34 قتيلاً بمعارك بين الجيش اليمني و «القاعدة»

قُتل 34 شخصا على الأقل، بينهم 13 جنديا، بمعارك بين الجيش اليمني ومقاتلي تنظيم “القاعدة”، خصوصا على مشارف بلدة “جعار” المعقل الرئيس للتنظيم في محافظة أبين الجنوبية، فيما لقي حمسة متطرفين بينهم، سعودي وصومالي، مصرعهم في غارة جوية أميركية استهدفت سيارتهما بمحافظة البيضاء، جنوب شرق صنعاء. وقالت مصادر عسكرية وقبلية إن 18 مسلحاً من “القاعدة” وثمانية جنود لقوا مصرعهم، ليل الجمعة السبت، خلال اشتباكات للسيطرة على بلدة جعار، حسبما أفادت وكالة فرانس برس. وقال مصدر في إحدى القبائل إن 18 من عناصر القاعدة قتلوا خلال معارك الليل وتم دفنهم في مصنع للأسلحة قرب بلدة “جعار”. وقال مصدر عسكري إن ثمانية من الجنود قتلوا في هذه الاشتباكات كما أصيب 15 آخرون بجروح، مؤكدا أن قوات الجيش تقدمت مسافة كيلومترين باتجاه البلدة، 12 كم شمال مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، والخاضعة لسيطرة المتشددين منذ أواخر مايو الماضي. وشن سلاح الجو اليمني، أمس غارات على مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة في بلدة “جعار”، حسبما أفاد سكان محليون لـ«الاتحاد». وأشاروا إلى اندلاع مواجهات عنيفة دارت في منطقة “الحشوب”، القريبة من بلدة جعار. وقال أحد السكان الذين فروا إلى جعار، لوكالة الاسوشيتد برس، إن الجيش دك قريته الواقعة على ضواحي بلدة جعار، وأنه شاهد مقاتلي “القاعدة” يدفنون قتلاهم في مدافن جماعية. وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ«الاتحاد» إن القوات الحكومية تحاول اقتحام “جعار”، وأنها “تواجه حاليا مقاومة شرسة” من مقاتلي تنظيم القاعدة، الذين يتمترسون على أطراف البلدة، و”يمنعون تقدم الجيش”. واشتبكت القوات العسكرية مع المسلحين المتشددين بالقرب من مصنع 7 أكتوبر، وهو مصنع للأسلحة، يقع على مشارف بلدة “جعار”. وأشار مصدر عسكري إلى أن الجيش سيشن، خلال 24 ساعة، “هجمات عنيفة” على بلدتي جعار وزنجبار، موضحا وأنه سيزحف على البلدتين بمساندة سلاح الجو الذي سيهاجم مواقع المتشددين. ونفى مصدر مقرب من تنظيم القاعدة في أبين، لـ«الاتحاد»، إحراز القوات الحكومية، حتى مساء السبت، “أي تقدم” باتجاه بلدة جعار، مؤكدا مقتل خمسة جنود وثلاثة مسلحين من التنظيم في معارك دارت، ليل الجمعة السبت، في منطقة الحرور، الفاصلة بين محافظتي أبين ولحج. وزعم المصدر بأن مقاتلي “القاعدة” سيطروا على موقع عسكري تابع للجيش في منطقة “الحرور”، بعد أن “تمكنوا من تدمير سيارة عسكرية وإعطاب دبابة”، حسب قوله. لكن مصدر آخر مقرب من تنظيم القاعدة ذكر لـ«الاتحاد» إن “قيادات بارزة” في التنظيم انسحبت، مساء الجمعة، من جعار باتجاه بلدة “عزان” بمحافظة شبوة . وأضاف المصدر أن قيادات ميدانية أخرى “بقيت” في بلدة جعار “للإشراف على عمليات القتال” ضد الجيش اليمني، مشيرا إلى أن الجماعة المسلحة تعاني من “حالة ارتباك” جراء الغارات الجوية الكثيفة للطيران الحربي اليمني والأميركي. وقتل خمسة متشددين يشتبه في انتمائهم للقاعدة في غارتين جويتين. وقال محمد الأميري محافظ البيضاء لموقع وزارة الدفاع على شبكة الإنترنت إن غارة جوية أصابت سيارة استخدمها مسلحون وقتل راكباها في محافظة البيضاء. وعلى مشارف مدينة جعار الجنوبية التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة قتلت غارة جوية أخرى ثلاثة مسلحين حسبما صرح مسؤول محلي لرويترز.وقال المسؤول “يدور قتال عنيف وتبذل العناصر المسلحة قصارى جهدها لوقف تقدم القوات” مضيفا أن القوات على بعد كيلومتر واحد تقريبا من جعار. وفي وقت سابق ابلغت وزارة الدفاع الصحفيين عن طريق رسائل نصية أن القوات الحكومية قتلت مسلحين اثنين والقت القبض على ستة خارج جعار. وأفادت مصادر قبلية في البيضاء لـ«الاتحاد» إن القتيلين هما سعودي وصومالي الجنسية. وقد أقر المصدر القريب من “القاعدة”، مقتل اثنين من التنظيم في هذه الغارة، التي قال إن طائرة أميركية من دون طيار نفذتها. الى ذلك هاجم مسلحون، يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، أمس نقطة تفتيش عسكرية، بمدينة المكلا محافظة حضرموت.وأفاد شهود عيان لـ«الاتحاد» بأن مسلحين يعتقد بأنهم من تنظيم القاعدة، هاجموا نقطة تفتيش عسكرية في منطقة “فوة” غرب مدينة المكلا، مشيرين إلى أن الهجوم أسفر عن إصابة عدد من الجنود وتدمير سيارة عسكرية. وفي مدينة عدن أفاد شهود لـ(الاتحاد) باندلاع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين مسلحين متشددين وقوات أمنية، شرقي المدينة الساحلية. وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الداخلية اليمنية، في بيان، وقوع مواجهات مسلحة في عدن، على خليفة مهاجمة “عناصر خارجة عن القانون” قوة أمنية كانت مكلفة بملاحقة مسلحين. وأوضح البيان أن المواجهات أسفرت عن إصابة ثلاثة مسلحين أحدهم يحمل ثلاث هويات شخصية بثلاثة أسماء مختلفة. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللواء ركن أحمد الأشول، بحث أمس في صنعاء، مع قائد العمليات الخاصة بالقيادة المركزية الأميركية اللواء توفو، سير المعارك الدائرة بين القوات اليمنية ومقاتلي “القاعدة” في جنوب البلاد. وفيما أشاد اللواء الأشول بدعم ومساندة الأصدقاء الأميركان لليمن في سبيل حفظ أمنه واستقراره، أكد القائد العسكري الأميركي استعداد بلاده “تقديم كافة المساعدات وأوجه الدعم اللازم لليمن في مجال مكافحة الإرهاب وبما يضمن القضاء على تنظيم القاعدة”.