الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

5 ملايين درهم تكلفة مركز جمعية الإمارات لمتلازمة داون بدبي

5 ملايين درهم تكلفة مركز جمعية الإمارات لمتلازمة داون بدبي
20 مايو 2012
سامي عبدالرؤوف (دبي) - تبلغ التكلفة التقديرية المعتمدة لمركز جمعية الإمارات لمتلازمة داون الذي سيتم إنشاؤه في منطقة القصيص بدبي، 5 ملايين درهم، بحسب المهندسة عائشة المدفع مدير مشاريع البنية التحتية بوزارة الأشغال العامة عضو فريق العمل المكلف بمشروع مركز متلازمة داون. وقالت المدفع في تصريح خاص لـ”الاتحاد”، إن “المساحة الكلية للموقع تبلغ 5016 مترا مربعا بما يعادل 54 ألف قدم مربعة ويقام المركز على طابقين وتبلغ مساحة البناء المتوقعة 3000 متر مربع”. وأشارت المدفع إلى انه تمت ترسية المشروع على استشاري لتقديم خدمات استشارية هندسية تتمثل في تصميم وإعداد وثائق المناقصة وعقد المقاولة لإنشاء وإنجاز المركز، بمواصفات ذات كفاءة وظيفية عالية وتوفر الراحة والسلامة لمستخدميها. ويأتي تنفيذ هذا المركز ضمن مشاريع المرحلة الثالثة لمبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله لتطوير البنية التحتية في الإمارات، والتي اقرّ لها سموه مبلغ مليار درهم وتتضمن العديد من المشاريع أهمها مشاريع الإسكان. وكانت أعلنت يوم الخميس الماضي لجنة متابعة مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، عن الموافقة على ترسية أعمال تصميم “مركز جمعية متلازمة داون بدبي”. مكونات المركز وأكدت المدفع، أن مشروع بناء المركز هو واحد من الجهود المستمرة لتقديم وتوفير أفضل الخدمات المدنية ونوعية الحياة لمواطني دولة الإمارات. وذكرت المدفع، أن المشروع سيضم العديد من المحتويات أهمها جناح التأهيل والعلاج، حيث سيضم قاعة استقبال للأسر المنتسبين للمركز وعيادة للفحوصات والكشف عن ذوي متلازمة داون و6 غرف للعلاج وغرفتين للتدخل المبكر وغرفة المهارات الحياتية للتأهيل والتعليم، بالإضافة إلى غرفة للعلاج الطبيعي. ويضم المركز أيضا جناحا للتأهيل المهني والرياضي، ويحتوي على قاعتين للتدريب تتولى تعليم المنتسبين بعض المهن، وكذلك هناك ورشة تربية فنية مهمتها تنمية المهارات الفنية وخاصة الفن التشكيلي عند ذوي متلازمة داون. أما جناح التأهيل الرياضي، فيضم صالة رياضية مغلقة ومسبحا داخليا وصالة جمنازيوم وملعب كرة قدم خارجيا، بالإضافة إلى مسبح خارجي وملعب تنس ارضي. كما يشمل المركز قاعة محاضرات تتسع لنحو 300 شخص وقاعة متعددة الأغراض، مكاتب للإدارة وغرفة اجتماعات ومخازن و6 شقق تستخدم كسن من قبل المعالجين. وكانت وزارة الأشغال العامة شكلت، فريق عمل مشرفا ومختصا لهذا المشروع، برئاسة الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وكيل الوزارة وعضوية المهندسة زهرة سلمان العبودي، والمهندسة عائشة المدفع والمهندس محمد الميل والمهندسة هيفاء محمد والدكتور صلاح الدين عيسى. خطوات منجزة من جهتها، قالت المهندسة هيفاء محمد، عضو فريق العمل بوزارة الأشغال العامة، إن الفترة الماضية شهدت اجتماعات تنسيقية متكررة بين وزارة الأشغال العامة والجهة المستفيدة وهي جمعية الإمارات لمتلازمة داون بدبي. وأشارت محمد، إلى أنه جرى خلال هذه الاجتماعات الدورية مناقشة العديد من الجوانب المتعلقة بالمشروع، من بينها التصميم، مؤكدة أن التصميم سيكون مناسباً لاحتياجات هذه الفئة من الأطفال المعاقين. كما أشارت إلى أنه تم فتح مظاريف تقديم خدمات استشارية هندسية لمتلازمة داون ومناقشة الاستشاري للفكرة الأولية للمشروع، مؤكدة أن إنشاء مركز لذوي متلازمة داون في دبي يسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة لذوي متلازمة داون وتوفير أفضل أوجه الرعاية لهم وتأهيلهم للاندماج في مجتمعهم والمساهمة في تنميته. الطاقة الاستيعابية من جانبها، قالت سونيا الهاشمي رئيس مجلس إدارة جمعية متلازمة داون بدبي، في تصريح لـ”الاتحاد” إن الطاقة الاستيعابية للمركز الجديد تصل إلى 2000 طفل من متلازمة داون، وستكون المرحلة الأولى من المركز لتقديم الخدمات لـ 800 طفل. وأضافت أن المساحة الكلية لأرض المركز تبلغ 45 ألف قدم مربعة بما يعادل 4500 متر وسيتم البناء على 1500 متر، ليكون إجمالي المبنى نحو 3000 متر مربع، على اعتبار أن المركز سيتكون من طابقين، سيتم إنجاز المشروع خلال عام ونصف العام. وأشادت رئيسة جمعية متلازمة داون بمبادرة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بإنشاء مركز لمرضى متلازمة داون في دبي والذي سيسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة لهذه الفئة وتوفير أفضل أوجه الرعاية لهم وتأهيلهم للاندماج في مجتمعهم والمساهمة في تنميته. وقالت الهاشمي إن إنشاء مركز متخصص لمعالجة مشكلة أطفال متلازمة داون من أهم الاحتياجات لهذا النوع من المعاقين، وسيقدم المركز الجديد خدماته لأطفال متلازمة داون في دبي وحتى إمارة الفجيرة. وتعرف متلازمة داون، بأنها اضطراب خلقي ينتج عن وجود كروموسوم زائد في خلايا الجسم، وهو يسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية والاختلالات الجسدية. ولفتت الهاشمي إلى أن جمعية متلازمة داون بدبي ستنتقل إلى مقر المركز الجديد بمنطقة القصيص بالإمارة، مشيرة إلى أن الجمعية ستقوم بإعداد تصور حول توفير الكفاءات اللازمة للتدريب وتأهيل الأطفال الذين سينتسبون إلى المركز. وأشارت إلى أن المركز سيقدم التعليم الأساسي وتدريب المنتسبين إليه بهدف تهيئتهم للدمج في المدارس النظامية “العادية”، ومن ثم الدخول إلى سوق العمل، لافتاً إلى أن المركز سيقوم بالتدريب المهني للمعاقين بمتلازمة داون من خلال الموزايك والأعمال الخشبية الخفيفة لصقل مهارات المنتسبين إليه. ولفتت إلى أن من بين الأنشطة التي سينفذها المركز الرسم والموسيقى والتدبير المنزلي والتدريب على السباحة لتقوية البنية الجسمية لهؤلاء الأطفال، لأن أجسام أطفال متلازمة داون ضعيفة وتعتبر عضلاتهم رخوة، مؤكدة أن المركز سيتولى دور تنمية المهارات الذهنية والحركية للمنتسبين. وذكرت أن المركز سينفذ برنامج علاج النطق والعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي، وتقييم الذكاء، والتدريبات الرياضية، مؤكدة أهمية تنمية المهارات والمواهب التي تكتشف لدى الأعضاء من خلال التوجيه الدائم والمستمر لمنحهم الدفعة المعنوية للمزيد من التميز والإبداع. وأكدت أن المركز يدعم التوجه نحو تحقيق المشاركة الفعالة في مختلف الأنشطة والفعاليات والمهرجانات التي ستقام في الدولة لإيصال صوت ونبض متلازمة داون إلى مختلف شرائح المجتمع. إحصائيات وزيادة متوقعة وذكرت الهاشمي أنه سيكون هناك نوع من الدمج لأطفال متلازمة داون في المدارس الحكومية في فترة لاحقة بعد تهيئتهم وتأهيلهم في المركز، وسيتم خلال الفترة القليلة المقبلة توقيع اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم بهذا الخصوص. وكشفت رئيسة جمعية متلازمة داون أن الجمعية مسجل بها في الوقت الحالي 563 من المصابين بالمرض، مشيرة إلى أن الجمعية تستطيع أن تقدم الخدمات مجانا لـ 150 شخصاً فقط، وهو ما يعني أن 413 شخصاً آخرين على قائمة الانتظار. ولفتت إلى وجود زيادة سنوية في عدد المنتسبين والمسجلين بالجمعية يصل إلى 15% من العدد الحالي بمعدل 85 طفلاً سنوياً. الخطة المستقبلية وعن الخطط المستقبلية للجمعية، أفادت الهاشمي بأن الأهداف الرئيسية للخطة الاستراتيجية الجديدة للجمعية تتبلور في تفعيل أنشطة متلازمة داون بشكل يتوازى مع معطيات العصر الحديث وما يواكبه من متغيرات في مجال هذه الفئة. كما تتضمن الخطة السعي بخطى حثيثة نحو إيجاد فرص عمل مناسبة لمتلازمة داون من الذكور والإناث والسعي بشكل دؤوب نحو توظيف متلازمة داون في مختلف الدوائر والمؤسسات المحلية بهدف دمجهم وتأهيلهم ليكونوا أعضاء فعالين في المجتمع. وأشارت الهاشمي، إلى أن من بين الخطط المستقبلية للجمعية شراء الأجهزة الطبية وأجهزة العلاج الطبيعي الخاصة بمتلازمة داون، مؤكدة أهمية مواكبة المتغيرات المتسارعة في مجال تقنية المعلومات من خلال إنشاء غرفة المصادر والمعلومات نعمل من خلالها على تدريب أعضاء الجمعية وتأهيلهم بصورة تمكنهم من ملاحقة تطورات العصر ومتطلباته. من ناحية اخرى تبلغ نسبة ولادة متلازمة داون عالمياً 1 لكل 800 ولادة حية، بينما تبلغ النسبة في الإمارات 1 لكل 400 ولادة حية، وهو ما يعني ضعف النسبة العالمية. وتتصدر متلازمة داون لائحة مسببات التحديات العقلية عند الأفراد، هي عبارة عن زيادة في عدد الموروثات الصبغية عند الشخص المصاب بمتلازمة داون، بحيث يكون إجمالي الموروثات الصبغية لدى الشخص 47 موروثا، بينما يكون العدد الطبيعي للشخص العادي هو 46 موروثا. وتوصل العلم إلى بعض أسباب زيادة هذا الموروث الصبغي الذي يؤدي إلى تثلث الصبغية 21 المعروفة بمتلازمة داون، أما تسمية هذه الظاهرة بمتلازمة داون فتعود إلى العالم البريطاني جون لانجدون داون الذي وصفها وصفا دقيقا عام 1866. وأجرت وزارة الشؤون الاجتماعية أول دراسة ميدانية متكاملة على الأطفال المصابين بـ”متلازمة داون”، للتعرف على الواقع الصحي والاجتماعي والثقافي لهذه الفئة وأسرهم، مؤكدة أهمية تقديم الخدمات الصِّحِّية لهؤلاء الأطفال في وقت مبكر من العمر، والحرص على المراجعات والفحوص الدوريَّة المستمرَّة لهذه الحالات. وأظهرت إحصائيات الوزارة التي حصلت عليها “الاتحاد” أن عدد الأشخاص من “متلازمة داون” الملتحقين بمراكز المعاقين الحكومية والخاصة في الدولة بلغ (876) أي ما نسبته 40% من إجمالي عدد المعاقين ذهنياً الملتحقين بتلك المراكز والبالغ عددهم (2157) شخصا مما يدل على أن هذه المتلازمة من أكثر المتلازمات الوراثية شيوعاً والتي تسبب الإعاقة الذهنية. ويصل إجمالي عدد المعاقين المسجلين في مراكز المعاقين الحكومية والخاصة إلى (4000) معاق، تقدم لهم من خلال هذه المراكز مختلف الخدمات التربوية والتأهيلية والعلاجية. وأكدت الدراسة، على ضرورة توعية أولياء أمور المعاقين بمتلازمة داون من حيث ماهية المتلازمة وظروفها الصحية، وسماتها وخصائص أفرادها، وخاصَّة أُمهات الأشخاص من متلازمة داون، بالإضافة إلى تنظيم برامج التدخل الاجتماعي والبيئي التي من شأنها إثراء البيئة الثقافية والاجتماعية لأُسَر متلازمة داون، بحيث تُصبح بيئات مشجّعة وداعمة للطفل، وتَستثير قدراته بما يساهم في تطويرها. ودعت الدراسة إلى توفير البرامج التربوية والاجتماعية الدامجة لفئة الأشخاص من متلازمة داون في المجتمع، نظراً لأن قدراتهم العقلية وسماتهم الاجتماعية تؤهلهم للانخراط التربوي والاجتماعي، مشيرة إلى أهمية التوعية المجتمعية بالعوامل الممكن أن تؤدي إلى حدوث متلازمة داون، من أجل اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم حدوثها، خاصة ارتفاع عمر الوالدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©