرات وإمكانات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©