تسعى شركات بريطانية إلى رفع استثماراتها في الإمارات، بدعم من توفر العديد من المزايا التنافسية التي يوفرها اقتصاد الدولة عامة وأبوظبي خاصة، بحسب مسؤولين واقتصاديين بريطانيين، يرون في الإمارات مركزاً إقليمياً لمعظم الشركات البريطانية العاملة بالشرق الأوسط.
وقال هؤلاء على هامش لقاء وفد شركة أبوظبي الوطنية للمعارض «أدنيك» بعدد من مسؤولي الفعاليات الاقتصادية البريطانية، بمناسبة مرور 5 سنوات علي استثمارات «أدنيك» في مركز إكسل لندن، إن دولة الإمارات حققت خلال السنوات الأخيرة طفرة اقتصادية متميزة، مما يضعها في مرتبة متقدمة علي صعيد الاقتصاد العالمي.
وأضافوا أن الاقتصاد الإماراتي يتميز بالقوة والاستقرار، فضلاً عن توفر البنية التحتية المتطورة، ونمط الحياة المتقدم وحرية الحركة والأنظمة والقوانين المنضبطة، مؤكدين أن أبوظبي تعد حالياً على سلم أولويات الشركات البريطانية للتعاون والاستثمار بين الشركات في البلدين.
وأشار عبيد الشامسي مدير مركز العين للمؤتمرات، خلال اللقاء مع ساندي داو الرئيسة التنفيذية لمبادرة «زيارة بريطانيا» إلى الدور الكبير والمحوري الذي يلعبه مركز أكسل لندن، في دعم ومساندة الاقتصاد البريطاني والمساهمة في توفير آلاف الوظائف للبريطانيين.
وقال إن «أدنيك» استطاعت أن تنقل مدينة لندن نقلة نوعية باستثمارها في أكسل، حيث بات أكبر وأهم مركز للمعارض والمؤتمرات على مستوى المملكة المتحدة وأوروبا كلها.
وأوضح الشامسي أن أدنيك تسهم عبر مركز أكسل لندن في دعم قطاع سياحة الأعمال، واستقطاب المزيد من الفعاليات الدولية المتميزة لكل من أبوظبي ولندن، مضيفاً: «نسعى دائما وبالتعاون من شركائنا الاستراتيجيين لبناء علاقات شراكة وتواصل مستمر للترويج لكل من مراكزنا الثلاثة في كل من أبوظبي والعين ولندن، بما يساهم في جذب منظمي المعارض الدولية وتشجيعيهم على إقامة فعالياتهم بمركزنا».
الفرص الاستثمارية
من جانبها قالت ساندي داو، إن استثمار «أدنيك» في أكسل لندن ساعد كثيراً في دعم استراتيجية مبادرة زيارة بريطانيا الرامية للترويج للمملكة المتحدة ومدينة لندن ككل، والاستفادة من الفرص الاستثمارية والسياحية والترفيهية والاقتصادية، التي توفرها بريطانيا للجميع من دول العالم. وأضافت «نعمل عن كثب مع العديد من المؤسسات المعنية بالسياحة وشركات الطيران العاملة في منطقة الخليج العربي، وبشكل خاص في دولة الإمارات التي تمثل أكبر شريك اقتصادي وسياحي لبريطانيا».
والتقى وفد شركة أبوظبي الوطنية للمعارض بالبارونة جوزفين فلانتين، مديرة مبادرة لندن أولاً، واستعرضت مع خليفة القبيسي رئيس قسم مبيعات المؤتمرات والاجتماعات بشركة أبوظبي الوطنية للمعارض، دور الشركة في تعزيز صناعة المؤتمرات وتشجيع مجموعة من المؤسسات والجمعيات الدولية علي إقامة مؤتمرات واجتماعات لها في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وبمركز العين للمؤتمرات والترويج لمركز أكسل لندن على المستوى المحلي والإقليمي.
وقال القبيسي «نعمل عن كثب مع الاتحاد الدولي لمنظمي المؤتمرات في دعم قطاع المؤتمرات والاجتماعات، وهو مما مكننا من استضافة المؤتمر العالمي لطب العيون في فبراير من العام 2012 واستقطب ما يزيد على 12 ألف مشارك من أكثر من 120 دولة».
وقال إنه خلال العام الماضي قفز تصنيف مدينة أبوظبي على مؤشر الاتحاد الدولي لمنظمي المؤتمرات ما يزيد عن 100 نقطة دفعة واحدة، مؤكداً أن استثمار أدنيك في أكسل لندن وإنفاق ما يقدر بنحو 165 مليون جنيه استرليني لتطويره، ساهم في تفعيل وتنشيط دور مدينة لندن في قطاع صناعة المؤتمرات العالمية.
الاستثمارات المشتركة
من جانبها، ثمنت البارونة جوزفين فلانتين، الدور الكبير الذي تلعبه الاستثمارات الإماراتية في مدينة لندن، مؤكدة أن العلاقات المتميزة التي تربط المملكة المتحدة بدولة الإمارات، أرست قواعد التواجد المستمر للاستثمارات المشتركة بين البلدين.
وأوضحت أن استثمار شركة أبوظبي الوطنية للمعارض في مركز أكسل لندن ساهم في الترويج لمدينة لندن على المستوى العالمي، كمدينة رائدة ومتطورة في مجال صناعة المعارض والمؤتمرات بما تملكه من أكبر وأهم مركز على مستوى بريطانيا حالياً. وأضافت أن استثمار أبوظبي في أكسل لندن ساهم في تطوير منطقة شرق لندن بالكامل وتغيير منطقة رويال فيكتوريا وتحويلها لمنطقة جاذبية للاستثمارات بشكل ملفت لتتكامل مع كل من الحديقة الأولمبية، ومنطقة كناري ورف، حي المال والأعمال في قلب لندن.
ونوهت إلى أن قيمة الصادرات البريطانية للإمارات تقدر بنحو 5 مليارات جنيه استرليني، وأن الصادرات الإماراتية لبريطانيا تقدر بنحو مليار حنيه كما أن هناك أكثر من 170 رحلة طيران أسبوعية بين كل من الإمارات وبريطانيا.
وقالت رحمه حمد الجنيبي مديرة العلامة التجارية لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض خلال اللقاء: «نسعى جاهدين لبناء علاقات تعاون وشراكة مع الفاعلين في قطاع سياحة الحوافز والأعمال، ونشارك في العديد من الأنشطة والاجتماعات والمعارض الدولية للترويج للمراكز المملوكة بالشركة».
وخلال لقاء وفد شركة أبوظبي الوطنية للمعارض مع ماثيو سميث المدير العام لمنظمة الشرق الأوسط المعنية بتطوير وتنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بريطانيا ومنطقة الشرق الأوسط، استعرضت علياء المرزوقي مديرة مبيعات معرض أبوظبي الدولي للدفاع «أيدكس» مسيرة النجاح الكبيرة التي حققها معرض أيدكس على مدي 20 عاما.
وقالت: «استطاع معرض أيدكس خلال العام الماضي استقطاب ما يزيد على 1112 عارضا من 59 دولة و32 جناحاً دولياً، وحضره أكثر من 60 ألف زائر من مختلف دول العالم ،وكان للشركات البريطانية العاملة في قطاع الصناعات الدفاعية والأمنية حضوراً لافتاً».
صناعة الحوافز
وقال ديفيد لويد المستشار بمنظمة الشرق الأوسط، إن استثمار أبوظبي في أكسل لندن يعد من الاستثمارات المؤثرة في قطاع صناعة الحوافز والأعمال، مضيفاً أن منظمته تتطلع إلى المزيد من الاستثمارات في أكسل لندن، أو المنطقة المحيطة بالمركز والتي تشهد طفرة عقارية واستثمارية غير مسبوقة مدفوعة.
وأشار إلى أن منظمة الشرق الأوسط تضم في عضويها نحو 250 شركة بريطانية، توفر قنوات اتصال وتواصل مباشر مع صناع القرار في منطقة الشرق الأوسط، ومراكز المال والأعمال في تلك الدول. ولفت إلى أن المئات من الشركات البريطانية تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، ومنها تنطلق في أعمالها لمنطقة الشرق الأوسط وشرق أسيا، بفضل البنية التحتية المتطورة.
عدد اليوم
