أضحت الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر المحمول في عجلة من أمرها لتعديل أوضاعها بحيث تتوافق مع التدهور المتسارع الوتيرة في الطلب على الكمبيوتر الشخصي عبر اللجوء إلى خفض الأسعار انتظاراً لما يمكن أن يصبح موسماً سعيداً للأعياد·
لذا فقد أقدمت مؤسسة ''دل'' وبعض شركات البيع بالتجزئة على توفير حسومات وتنزيلات تصل إلى ما بين 20 و30 في المئة على أجهزة الكمبيوتر المحمول غير عابئين بمستوى الأرباح في قطاع طالما ظل يتمتع بطلب قوي·
وحتى الآن فإن قطاع أجهزة الكمبيوتر الشخصي الذي يبلغ حجمه 263 مليار دولار ما زال يكشف عن المرونة والقدرة على الصمود في ظل التباطؤ الاقتصادي· إذ أن شحنات الكمبيوتر الشخصي في جميع أنحاء العالم شهدت قفزة بمعدل 12 في المئة على الأقل في كل ربع من الأرباع الثلاثة العام الجاري·
إلا أن مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصي بدأت في التراجع في الأسابيع القليلة الأخيرة بمجرد انخفاض إنفاق المستهلك والآن فقد بدأت شركة آي دي سي المعنية بالبحوث في إعادة مراجعة أرقامها السابقة متوقعة حدوث انخفاض بمعدل واحد في المئة في شحنات أجهزة الكمبيوتر الأميركية بالنسبة للربع الرابع من العام مقارنة بما كان عليه الحال في نفس الفترة من العام الماضي·
وكانت توقعات شركة آي دي سي تشير على العكس من ذلك إلى ارتفاع الشحنات الأميركية بمعدل 6 في المئة في هذه الفترة من العام التي تتسم عادة بنشاط وافر في مبيعات موسم الأعياد·
ولقد بدأت المؤشرات التي تدل على هذا التراجع في الظهور مبكراً عندما تقدمت شركة سيركويت سيتي المتخصصة في بيع أجهزة الكمبيوتر بالتجزئة بطلب للحماية من الافلاس بينما عمدت منافستها شركة بيست باي إلى تقليص توقعاتها الخاصة بالمبيعات· أما مؤسسة انتل المصنعة للرقائق الإلكترونية والتي توقعت قبل شهر فقط من الآن نمواً بمعدل 3 في المئة، فقد حذرت من انخفاض مريع في مبيعات الربع الرابع في جميع المناطق الجغرافية والمحلات الخاصة بالسوق· ولكن المناخ المتدهور الذي يسود صناعة الكمبيوتر الشخصي وجه لطمة أكبر فيما يبدو إلى شركة هيوليت باكارد زعيمة السوق التي تستحوذ على حصة بمقدار 19 في المئة في الشحنات العالمية لأجهزة الكمبيوتر الشخصي، تليها دل التي تصل حصتها إلى نسبة 15 في المئة وفقاً، لأرقام شركة آي دي سي·
وفي الوقت تضطلع فيه شركة هيوليت باكارد بأعمال تجارية أخرى مثل الطابعات وخدمات تكنولوجيا المعلومات بحيث يمكن أن تساعد على تعويضها عن التباطؤ في مبيعات أجهزة الكمبيوتر فإن المحللين أشاروا من جانبهم إلى أن المبيعات المحبطة لأجهزة الكمبيوتر في شهر أكتوبر سوف تلحق أضراراً جسيمة بإجمالي إيرادات الشركة·
وكانت مجموعة سيتي جروب قد قللت من تقديراتها الخاصة بأرباح شركتي هيوليت باكارد ودل في دراسة أفرج عنها تحت عنوان ''صناعة الكمبيوتر الشخصي تنزلق إلى هوة الركود''·
و كتب المحلل ريتشارد جاردنر يقول ''إن غياب الائتمان وانكماش هوامش أرباح الشركات والمؤسسات وارتفاع معدلات البطالة وقوة عملة الدولار أصبحت جميعها تلعب دوراً سالباً يؤثر في نمو مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصي والمؤسسات''·
وإلى ذلك فقد ذكر كايب وولز رئيس قسم كمبيوترات اللاب توب الخاصة بالمؤسسات في شركة باناسونيك أن التنفيذيين في الشركة قد عقدوا اجتماعاً الأسبوع الماضي لمناقشة كيفية التعامل مع التباطؤ المرجح أن تشهده الشركة في الأرباع الأربعة أو الستة المقبلة· ومضى يشير إلى أن بعض المستهلكين عمدوا إلى تأجيل مشترياتهم المتوقعة في الربع الرابع من العام إلى العام المقبل·
بل أنه توقع أن بعض طلبيات الشراء سوف يصار إلى إلغائها بالكامل، ونتيجة لذلك فهو يعتقد أن شركة باناسونيك سوف تتبنى خطة قاسية ترمي إلى خفض التكاليف·
وبالإضافة إلي خفض الأسعار فإن شركة أسوتيك كمبيوتر المصنعة لأجهزة الكمبيوتر المتنقل الصغيرة الحجم أصبحت تأمل في إنعاش مبيعاتها في موسم الأعياد عبر بيع أجهزتها المتدنية الأسعار أصلاً في منافذ غير تقليدية مثل محلات ''كويز آر أص'' وسلسلة متاجر مؤسسة تارجيت من أجل اجتذاب أكبر قدر من الأطفال والنسوة كما يقول جاكي هاسو رئيس الفرع الأميركي للشركة·
وكانت الشركة قد قررت خفض أسعار أجهزتها المتنامية الصغر في الربع الماضي والتي يباع بعضها بسعر يقل عن 300 دولار للجهاز·
عن وول ستريت جورنال
عدد اليوم
