السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نبيل نحاس يرسم بالألوان الذهبية ليعكس تألق الضوء على الأشجار

نبيل نحاس يرسم بالألوان الذهبية ليعكس تألق الضوء على الأشجار
8 أغسطس 2010 21:21
عاد الفنان التشكيلي اللبناني نبيل نحاس إلى وطنه لبنان بعد سنوات طويلة من الاغتراب في الولايات المتحدة الأميركية، حيث ترك لبنان في عام 1968 لمتابعة دراسته، ولكنه عاد إلى وطنه حاملا معه حصيلة مجهوده الفني خلال سنوات طويلة، ليقيم معرضا فنيا في مركز بيروت للمعارض الذي افتتحه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. ضم معرض التشكيلي اللبناني نبيل نحاس 55 لوحة، تعتبر حصاد أفكاره المتنوعة بدءاً من معرضه الأول. أي أنه بمثابة جردة عمل له بعد خبرة طويلة في عالم الفن. وأراد نحاس من خلال إقامة هذا المعرض في لبنان أن يتعرف عليه الناس في بلده. ويلفت إلى أن العلاقة بينه وبين بلده تنطلق من نظرته العميقة إلى طبيعة لبنان وشجر الأرز وحتى التفاصيل الصغيرة في الأوراق ونسمات الهواء وتشكيل الورود. ويقول “هذا كله يشكل مجموعة من الأفكار التي نتجت عنها لوحات فنية. لذلك أدخلت في آخر أعمالي أشكالا مألوفة من أشجار الأرز والصنوبر والزيتون التي تنمو في لبنان، وتعكس هويتنا اللبنانية ضمن لوحات فنية”. اختصار التجربة يقول البعض إن معرض نحاس هذا يراد له أن يكون استعاديا، ما قد يعني أنه يختصر تجربته الفنية كلها. ويعلق نحاس على هذا قائلا “يضم المعرض أعمالي من فترة السبعينيات حتى العام الحالي. ولقد حرصت على أن يضم المعرض لوحات تعبر عن كل مرحلة من المراحل الفنية التي مررت بها. كما يضم أيضا لوحات لم تعرض حتى في نيويورك. ولكني حرصت على تبيان العلاقة بين كل المراحل التي مررت بها في حياتي”. واعتمد نحاس في بداية انطلاقته الفنية على علم الهندسة، على الرغم من تقييد عادة للوحة. ولكنه استطاع تحريرها من خلال اعتماده على علم الهندسة الإسلامية والفن الإسلامي عامة والخط الكوفي. ويتابع “كانت أعمالي عبارة عن طبقات عدة متداخلة وتركيبات هندسية متراكمة. ولقد حاولت من خلال الأشكال الهندسية التي اعتمدتها أن أعكس التعقيد في المعلومات التي تصلنا يومياً دون أن أتبع الشكل الهندسي الجاف. فخلقت في لوحاتي من هذه الأشكال الهندسية حركات وحركات معاكسة لها. ولعبت على مزج الألوان في محاولة لتسليط الضوء على الفوضى الموجودة حولنا”. التجريد الهندسي من بعد اعتماد نحاس على الفن التجريدي الهندسي انتقل لاستخدام التجريد اللوني على أثر اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982. ويتابع “بدأت العمل على لوحات استخدمت فيها الأبيض والأسود فقط. وحاولت أن أبين الأشكال الهندسية التي اعتمدتها سابقاً، لكن بشكل آخر باستخدام دموع أو أشباح تمثل الأرواح المتألمة التي في داخلنا. من هنا يمكن القول إن تلك المرحلة كانت وجدانية بامتياز، لأنها عبرت عما في داخلي من ألم وانفعالات. وبدأت المراحل تتداخل بعضها ببعض، وبطريقة عفوية غير إرادية. فكأن شيئاً ما يأتي ليبعثر ما عملته في السابق، فيخلق عندي مرحلة جديدة مختلفة عن الأولى، لكنها مرتبطة بها بشكل أو بآخر. ولكني كنت أحاول دائما أن أطور هذه المرحلة الجديدة، وأضعها في وضعية الشك”. رسم الطبيعة يمكن القول إن نحاس دائم التأثر بما يحيط به من أحداث. ولكنه اتجه في المرحلة الراهنة لرسم الطبيعة وخصوصاً الأشجار، الشيء الذي يؤكده نحاس قائلا “فعلاً، إن لوحاتي بمعظمها مستوحاة من الأحداث التي نعيشها والمعلومات التي تصلنا، لكنني أحاول أن أبلور هذه المعلومات بطرق تمثل العصر. ومنذ عودتي إلى لبنان بدأ يظهر تأثري بالطبيعة. ولا أخفي سراً إذا قلت إنني جهدت لأفتش عن كيفية ترجمة حبي للطبيعة في لوحاتي، لكن بشكل تجريدي، وبطريقتي الخاصة، إلى أن بدأت العمل على لوحاتي الأخيرة، التي رسمت فيها أشجار الزيتون، النخيل، الصبّار، الصنوبر، معتمداً الألوان الذهبية الطاغية على لوحاتي، لتعكس تألق الضوء على الأشجار. فالطبيعة محور أعمالي. ولن أتخلى عنها كمصدر إلهام في لوحاتي. لكن الطبيعة عندي لا تقتصر على البحر، والأشجار، بل هي الكون بأسره والمجرات والكواكب. من هنا لا أعرف إلى أين سيأخذني عقلي الباطني لاحقاً، ولا أخطط لأي شيء في لوحاتي، لأنها مجرد رسوم عفوية، نابعة من القلب، وتعكس اهتماماتي والمعلومات المتراكمة لدي”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©