الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علم البلاد يرفرف في قلوب أمينة

علم البلاد يرفرف في قلوب أمينة
2 ديسمبر 2008 01:22
استوت ساريته على عرش القلوب، فرفرف بأجنحةٍ اتحد سواد كحلها بأحمر القرنفل وأبيض الغمام واخضرار الأحلام·· كان بداية الطيران وصار ملاذ المحلقين نحو الأعالي ليقطفوا النجوم أضواءً للبلاد· وباتت تحميه عيون الحالمين، وتثبّته جهود الطامحين، ليظل شامخاً في الجو والبحر والبر، مرفوعاً كمشاعل نور ينير القلوب والدروب معاً· اليوم، يرفرف علم بلادنا وتاج اتحادنا العظيم، ويصفق له النسيم في فضاءات العالم كله، بعد أن اكتسب تاريخ الثاني من ديسمبر أهميته، حين رفعته إلى العلا يـد -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كأول علم لدولة الإمارات العربية المتحدة، معلناً ميلاد دولة مستقلة ذات سيادة·· حينها غمرت ألوانه هتاف الجموع بقلوبها قبل أصواتها: علم بلادي فخر الأمم· يلوح من فوق القمم· رفرفة الأجنحة اعتِمد علم الدولة يوم الثاني من ديسمبرعام ،1971 وتضمنت أجنحته أربعة ألوان (الأحمر والأخضر والأبيض والأسود) وكان قد بدأ الإعداد له قبل قيام دولة الإمارات، بإعلانٍ من الديوان الأميري بالتعاون مع دائرة الإعلام في حكومة أبوظبي عن طرح مسابقة لتصميم علم الاتحاد· وبحسب مصمم العلم سعادة عبدالله محمد المعينة- وزير مفوض بوزارة الخارجية: ''بعد أن تقدم بستة عروض ضمن مسابقة شارك فيها المئات لتصميم العلم، تم إعلامه أن أحد التصاميم التي قدمها فازت من بين 1030 تصميماً تلقتها اللجنة· فلم ينم ليلة رفع علم الاتحاد لأول مرة ··وعندما رأى العلم لم تسعه الفرحة وظل باقياً يتأمله طويلاً، ولم يهدأ إلا في اليوم الثاني عندما نشرت جريدة ''الاتحاد'' العلم، فتأكد من فوز تصميمه''· عن أوصاف ومقاييس العلم أشار المعينة يقول: ''إنه مستطيل الشكل وطوله ضعف عرضه، ينقسم إلى 4 أقسام مستطيلة، القسم الأول منه: الأحمر، وهو يشكل طرف العلم القريب من السارية طوله بعرض العلم، وطول عرضه مساو لربع طول العلم، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فتشكل باقي العلم وهي أفقية متساوية متوازية، العليا منها بلون أخضر والوسطى بلون أبيض والسفلى بلون أسود''· كلنا فداك بذا ارتفع علم البلاد منذ 37 عاماً في السماء معلناً سيادة الوطن الغالي العالي، له تحية خاصة ونشيد وطني يصاحبه ويرتبط به، فهو رمز الأمان والسلام والفرح للدولة الناهضة التي تحميها قلوب أبنائها، ويعمل جميعهم على استمرار رفعته عالية، ليظل مرفرفاً على مرأى الأشهاد، كما في قول الشاعر سعيد سيف القمزي: ''رف يا علم في عالي السارية رف····كلنا فداك وكلنا نموت دونك''· وقد سبق للقمزي أن قام بإنجاز أكبر علم في العالم، وأهداه باسم شعب الإمارات إلى الوالد زايد -رحمه الله- يقول ''قمت عام 2000 بتحضير وإنجاز أكبر علم في العالم، ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وعلى الرغم من كونها بادرة تعبيرية عن حب المواطن لوطنه، إلا أنه أسعدني أن أسجل لعلم وطني رقماً قياسياً· بخاصة أنه بعد ذلك توالى تسجيل الأرقام القياسية لعلم الدولة على الصعيدين الرسمي والأهلي، وعسى يظل خفاقاً في سماء المجد''· إلى ذلك، فإن مئات من شعراء الوطن، قدموا خلال العقود الماضية العديد من القصائد التي تمحورت حول العلم، وشهدت مجالس الشعر الشعبي منذ الثمانينيات أكثر من مسابقة شعرية موضوعها ''علم الإمارات'' تنافس فيها الشعراء المخضرمون والشباب في إعلان شعرهم ومشاعرهم وولائهم لوطنهم الغالي وعلمه العالي· الهدية الأغلى ودأبت أندية وهيئات وجمعيات التراث والمراكز النسائية، على تعزيز الانتماء الوطني لدى الأجيال، من خلال فعاليات متنوعة، يبرز العلم خلالها كأبرز وسيلة وغاية في آن معاً·· وبحسب محمد المرزوقي- مدير العلاقات العامة في ''نادي تراث الإمارات'' :''يلتزم النادي في فعالياته وعبر كافة مرافقه بلا استثناء على رفع علم الدولة بحجم كبير، وتزيين أقسامها بشرائط أعلام صغيرة، وتوزيع هدايا تذكارية ومجسمات وخرائط مصممة على هيئة وألوان العلم، لرواده من الإماراتيين والعرب والأجانب، لمناسبة الأعياد الوطنية والدينية ومهرجان الاتحاد السنوي والسباقات وغيرها· فضلاً عن تزيين أحد زوارق السباق وصباغته بألوان العلم، وإنجاز أثواب العلم ''كنادير'' للصغار لارتدائها خلال ممارسة الأهازيج والألعاب الشعبية، لهدف لا يقتصر على النواحي الجمالية أو الاحتفائية، بل يتعداها إلى تعميق إحساس النشء الجديد بالانتماء والولاء للوطن، وتعريفهم بعلم البلاد ومعانيه السامية ورمز ألوانه· وشاح النصر وفي حين يخفق العلم في أفئدتنا وضمائرنا، ونذود عنه بدمائنا وأرواحنا، يحتضن العلم أجسادنا، يدثرها بالحب، ذاك الحب الذي يختبره من يتوشحونه حين النصر في بطولاتهم، فلا يكتمل فرح فوزهم إلا به· تقول سميرة حلاوة- مديرة ورشة خياطة: ''نواصل منذ نحو 30 عاماً إنتاج أعلام الدولة في ورشاتنا، بمقاسات متعددة، أكثرها طلباً من قبل المناطق التعليمية العلم الصغير (24 سنتيمتر) لكن منذ الثمانينيات -تحديداً مع تأهل الإمارات لكأس العالم بكرة القدم- زاد إنتاجنا بنسبة الضعف، بخاصة الأعلام المتوسطة الحجم (40 سنتيمتر) ومع تعدد المناسبات والإنجازات والاحتفالات الوطنية والرياضية، واستقبال الإمارات للبطولات الرياضية والمهرجانات التسويقية وغيرها، زاد إنتاجنا، ففي هذا العام طرحنا في الأسواق المحلية مليون علم بخمسة مقاسات، بدءاً من 20 ولغاية 300 سنتيمتر، فضلاً عن ورشات أخرى طرحت ما يماثل هذا الرقم''· ومع تهنئة قلبية للإمارات حكومة وشعباً تلفت حلاوة: ''تباع الأعلام بأسعار رمزية تغطي نفقتها، فنحن نبيعها بالجملة، ونعتقد أن أسعارها في المكتبات والمتاجر تتراوح من 5 إلى 50 درهماً، بحسب الخامة والنوعية والإضافات، فثمة أعلام نحيكها خصيصاً للاستقبالات الرسمية والسفارات ونجوم الرياضة الذين يتوشحون بالعلم في المنافسات، توشى أطرافها بالقصب ''الزري'' والتطريز، منها ماهو مصنوع من المخمل أو الحرير، وتتراوح أسعار العلم الواحد من 500 إلى 1000 درهم''· ومن بعد وقبل، فإن علم بلادنا الذي يتوسد الغيم ويطلق أصابعه في الفضاء الرحب، يختصر في عطفاته الوطن وأهله· أحمر أخضر أبيض أسود ألوان يعتمدها علم الدولة أسوة بالعديد من دول الوطن العربي، وتشير إلى ألوان الوحدة العربية، حيث لخص الشاعر صفي الدين الحلي معاني هذه الألوان في بيتين من شعره: بيض صنائعنا ···· خضر مرابعنا ····سود وقائعنا ···· حمر مواضعنا والمعنى أن الصنائع هي المعروف والخير، والمرابع هي الأراضي الخضراء، والوقائع هي المعارك، والمواضي هي السيوف التي خضبتها دماء الأعداء بعد الانتصار عليهم· أعلام خفاقة حجزت الإمارات الكبرى في الدولة خلال السنوات القليلة الماضية، مكاناً للأرقام القياسية فيما يخص أعلام الدولة، من حيث: الارتفاع، الطول، الانسدال، علو السارية· - أطول سارية علم في العالم أقيمت عام 2007 على كاسر الأمواج بكورنيش أبوظبي، في إطار الاحتفال باليوم الوطني السادس والثلاثين للدولة· وقام بحياكة العلم أكثر من 400 طالب من ''مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة'' واستمر العمل به نحو شهرين، وبلغ طوله 30 مترا وعرضه 15 مترا· - دخلت دولة الإمارات موسوعة جينيس للأرقام القياسية مجدداً عام 2008 بتصنيعها أكبر علم في العالم وتبلغ مساحته 22 ألفا و813 مترا مربعا، واستغرق تنفيذه نحو عام، وعمل فيه عشرات العمال· - شهدت الدولة صنع أكبر علم بشري في العالم، لدولة الإمارات العربية المتحدة عام ،2004 عرض في مهرجان دبي، وشارك في تشكيله نحو 16 ألفا من تلاميذ المدارس، ارتدوا ألوانه الأربعة· - نجح قبل سنوات المظلي نصر النيادي في الهبوط على قمة أحد جبال الهمالايا، غارساً علم الدولة عليها· - عبر بادرات وطنية شبابية، رفع في العام المنصرم بعض شباب من منطقة ''شعم'' بإمارة رأس الخيمة علم الدولة الذي بلغ طوله 100 متر على قمة أعلى جبال الإمارة، واحتل العلم المركز الثاني بعد علم منطقـة ''كلباء'' الذي بـلغ طوله 800 متر·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©