الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الستارة الصنعانية تسحر السائحات الأجنبيات

الستارة الصنعانية تسحر السائحات الأجنبيات
25 يناير 2010 21:46
يزور اليمن الآلاف من الناس من كافة أنحاء العالم ليتعايشوا مع المجتمع فيلبسوا أزياءهم ويتناولوا أطعمتهم الشعبية وتدهشهم أصالة المكان وتقاليد المجتمع العريقة. واللافت، أن النساء أكثر إعجابا بالأزياء الشعبية اليمنية حيث ترتدي العديد منهن الملابس الشعبية الخاصة بالمرأة اليمنية كالستارة الصنعانية والعباية العدنية والحضرمية والتعزية وتجد الرجال منهم يرتدون الزنة الصنعانية والمعاوز العدنية. اكتسبت الستارة الصنعانية شهرة واسعة بين الأجانب القادمين إلى اليمن فسحرتهم بألوانها الخلابة كأنها لوحة سيريالية رسمها أحد عباقرة الرسم في القرون القديمة. ويقول مصمم الأزياء أحمد بدر الدين في وصف الستارة الصنعانية: «الستارة الصنعانية عبارة عن قطعة قماشية مصنوعة من القطن مربعة الكل مزخرفة بأشكال هندسية ملونة لكن الستارة القديمة بتلك المواصفات تغيرت بمرور الزمن واقتصرت تلك المواصفات على الستارة الرداعية، وحل بدالها الستارة الهندية المصنوعة خصيصا لليمن والتي أضيفت لها ألوان نباتية كالأخضر والأصفر والأزرق إلى جانب الألوان القديمة»، لافتا إلى أنه تم إنتاج أول ستارة بالمواصفات الهندية في مصنع الغزل والنسيج بصنعاء قبل جلبه من الهند. وعن بداية ظهور استخدام الستارة الصنعانية. يقول بدر الدين: «لا يوجد توثيق حقيقي لبداية استخدام الستارة إلا أن هناك بعض القصص عن البداية أبرزها أن أحد الأئمة عندما دخل صنعاء أمر النساء بلف أجسادهن بقطعة قماش عند الخروج من المنزل». وسحرت تلك الستارة بألوانها الجميلة السياح فعادة ما يقتنون الستارة الصنعانية كتذكار يمني مدهش، تقول السائحة مارجريت: «هذا الرداء جميل جدا، كأنه لوحة فنية جميلة مصممة بعناية لا أستطيع مقاومة ارتدائها، اشتريت العديد منها لأهديها للأصدقاء عندما أعود إلى ألمانيا، وقد اقتنيت أيضا غطاء الرأس التابع للستارة، عندما ارتديها أحسست أني أميرة من الحكايات القديمة». تقمص التقاليد تقول مصممة الأزياء اليمنية رحمة منصور:«أصبح اليمنيون معتادين على رؤية الأجانب يرتدون الملابس التقليدية لدرجة انك لا تستطيع التفريق في بعض الأحيان بين الأجنبي واليمني خصوصا الأجانب الذين يمكثون لفترات طويلة في اليمن». وتضيف: «كنا نعتقد أن لبس الزي اليمني هو لإخفاء هوية السائح خوفا من عمليات الخطف التي يتعرضون لها لكننا فوجئنا بالفعل أن المرأة الأجنبية تأتي إلى المحلات وتطلب تصاميم صنعانية وتعزية وعدنية وحضرمية حبا في هذا الزي». وتؤكد منصور أن السائحة الاجنبية تحب لبس الملابس التقليدية لرداء الستارة الصنعانية لأنها تتميز بألوانها الجمالية التي تضفي الأنوثة الشرقية على المرأة، مشيرة إلى أن زائر اليمن أصبح يقتني أزياء من أسواق مختلفة هي أهم المقاصد السياحية التي يحرص القادمون إلى اليمن على زيارتها لما توفرها من فرصة للرجوع بالذاكرة إلى التاريخ لاسترجاع أحلى حكايات ألف ليلة وليلة. وتقول السائحة الأوروبية صوفيا: «ما يجذبنا إلى زي المرأة اليمنية هو رغبتنا بتقمص عاداتهم وتقاليدهم ولبسهم فتتحرك بين الناس بعفوية وتزاحمهم وكأنك واحد منهم في الأسواق التي تختلط فيها روائح البخور والعطور والبهارات ونكهة البن اليمني ذائع الصيت مع طرقات أصحاب الحرف اليدوية التقليدية من صانعي الخناجر والسيوف والحلي الشعبية والأدوات النحاسية والمشغولات الفضية والجلدية، إنه مزيج فريد من الأصوات والروائح والألوان ومشاهد تعيد صياغة الماضي بروح متجددة الأبعاد ومتعددة المذاقات». ويوضح البائع حسين الصرمي ماهية غطاء الرأس، قائلا: «غطاء الرأس يطلق عليه المغمق المصنوع من الحرير أو القطن وعادة ما يكون لونه أسودا بالإضافة إلى نقوش باللونين الأبيض والأحمر بشكل دائري وعادة ما يتم ارتداء المغمق مع غطاء رأس مصنوع من القماش المطرز بالفضة أو المرجان لتكسب المرأة جمالا جذابا». الشرشف والبالطو عرفت المرأة اليمنية الشرشف في عهد حكم الأتراك لليمن، والشرشف عبارة عن قطعتين مصنوعتين من القماش ذي لون أسود وبه زخارف وتدرجات مختلفة والقطعة الأولى عبارة عن تنورة طويلة فضفاضة أما الجزء الثاني من الشرشف فهو الخمار الذي يغطى رأس وصدر المرأة. ولم يعد الشرشف زي الخروج الرسمي للمرأة الشابة في اليمن فقد أزاحت العباية الحديثة الطريق عن الشرشف ليقتصر ارتداؤه على كبيرات السن أو في الأرياف البعيدة. وتسمى العباية في اليمن البالطو وهو أنواع مختلفة ولديه تسميات متنوعة طبقا لنوع القماش المستخدم مثل الجرجيت، والحرير، والكريب وعادة ما تفضل اليمنيات الطراز الخليجي خصوصا الإماراتي لما يحتويه من تطريزات ونقوش جميلة. وسحرت العباية الحديثة السائحات القادمات إلى اليمن وأصبح من المألوف رؤية السائحات يرتدين تلك العبايات في اليمن. تقول سائحة أوروبية: «ما أجمل العباية السوداء المطرزة التي ترتديها اليمنيات، أحس بارتياح شديد عند ارتدائها، أحسست بأنه شيء جديد يستحق الارتداء». وانتشرت العباية الحديثة بشكل واسع بين اليمنيات لتصبح زي الخروج الرسمي للمرأة اليمنية، وكثير من السائحات الأجانب يحرصن على اقتناء هذه العباية للبسها أو اصطحابها معها كهدايا ما يؤكد أن الاتصال الثقافي والحضاري بين الشعوب يتواصل ويمتد عبر جسور من الصداقة والسياحة
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©