المشاريع الجديدة تعيد الزخم إلى تداولات التملك الحر في أبوظبي

سيد الحجار (أبوظبي) تراجعت أسعار العقارات في مشاريع التملك الحر في أبوظبي بنحو 5 إلى 10% خلال الربع الثالث من العام الحالي، وسط تباطؤ في عمليات إعادة البيع «السوق الثانوي» بالمشاريع القائمة، بينما شهدت المشاريع الجديدة التي طرحت مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب، ما أسهم في إعادة الزخم إلى القطاع العقاري في العاصمة. وقال مسؤولون عقاريون لـ«الاتحاد»، إن الفترة الحالية تشهد نشاطاً قوياً في الطلب على الشراء في المشاريع الجديدة في جزيرة ياس مثل «ياس ايكرز» و«وست ياس»، وفي جزيرة السعديات مثل «لجونز السعديات» و««سوهو سكوير» و«بارك فيو»، إضافة إلى مشروع «فاية»، الذي يمثل المرحلة الرابعة من حدائق بلووم، و«قرية الفرسان». وأوضحوا أن توفير خطط سداد مرنة في معظم المشاريع الجديدة يسهم في تشجيع كثير من العملاء على شراء الوحدات السكنية في هذه المشاريع، خاصة من المستثمرين، بينما يفضل بعض العملاء الراغبين في السكن الفوري شراء العقارات في مشاريع التملك الحر القائمة لا سيما «الريف» و«الغدير» و«جزيرة الريم» و«حدائق الراحة» و«حدائق الجولف». وحسب موقع إعلانات العقارات المبوبة «دوبيزل»، شهدت أسعار بيع العقارات في أبوظبي انخفاضاً عاماً بنسبة 3% خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة مع الربع الأول من هذا العام، وسجلت جزيرة السعديات أكبر انخفاض بنسبة 7% تتبعها جزيرة الريم بنسبة 4%، في حين لم تتغير أسعار البيع في منطقة الريف. وأكد متعاملون أن تراجع النشاط في تداولات التملك الحر فيما يتعلق بعمليات إعادة البيع في المشاريع القائمة، أسهم في انخفاض الأسعار بمعظم المشاريع، بيد أنهم أكدوا أن هذا التراجع لا يستند إلى مبررات منطقية، في ظل تحسن العائد الاستثماري في السوق العقاري في أبوظبي. تراجع نسبي وأوضحت فايزة الزرعوني، رئيس مجلس إدارة شركة إنفينت دايمنشنز للاستشارات العقارية، أن أسعار العقارات ببعض مشاريع التملك الحر القائمة في أبوظبي تشهد حالة من الاستقرار، فيما تتراجع الأسعار في مشاريع أخرى بنسبة طفيفة لا تزيد على 5 أو 10%. وأوضحت الزرعوني، أن النسبة الأكبر من التداولات تجري حالياً في المشاريع الجديدة خاصة من المستثمرين، بينما يفضل بعض العملاء الراغبين في السكن الفوري شراء العقارات في مشاريع التملك الحر القائمة لا سيما جزيرة الريم. وذكرت أن المشاريع الجديدة تستحوذ على نحو 70% من نشاط سوق التملك الحر، مقابل نحو 30% للمشاريع القائمة. وأكدت الزرعوني، أن هناك حالة في السوق العقارية من الترقب والتردد غير المبرر عند بعض المستثمرين، لا سيما أن السوق في أبوظبي يتميز بالمرونة والتماسك، في ظل التوازن المستمر بين العرض والطلب. وأضافت أن بعض المستثمرين يترددون في اتخاذ قرار الشراء، في انتظار تراجع الأسعار بنسب كبيرة، رغم أن جميع المؤشرات والتجارب السابقة تؤكد أن السوق العقاري في أبوظبي يتميز بالتماسك والاستقرار، موضحة أن المشاريع العقارية الجديدة في أبوظبي، خاصة في جزيرة ياس، توفر فرصاً استثمارية متميزة يجب اقتناصها، لا سيما أن الجزيرة ينتظرها مستقبل مشرق مع تحولها إلى منصة استثمارية وسياحية رائدة خلال السنوات الأخيرة. نشاط ملحوظ بدوره، أوضح أحمد صلاح ربيع، مدير شركة بلاتينيوم هوم للعقارات أن الفترة الحالية تشهد نشاطاً ملحوظاً في السوق فيما يتعلق بالطلب على بعض المشاريع الجديدة، وفي مقدمتها «ياس ايكرز»، إضافة إلى مشاريع جزيرة السعديات. وطرحت شركة الدار العقارية الأسبوع الماضي المرحلة الثالثة من مشروع «ياس إيكرز» للبيع التي تضم 260 وحدة سكنية، تشمل وحدات «التاون هاوس» المكونة من غرفتين، و3 غرف، إضافة إلى فيلات بطابقين مكونة من 3 و4 غرف، بأسعار تبدأ من 2,3 مليون درهم. ويتألف مشروع «ياس ايكرز» من 7 مجمعات تضم 1315 فيلا، بقيمة تبلغ 6 مليارات درهم. وكانت «الدار» قد انتهت من بيع 90% من الفيلات ووحدات «التاون هاوس» التي طرحت للبيع في المرحلتين الأولى والثانية. وضمت المرحلة الأولى من مبيعات «ياس إيكرز» 267 وحدة سكنية، فيما اشتملت المرحلة الثانية على 125 وحدة سكنية، ليصل إجمالي عدد وحدات المرحلتين إلى 392 وحدة سكنية. وأشار صلاح أنه على الجانب الآخر، يشهد السوق حالة من التباطؤ في تداولات العقارات في مشاريع التملك الحر القائمة بنحو 100 ألف درهم على الأقل في سعر الفيلا. وأوضح فيما يتعلق بمشروعي «الريف» و«الغدير» على سبيل المثال أن هناك استقراراً في أسعار الوحدات الصغيرة مثل الاستوديو أو الشقق ذات الغرفة الواحدة والفلل ذات الغرفتين، بينما تراجعت أسعار الفلل الكبيرة في «الريف» من 2,8 مليون درهم، لتتراوح حالياً بين 2,6 و2.7 مليون درهم. وأضاف ربيع أن ما يزيد من تباطؤ التداولات في سوق التملك الحر، إصرار الملاك في الغالب على أسعار مرتفعة، في الوقت الذي يرغب معظم المشترين في تخفيض الأسعار. تحسن الطلب من جانبها، أرجعت عبير نديم، المدير العام لشركة «ايسترن ساندس» رمال الشرق للعقارات، تحسن الطلب في المشاريع الجديدة مثل «ياس ايكرز» و«وست ياس» و«لجونز السعديات»، إضافة إلى مشاريع شركة بلووم العقارية وسط أبوظبي، و«قرية الفرسان» إلى تسهيلات السداد والعروض الخاصة للشراء. وأوضحت أن شركة الدار العقارية طرحت حلولاً جذابة لشراء الفيلات ووحدات «التاون هاوس» في مشروع «ياس ايكرز»، حيث يتم دفع 30% من قيمة الوحدة خلال مرحلة الإنشاء مع دفعة أولى (5% من القيمة)، و70% عند التسليم. ويعد مشروع «ياس إيكرز» أول مشروع سكني يتيح فرصة تملك فيلات في جزيرة ياس لجميع الجنسيات، وتبدأ أسعار الفلل ذات الغرفتين من 2,3 مليون درهم، والثلاث غرف من 3,2 مليون، والأربع غرف من 3,8 مليون درهم. وتتراوح مساحات الوحدات السكنية في المشروع بين 200 و 324 متراً مربعاً. وأوضحت نديم، أن تباطؤ عمليات إعادة البيع بالسوق الثانوي فيما يتعلق بالمشاريع القائمة، انعكس على الأسعار، والتي تراجعت في بعض المشاريع بنحو 200 إلى 300 ألف درهم أحياناً، خاصة بالفلل الكبيرة. وذكرت أن الأسعار تراجعت في مشاريع «حدائق الراحة» و«حدائق الجولف» و«الريف»، بينما استقرت في «الغدير» إلى حد ما. وأضافت أن الفيلا الكبيرة في مشروع «الريف» تعرض حالياً بنحو 2,75 مليون درهم، مقابل 3 ملايين درهم في النصف الأول من العام، كما تراجعت أسعار بعض الفلل في حدائق الراحة من 3,5 إلى 3,1 مليون درهم. عودة النشاط من جهته، أوضح عمرو خريسات، استشاري عقارات بشركة الوادي الأخضر للعقارات، أن سوق أبوظبي العقاري يتميز بالاستقرار، متوقعاً أن تشهد الأشهر المقبلة عودة تدريجية للنشاط في السوق العقاري. وتوقع تقرير صادر عن مجموعة «سي بي آر إي» بعنوان «نظرة على سوق أبوظبي في الربع الثاني 2016» أن يبقى القطاع السكني من أفضل القطاعات أداءً في الإمارة مدعوماً بانخفاض مستويات المعروض الجديد على المدى القريب، وذلك رغم ما ينطوي عليه المشهد من تكرار في حالة انعدام اليقين الاقتصادية. وأوضح خريسات أن التراجع في النشاط خلال أشهر الصيف يعد تراجعاً اعتيادياً يرتبط بشكل أساسي بفترة الإجازات والأعياد، موضحاً أنه هناك عودة تدريجية في النشاط العقاري منذ معرض «سيتي سكيب دبي» خلال شهر سبتمبر الماضي. وحسب تقرير شركة «جيه إل إل» الاستشارية بعنوان «لمحة عامة عن سوق أبوظبي العقاري» للربع الثاني من عام 2016، تمّ تسليم 400 وحدة فقط خلال الربع الثاني، ليصبح إجمالي مخزون الوحدات السكنية نحو 246.4 ألف وحدة، فيما يتوقع طرح نحو 4000 وحدة في السوق بحلول نهاية عام 2016 ضمن جزيرة الريم، وروضة وسرايا بشكل أساسي. وحسب التقرير انخفض متوسط أسعار البيع الرئيس بنسبة 5% ليبلغ نحو 15200 درهم للمتر المربع بعد أن كان 16 ألف درهم للمتر المربع، نتيجة انخفاض حجم المعاملات العام الماضي. وأضاف التقرير «على مدى السنوات الأخيرة، ارتفعت أسعار الوحدات السكنية الرئيسة لتبلغ نسبة 25% سنوياً، ولكنّها نسبة لم تكن لتدوم طويلاً. وفيما خفّ وهج السوق خلال عام 2015، بقيت الأسعار ثابتة إلا أنّ حجم الصفقات هبط بشكل حاد، لن يشكّل الضغط على أسعار المبيعات. وفيما نتوقع استمرار هذا الضغط، لا ننتظر هبوطاً حاداً في الأسعار». استقرار سوق العقارات السكنية في النصف الأول أبوظبي (الاتحاد) أكد تقرير لشركة «تشيسترتنس» الشرق الأوسط، أن سوق العقارات السكنية في مدينة أبوظبي شهدت استقراراً نسبياً خلال النصف الأول من العام الحالي ليحصل المستثمرون على متوسط 5% لعائدات إيجار العقارات السكنية، فيما وصلت أعلى عائدات الإيجار إلى 8% في بعض مناطق المدينة. وأضاف «رغم انخفاض أسعار المبيعات والإيجارات في الربع الثاني إلا أن عائدات تأجير العقارات السكنية لا تزال مجزية للمستثمرين، وهذا ما يؤكد أن مدينة أبوظبي ما تزال خياراً جيداً». وفيما يتعلق بأسعار بيع العقارات السكنية، أكد التقرير أن أسعار الشقق والفلل شهدت مزيداً من الانخفاض خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 1%. وبلغ متوسط سعر البيع للقدم المربع للشقق في العاصمة الإماراتية 1340 درهما في الربع الثاني، فيما يبلغ متوسط السعر بالنسبة للفلل 1088 درهماً للقدم المربع. وانخفض السعر في مشروع الزينة إلى 1495 درهما للقدم المربعة من 1520 درهما في الربع الأول، وكذلك الحال في منطقة الريف داون تاون، حيث انخفض السعر من 930 إلى 925 درهما للقدم المربعة، وبهذا تعود الأسعار في هاتين المنطقين إلى المعدلات السابقة في الربع الرابع من عام 2015، حسب التقرير. وتابع التقرير: حافظت أسعار مبيعات الفلل السكنية في منطقة الريف على معدلاتها بـ 1010 دراهم للقدم المربعة، فيما شهدت بعض المناطق الأخرى تغيرات طفيفة بانخفاض السعر إلى 985 درهما في منطقة حدائق الراحة و840 درهما في مدينة خليفة. كما انخفضت الأسعار في منطقة جزيرة السعديات بشكل طفيف من 1600 درهم إلى 1580 درهماً للقدم المربعة.