الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ص. ب 1003» ترصد تغيرات المكان الإماراتي

4 يونيو 2014 00:18
جهاد هديب (أبوظبي) أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره مساء أمس الأول في المسرح الوطني بأبوظبي ندوة عن رواية «ص. ب 1003» للشاعر والروائي سلطان العميمي، الذي قرأ فيها مقاطع من روايته، وانتدى فيها وأدارها الناقد إياد عبدالمجيد من العراق. بداية، قدم عبدالمجيد ملخصاً لأحداث الرواية «لأنني على ثقة بأن البعض لم يقرأ هذه الرواية»، بحسب ما قال، دون الإشارة إلى أن «ص. ب 1003» ما زالت إصداراً حديثاً جرى الإعلان عنه في حفل توقيع خاص أقيم مؤخراً. ثم طلب عبدالمجيد من الشاعر والروائي العميمي أن يقرأ مقطعاً من روايته، فقدم الأخير مشهداً يجري فيه سرد المتن الحكائي على أكثر من لسان، فجاءت القراءة بلسان الصندوق البريدي الذي حملت الرواية الرقم الخاص به في المتخيل الروائي، فبدا هذا المشهد المأخوذ من مطلع الرواية مؤسساً لقراءة ثانية وثالثة، ربما أراد من خلالها العميمي أن يدرك جمهوره بأكمله الأجواء التي تدور فيها حكاية الرواية، حيث أوضح في مطلع قراءته الأولى أن «استنطاق الجمال وأنسنته هو ما ركزت عليه في هذه الرواية، فما لا يمكننا تلمس جمالياته في الواقع يمكن لنا أن نتلمسه في المخيلة». أما الورقة التي قدمها الناقد إياد عبدالمجيد، فكانت شفوية في أغلب مقاطعها، سعى من خلالها إلى أن يوضح علاقة التاريخي بالاجتماعي اللذين تأسست عليهما رواية «ص. ب 1003» هي التي تجري أحداثها في «الذيد» في الثمانينيات من القرن المنصرم، في منطقة يغلب عليها طابع البساطة الذي ترك أثره على الشخصيات التي تقوم بفعل «الحكي» في الرواية. وأضاف: «أعتقد أن البنية الروائية من أولوية المقولات المحرضة على السرد الروائي، فقد وضع الرواية في إرادة المؤلف لا في تفاعل العلاقات الروائية. لذلك تقدم الرسائل المعلومات، وتتطور كما أراد لها (أي المؤلف) أن تتطور». وقال أيضاً: «لقد كان الراوي ملتزماً بقضايا وطنه، وفياً لها، لا سيما القضايا الإنسانية والثقافية، وتحقق الحوار في الرسائل المتبادلة، فظلت المشاهد (الروائية) تتحدث بضمير المتكلم». وزاد: «عنيت الرواية بأسلوب الارتداد والتعاقب، فالراوي يمهد لبعض الرسائل (وهي تقنية في كتابة السرد استخدمها العميمي) أو يؤجل قراءتها أحياناً». كما أشار الناقد إياد عبدالمجيد إلى أن «الرواية تقدم جيلاً من الإنتلجنسيا» الإماراتية. وفضلاً عن إشادته بالعنوان، إذ «هو مرتبط بمضمون الرواية ورمزيته بالنسبة لقارئ الرواية»، قال عبدالمجيد، إن الرواية تتداخل فيها «تحولات عميقة عدة على مستوى الوطن التي طالت الحياة الاجتماعية وأنماط السلوك بعامة، إضافة إلى المتغيرات التي طالت المكان على نحو عاصف وفي سرعة قياسية جعلت الكاتب الإماراتي يمضي في تناولها تناولات مختلفة في ضوء تلك المتغيرات أو لدى الجيل الشاب الذي انفتح على ثقافات العالم المختلفة من خلال الدراسة في الجامعات الغربية». واستخدم الناقد إياد عبدالمجيد مصطلح «دحرجة السرد» مستخدماً إياه في سياق الكلام على «ص . ب 1003»، في ما بدا أنه يقصد منه ذلك التدفق السردي الذي ينبع من «الحكي» الذي تقوله الشخصيات. وفي الختام، جرى حوار مع الحضور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©