أزهار البياتي (الشارقة)
تشكيلة استثنائية أخرى قدمها الإيطالي جورجيو أرماني ضمن أسبوع فن الخياطة الراقية، الذي أقيم مؤخرا، في العاصمة الفرنسية باريس، مستعرضا قطعا تتسم بالأناقة الشديدة، ليرسمها لامرأة بعيدة المنال وكأنها قادمة من الزمن الجميل، تلفها نفحات من الثراء والرقي والغموض.
وعبر مشواره الطويل في عالم الأزياء، يعد أرماني واحدا من القلائل الذين تمكنوا من فهم المعادلة الصعبة والاحتفاظ بنمط الكلاسيكية والفخامة وفق صياغات عصرية بكل المقاييس، مبتكرا موسما بعد آخر تشكيلات متألقة من الملابس الراقية، تشي بطرازه الفريد وأسلوبه المترف في التصميم، لتأتي باقة «أرماني بريف» للموسمين المقبلين استكمالا لذلك المفهوم.
وفي هذه المجموعة رسم المصمم أفكارا متنوعة مبتكرا نحو 62 قطعة تلائم حضور حفلات الكوكتيل والمناسبات، توزعت على شكل أطقم فاخرة وأنيقة مكونة من الجاكيت والبنطلون، ومؤطرة الحزام بإبزيم مرصّع بالكريستال، كما كان للتايورات حضور مؤثر حيث برزت التنورة الضيقة «البينسل سكيرت» لتعلوها كنزات مترفة التفاصيل، مع سترات كلاسيكية راقية، بالإضافة إلى تميّز عدد من فساتين السهرة، المستوحاة من القرن التاسع عشر، حيث كانت تغلف النساء آنذاك بهالة من الأنوثة الطاغية، متوجات بقبعات في منتهى السحر والابتكار.
ويعبّر أرماني عن هذا الأمر من وراء كواليس عرضه الباريسي، ليقول «استحضرت عبر تشكيلتي هذه ملامح من الزمن الماضي، راسما أيقونات من الأزياء الأنيقة المتكلفة، بخامات مطرزة ومشغولة بشغف وخصوصية، بعيدة كل البعد عن نمط الشارع وما ترتديه المرأة في يومها المعتاد، لأن فن الكوتور عندي هو انعكاس لملامح الثراء والفخامة والغموض».
واعتمد المصمم في مجموعته الأخيرة موديلات متعددة الأشكال والتصاميم، تندرج تحت خانة الطراز الكلاسيكي المترف، تتخللها عناصر من الإثارة والإبهار، منفذة بخامات وأقمشة وثيرة وغنية بكل المقاييس، من بين أيقونات من الأزياء الأنيقة المتكلفة، بخامات مطرزة ومشغولة بشغف وخصوصية منها الأتوال الشفافة المطرزة، مع أمتار من الحراير الناعمة، بالإضافة إلى بعض من الجلود اللدنة، والأصواف الكشميرية، والمخمليات المرنة، ليزّين بعضها لمسات من الريش المتطاير، ويرصّع بعضها الآخر ببلورات كريستالية ترنو بأطياف وضّاءة على مساحات القماش.
واعتمد أرماني في فنه البديع لنهج الخياطة الراقية أسلوبه التقليدي في التصميم، مقدما رؤاه الرومانسية وفق مخرجات أكثر أنوثة وغموضا، مبرزا بقصاته البديعة أجمل مواطن الجمال في قوام النساء، وبشكل موارب ومستتر، فيه الكثير من رصانته ولباقته المعتادة، بحيث يجعل من ترتديها تبدو سيدة بكل معنى الكلمة، بالإضافة إلى كونها جميلة، وأنيقة، وكأنها محاطة بستار غير مرئي وسحر منسوج بخيوط من أثير.
عدد اليوم
