الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المرئي والمخفي

22 مايو 2011 22:54
كرة القدم والرياضة عموماً في وطننا الغالي، لم تساهم فقط في إبراز المواهب الرياضية، من اللاعبين والمدربين والإداريين الذين تحولوا إلى نجوم لامعة يحظون بالدعم والتقدير على المستويين الرسمي والجماهيري، بل كان لها أيضاً دور مؤثر في صناعة، وصقل أجيال من المواهب الإعلامية، خاصة في الإعلام المرئي الذي بات رواده من المذيعين والمعلقين علامات بارزة، في الإعلام الرياضي العربي، وظل على مدى عقود يعزز مكانته بتخريج المزيد من الكوادر والكفاءات التي استفادت من دعم وتشجيع القامات الكبيرة فواصلت مسيرة التميز والإبداع. الإعلام المرئي الإماراتي الذي تمكن على مدى سنوات عديدة من الاحتفاظ بقدرته على تجديد دمائه، وكان دوماً في صدارة الناجحين والمتفوقين في مجال التوطين لم يعد كذلك، وصرنا نلاحظ وبشكل متكرر ومتنامي بعض الظواهر الغريبة، وغير المبررة التي تخصم من الرصيد الكبير والمشرف لهذا القطاع، ولعل أبرز ما يثير الانتباه اختفاء العديد من الأصوات والوجوه التي ألفناها في السنوات الأخيرة على شاشاتنا الرياضية واكتسبت رصيداً من الحضور والخبرة، فأين ذهب الذين اختفى منهم، ومن الذي حجم، وقلص ظهور آخرين، وكيف يحدث هذا في الوقت نفسه الذي تقوم فيه قنواتنا الرياضية باستقطاب مذيعين ومعلقين من الأشقاء الخليجيين والعرب. أول ما يتبادر إلى الذهن هو أن هؤلاء المختفين أو المحجمين دون المستوى المطلوب، أو أنهم لا يجدون القبول من المشاهدين، ولكن الصعوبة في تقبل مثل هذا الأمر، تأتي من واقع أن معظم المذيعين، والمعلقين البدلاء أقل من مستوى هؤلاء المهمشين بصورة واضحة و”فاضحة”، وفي أحسن الأحوال هم ليسوا بأفضل منهم. وما يحز في النفس هو أن منهم من جاء ليتعلم وبدون أي خبرة سابقة ترجح كفته! فصار لزاماً على معلقينا ومذيعينا أن يخلوا الساحة حتى يكتسب هؤلاء الخبرة ويفقد أبناؤنا ما اكتسبوه ويطويهم النسيان. المتتبع لقنواتنا الرياضية وبرامجها المختلفة يلاحظ ويدرك أن العديد من المواهب المحلية أثبتت وجودها، وفرضت تميزها، ولا شك أن هذا البروز يقف وراءه دعم ومساندة من إدارة هذه القنوات، كما يلاحظ أيضاً أن هناك المتميزين خبرة وحضوراً من أشقائنا المتألقين على شاشاتنا، ولكن لا يخفى على أي متابع أن عدد هؤلاء يتباين بين قناة وأخرى، وأصبح واضحاً من اتجاه الانتقالات أن هناك تمايزاً أيضاً يجعل من بعض القنوات جاذبة ومن بعضها الآخر طاردة، كما لا يخفى على أحد توفر الفرص، وتوزيعها في قنوات واقتصارها على أشخاص محددين في قنوات أخرى. إحدى قنواتنا الرياضية ألغت برنامجاً شهيراً يحظى بشعبية ومتابعة كبيرة وحولته إلى مجرد فقرة في برنامج آخر، والأغرب من ذلك أن الإلغاء شمل مذيع البرنامج الذي لم يعد له وجود ملموس على خارطة القناة! والأمر نفسه ينطبق على المعلقين، حيث بات التعليق على المباريات مقتصراً على أقل من نصف عدد المعلقين، بحيث يعلق الواحد منهم على مباراتين وأحياناً ثلاث في كل جولة، بينما لا يبقى للآخرين سوى المباريات المسجلة أو الأقل أهمية. الأمر المحير ليس في إبعاد أو تهميش هذا المذيع أو ذلك المعلق، لكنه في افتقار بدلائهم لأي مواهب أو قدرات إلا إذا كان عدم وضوح مخارج الحروف ميزة للمذيع وإتقان تقليد معلق شهير في قناة منافسة ميزة للمعلق!. Waleed67@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©