أميركا تطالب بالتحقيق في تطهير عرقي منظم

بحث مجلس الأمن الدولي أمس الأزمة السياسية في كينيا وطلبت الولايات المتحدة من الأمين العام للأمم المتحدة وضع تقرير كامل عن الوضع فيها، والتحقيق في ما وصفته بـ''التطهير العرقي المنظم''· في حين ساد هدوء حذر العاصمة الكينية، رغم اشتباك الشرطة مع تجمعات قبلية اعترضت سبيل سيارة إسعاف وحافلة تحمل نساء وأطفالا· وقال مساعد الممثل الأميركي في مجلس الأمن الدولي أليخاندرو وولف في ختام المباحثات ''نعتبر أن الوضع مأساوي''· وأضاف ''اعتبرنا أن الآوان قد حان لكي يتلقى مجلس الأمن من الأمانة العامة تقريرا عن الوضع''· وينتظر أن يرسل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لمنع عمليات الابادة الجماعية ممثلا عنه إلى كينيا وفقا لصحيفة اندبنت ديلي نيشن للتحقيق في أعمال العنف· وفي نفس الإطار قالت جينداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية ''حدثت جهود منظمة لطرد أناس من الوادي المتصدع، انه بوضوح تطهير عرقي، ولا أعتبر ذلك إبادة جماعية''، مؤكدة أن ''دورة الانتقام ذهبت الى مدى بعيد واشتدت خطورتها·'' وقالت ان الولايات المتحدة تريد إجراء تحقيق في حوادث العنف ومن ذلك قتل مدنيين على أيدي الشرطة كما يجب محاسبة الجناة· من جهتهم حث زعماء أوروبيون الساسة الكينيين على اللجوء إلى حوار جديد يستهدف إنهاء دائرة العنف· جاء ذلك في بيان مشترك صدر في لندن من قبل رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والقائم بأعمال رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو· وفي بروكسل أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والمفوض الأوروبي لشؤون التنمية لوي ميشال أمس عن قلقهما من التدهور السريع للأوضاع في كينيا· من جهة ثانية ذكرت وكالة الأسوشيتدبرس أن مستودع جثث نيروبي تسلم أمس ستة أجسام مقطوعة بعد ليل من العنف في الأحياء الفقيرة أثاره مقتل النائب المعارض· وفي مكان آخر، تجمع مئات من قبيلة الكيكيو التي ينتمي اليها الرئيس الكيني مواي كيباكي غرب الطريق السريع الرئيسي في نيروبي لتقطع الطريق أمام سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر الدولي، واشتبكت مع الشرطة التي أطلقت الرصاص الحي لتبعثر التجمع· وخوفا من أحداث عنف جديدة رافقت الشرطة حافلة مليئة بالنساء والأطفال تجمعوا في بناية خوفا من الحشود التي تبحث عن الانتقام، لتخرجها بسلام خارج المنطقة· وصرح ضابط في الشرطة الكينية لوكالة فرانس أمس ان الشرطة تلقت أوامر ''بإطلاق النار لقتل'' من يقومون بعمليات نهب ويضرمون حرائق ويحملون أسلحة أو يقطعون طرقا في محاولة للحد من موجة العنف· وواصل الجيش تسيير الدوريات صباحا في شوارع نيفاشا حيث ساد هدوء حذر، رغم إحراق متاجر في وسط المدينة· وأوقف عسكريون مدججون بالرشاشات والسياط شخصا يشتبه في إضرامه النار· في غضون ذلك تعهد ناشطو سلام وكينيون آخرون بإنهاء العنف الذي قتل 850 شخصا، وكتبت كلمات ''السلام'' و''الحب'' و''الأسف'' في بطاقات على باقات زهور ضمن عشرات الباقات التي بدأوا وضعها في ''ركن الحرية'' وسط نيروبي، مطالبين بوقف أعمال القتل·