الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس التعاون يعلق المبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن

مجلس التعاون يعلق المبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن
23 مايو 2011 02:19
قرر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تعليق العمل بمبادرته لحل أزمة اليمن، بعد رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع عليها. وقال بيان صادر عن الاجتماع الطارئ للمجلس الوزاري الذي انعقد في الرياض مساء أمس برئاسة معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية “إن المجلس قرر تعليق المبادرة بسبب عدم توافر الشروط المناسبة التي تم الاتفاق عليها”. وكان صالح رفض التوقيع على المبادرة ووضع شروطا جديدة بالتزامن مع قيام انصاره في الذكرى الـ21 للوحدة اليمنية بقطع الطرق الرئيسية في صنعاء ومحاصرة سفارة دولة الامارات العربية المتحدة التي كان موجودا فيها عدد من دبلوماسيي الدولة والدبلوماسيين الخليجيين والغربيين اضافة الى الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني والسفير الاميركي. وغادر الزياني صنعاء الى الرياض بعد اجلائه والسفير الاميركي بواسطة مروحيتين من مقر سفارة الامارات من دون الحصول على توقيع صالح على المبادرة حيث شارك في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وفي غياب قطر التي كانت أعلنت انسحابها من المبادرة. وصدر في ختام الاجتماع بيان جاء فيه: “تابع المجلس الوزاري بحث مستجدات الوضع في الجمهورية اليمنية وأكد حرص دول مجلس التعاون على مساعدة الأشقاء، لتجاوز الأزمة التي تمر بها الجمهورية اليمنية والوصول إلى توافق شامل ، يحفظ لليمن الشقيق أمنه واستقراره ووحدته ويحترم إرادة وخيارات شعبه”. وإذ يعبر المجلس الوزاري عن استمرار دعمه للشعب اليمني الشقيق واستعداده لتقديم كل ما من شأنه مساعدته للخروج من هذه الأزمة، ليؤكد على أن هذه المبادرة التي جاءت بناءً على طلب الحكومة اليمنية وبالتشاور مع كافة الأطراف اليمنية ذات العلاقة هي السبيل الممكن والأفضل لتجاوز الحالة الراهنة، فقد قرر المجلس تعليق المبادرة لعدم توافر الظروف الملائمة، للموافقة عليها ويشكر المجلس الأخوة في المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه واللقاء المشترك وشركاءه وممثليهم الذين وقعوا على الاتفاق. وأعرب المجلس الوزاري عن تطلعه إلى توقيع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على الاتفاق في أسرع وقت، لضمان تنفيذ الاتفاق والانتقال السلمي للسلطة، معرباً عن قلقه العميق من تطورات الأحداث، داعياً الأشقاء في اليمن إلى التحلي بالصبر والحكمة وتوفير الظروف الملائمة، لتجنيب اليمن الكارثة التي قد تحل به في ظل الاستقطاب الحالي. وعبر المجلس الوزاري عن أسفه لمحاصرة سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في صنعاء، وأشاد بجهود ومساعي ومثابرة معالي الأمين العام وفريقه. وقدم المجلس الشكر والتقدير لكل الذين تعاونوا وساندوا جهود دول المجلس، وبذلوا المساعي الحميدة لتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر ، وخاصة سفراء دول مجلس التعاون في صنعاء وكذلك سفراء كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وكانت آخر شروط صالح تمثلت بطلبه الاتفاق المسبق اولا على «آليات تنفيذ المبادرة» وحصول التوقيع بشكل مشترك وعلني مع المعارضة في القصر الجمهوري، وهو الامر الذي رفضته المعارضة متهمة صالح بالتنصل وحذرة من «من ان الثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة مذموما مذلولا اذا لم يوقع»، وداعية واشنطن والرياض للمارسة ضغوط على الرئيس اليمني للتوقيع. واذ اعلن المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن طارق الشامي ان الحزب وحلفاءه وقعوا على المبادرة بحضور الزياني. قال صالح «انه لن يوقع على الاتفاق الا اذا وقعت معه المعارضة عليها في القصر الجمهوري لانها ستكون شريكة في الحكم لمدة 90 يوما». وجدد تحذيره من حرب اهلية اذا لم تنصاع المعارضة وقال «سيتحملون مسؤولية الحرب ومسؤولية الدماء التي سفكت وستسفك ان ركبوا حماقاتهم». وذكرت وكالة الأنباء اليمنية، أن حزب "المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه يوقعون على المبادرة الخليجية، مضيفة أن الرئيس صالح "لن يوقع على المبادرة إلا بحضور المعارضة".وبث التلفزيون اليمني الحكومي، في وقت لاحق، لقطات تظهر ممثلي الحزب الحاكم وحلفاءه، وهم يوقون على المبادرة الخليجية، بالقصر الرئاسي، بحضور الرئيس صالح والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، والسفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين.ووقع المبادرة عن التحالف الحكومي، المستشار السياسي لصالح والنائب الثاني لرئيس الحزب الحاكم الدكتور عبدالكريم الارياني، وأمناء عموم مساعدي حزب "المؤتمر" أحمد عبيد بن دغر، صادق أمين أبوراس، وأمة الرزاق علي حمد، إضافة إلى قاسم سلام رئيس مجلس أحزاب التحالف الوطني الموالية للسلطة. من جهته قال الرئيس صالح في خطاب مسجل بثه التلفزيون الحكومي، عقب توقيع التحالف الحكومي على المبادرة الخليجية، إنه "تواصل" مع أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي والسفير الأميركي أكثر من سبع مرات منذ مساء السبت، لإقناع المعارضة بالحضور إلى القصر الجمهوري أو دار الرئاسة من أجل التوقيع على المبادرة.وأضاف :" أنا مستعد للتوقيع على المبادرة الخليجية إذا حضرت المعارضة إلى القصر الجمهوري أو دار الرئاسة"، مشيرًا إلى أن المعارضة "مستعدة للذهاب إلى الرياض" من أجل التوقيع على المبادرة والاحتفال، لكنها "لا تريد الحضور إلى القصر أو دار الرئاسة للتوقيع".وأردف قائلا :"نحن صامدون وواقفون على أقدامنا .. إذا أتوا فنحن مع خيار السلام والأمن والاستقرار، وإن ركبوا رؤوسهم سوف نواجههم بكل الوسائل الممكنة وفي كل مكان".بدوره، قال نائب مدير الدائرة الإعلامية بحزب "المؤتمر" الحاكم عبدالحفيظ النهاري لـ"الاتحاد"، إن توقيع حزب المؤتمر وحلفائه على المبادرة "دليل على حرص المؤتمر على إنجاح المبادرة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن امتناع الرئيس صالح عن التوقيع إلا بحضور المعارضة "دليل على سعي الرئيس لإظهار المبادرة بمظهر لائق". وأضاف النهاري :" نرفض أن يتم التوقيع على المبادرة بالتمرير أو في الغرف المغلقة أو في البيوت"، مؤكداً على أهمية إعطاء المبادرة الخليجية "مكانة لائقة" كونها "استحقاقاً وطنياً وإقليمياً". واعتبر أن لقاء الرئيس صالح بقيادات المعارضة سيساهم في إزالة "الجفوة" بين الطرفين. وقال الناطق الرسمي باسم "اللقاء المشترك" محمد قحطان لـ"الاتحاد"، إن المعارضة توافق على إعادة التوقيع على المبادرة وفق اشتراطات صالح "لكن داخل سفارة دولة الإمارات" بصنعاء.وكان قحطان ذكر في تصريح سابق لـ"الاتحاد"، أن المعارضة اليمنية ترفض توقيع المبادرة مرة أخرى "في القصر الجمهوري".وقال : " لقد وقعنا على المبادرة.. والكرة الآن في مرمى الرئيس.. إما أن يوقع أو سيكون العالم كله ضده".واتهم قحطان في تصريح صحفي آخر، الرئيس صالح بأنه "يريد أن يتنصل من التوقيع وهو متهالك على السلطة".وقال :" إذا لم يوقع صالح (على المبادرة) فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة وسيخرج منها مذموما مذلولا". في غضون ذلك، أغلق الآلاف من أنصار الرئيس صالح أغلب الطرق الرئيسية بالعاصمة صنعاء احتجاجاً على عزم صالح التوقيع على المبادرة التي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في 21 أبريل الماضي.وقال شهود عيان لـ"الاتحاد"، إن "رجال أمن بلباس مدني قاموا بإغلاق أغلب الطرق داخل العاصمة"، موضحين أن "شبابا مسلحين" من أتباع حزب المؤتمر الحاكم "منعوا" المئات من أنصار المعارضة اليمنية من التوجه إلى ساحة الاعتصام المناهض للنظام قبالة جامعة صنعاء، التي شهدت احتفالا كرنفاليا وعرضا عسكريا بمناسبة الذكرى الـ21 للوحدة اليمنية.كما احتشد آلاف من مؤيدي صالح قبالة كلية الشرطة بصنعاء، لمنع الرئيس اليمني عن قراره التوقيع على الاتفاق الذي وقعت عليه أحزاب المعارضة المنضوية في لواء "اللقاء المشترك" وحلفاؤها، الليلة قبل الماضية، بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي.وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، عبر خدمة الرسائل القصيرة، أن "جماهير غاضبة" حاصرت الرئيس صالح داخل كلية الشرطة، أثناء حضوره اجتماعاً استثنائياً لحزب "المؤتمر" الحاكم وحلفائه، وأنها منعته "من الخروج للتوقيع على المبادرة". وقال مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية لـ"الاتحاد" إن صالح "غادر" كلية الشرطة عقب الاجتماع الاستثنائي وأنه توجه إلى قصره الرئاسي، غرب صنعاء، لافتا إلى أن آلافاً من أنصار صالح "احتشدوا" قبالة القصر الرئاسي، لمطالبة الرئيس اليمني بالتراجع عن قرار التوقيع.إلا أن مسؤولا في حزب الحاكم أكد لـ"الاتحاد" إن الرئيس صالح "أبلغ" قيادات حزبه وحلفاءه في الاجتماع الاستثنائي عزمه التوقيع على المبادرة لأنها أصبحت "التزاما دوليا"، موضحا أن صالح أشار إلى أن إنجاح المبادرة الخليجية "مرهون بمدى التزام المعارضة" بتنفيذ بنود الاتفاق. وكان الحزب الحاكم، أكد في بيان صدر عقب اجتماع طارئ للجنة العامة (أعلى هيئة تنظيمية)، الليلة قبل الماضية، على أهمية التعامل مع المبادرة "كمنظومة متكاملة غير قابلة للانتقاء والتجزئة"، مشدداً على ضرورة تنفيذ كافة بنود الاتفاق، وفي مقدمتها "إزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً". إلى ذلك، نظم الشباب المحتجون المطالبون بإسقاط النظام، أمس الأحد، مهرجانات فنية وكرنفالية احتفاء بالذكرى السنوية الـ21 لتحقيق الوحدة الوطنية بين شمال وجنوب اليمن.وشهدت العاصمة صنعاء احتفالية كبرى نظمها المحتجون المعتصمون قبالة جامعة صنعاء، منذ منتصف فبراير الماضي.وقدم المحتفلون عروضا كرنفالية شارك فيها أطباء ومهندسون ومدرسون وعمال، وارتدى بعضهم ثياباً بألوان العلم اليمني، الأحمر والأبيض والأسود.كما تضمن الاحتفال عرضاً رمزياً لوحدات عسكرية انضمت للحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام، شاركت فيه قوات من معسكر "الفرقة أولى المدرع" التابع للواء البارز على محسن الأحمر، الذي انشق عن الرئيس صالح في 21 مارس الماضي. وتضمن الاحتفال أيضا مسيرة رمزية لأطفال قتلى الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة منذ منتصف يناير الماضي.كما شهدت مدينة تعز (وسط) مسيرة حاشدة لعشرات الآلاف من المحتجين الذين جابوا عدداً من شوارع المدينة مرددين "شعب يمني واحد"، وشعارات وطنية أخرى. وذكرت مصادر محلية لـ"الاتحاد" إن صدامات وقعت بين قوات الأمن ومسيرة احتجاجية أخرى بمنطقة الحوبان، شرق تعز، أسفرت عن وقوع إصابة 11 متظاهراً بالرصاص الحي والهراوات.ونظم المحتجون في مدينة مأرب (شرق) مهرجانا احتفالياًَ بالعيد الوطني للوحدة اليمنية، إضافة إلى مسيرة جابت شوارع المدينة للمطالبة بإسقاط النظام وتنحي الرئيس صالح "فوراً".
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©