الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

مهرجان «جامعة زايد السينمائي».. عزف منفرد للشباب على أوتار «الفن السابع»

مهرجان «جامعة زايد السينمائي».. عزف منفرد للشباب على أوتار «الفن السابع»
19 مايو 2015 23:17
أشرف جمعة (أبوظبي) فن الصورة المحكوم بشروط الإبداع هو النقطة التي انطلق منها الفائزون في مهرجان جامعة زايد الشرق الأوسط السينمائي، الذي اختتم أمس الأول في مقر الجامعة في أبوظبي وسط حفاوة بالمشاركين الذين اقتنصوا الجوائز من بعض الدول مثل الإمارات ومصر ولبنان وفلسطين حيث مثل فئات المهرجان المتمثلة في «أفضل الأفضل» و«أفضل فيلم روائي» و«أفضل فيلم رسوم متحركة» و«أفضل فيلم وثائقي»، بالإضافة إلى «جائزة المخرج الطموح» منصة لإطلاق نجوم جدد في عالم السينما وهو ما رسخه المهرجان الذي سلط الضوء على أعمال توافرت فيها قوة الفكرة وجمال السرد والحبكة والأداء التمثيلي المتميز والمونتاج والموسيقى والمؤثرات الصوتية والأجواء الإبداعية بعناصرها كافة. وكان الفيلم الإماراتي «الفصل الأخير» هو أول علامة التميز إذ كان أول من حظي بالتقدير والتكريم في الحفل الختامي، حيث حصل على جائزة «المخرج الطموح»، بالإضافة إلى عرض فيلم «من ألف إلى باء» للمخرج الإماراتي المبدع علي مصطفى. احتفال مهيب احتفلت جامعة زايد تحت رعاية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي، وبحضور الشيخ مبارك بن نهيان بن مبارك آل نهيان، والشيخ محمد بن خليفة بن سلطان آل نهيان، والشيخ طحنون بن سعيد آل نهيان، باختتام فعاليات الدورة السادسة لمهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط، وحضرت الحفل، الذي أقيم في قاعة «أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك» في مركز المؤتمرات، الدكتورة ماريلين روبرتس، نائب مدير الجامعة بالإنابة عميدة كلية علوم الاتصال والإعلام، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وحشد كبير من الطلبة، إلى جانب عدد من الفنانين ومشاهير التواصل الاجتماعي والجمهور العام الذين حضروا لدعم المهرجان. الفصل الأخير داخل قاعة «أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك» بجامعة زايد، كان الفيلم الإماراتي «الفصل الأخير» هو باكورة الأعمال التي التي تم تكريمها، إذ حصل المخرج محمد نزار لقمان والمصور صالح بن هلابي على جائزة «المخرج الطموح» وسط تصفيق حاد من الحضور، حيث اشتعل المسرح تحية لهذا العمل الذي جسد «ثيمة الموت» في أجل معانيها، وأعلن لقمان إهداء الجائزة إلى والديه، لافتاً إلى أن فيلم «الفصل الأخير» أخذ منه وقتاً حتى يخرج بهذا الشكل فضلاً عن أنه المشاركة الأولى له في المهرجانات ولم يكن يتوقع الفوز بهذه الجائزة التي يعدها الأغلى لكونها فتحت له المجال من أجل صناعة أفلام إماراتية يصل بها إلى العالمية على حد قوله. وعبر صالح بن هلابي شريكه في الجائزة عن سعادته بالفوز لافتاً إلى أنه اعتمد على تقنيات عالية في التصوير ويتمنى أن يشرّف دولة الإمارات في المحافل المخصصة للسينما، خصوصاً وأن الفوز بجائزة «المخرج الطموح» المشتركة بين مهرجان جامعة زايد السينمائي وجامعة نيويورك للأفلام بأبوظبي، جاءت بلغة سينمائية تشبه التأمل الفلسفي، لشاب يحاول أن يفهم معنى الموت. أسرة فلسطينية أما جائزة أفضل فيلم وثائقي فكان من نصيب الشاب الفلسطيني محمد الفاتح أبوسنينة الذي شارك بفيلم عن المسجد الأقصى بعنوان «تسابيح الجراح» الذي اعتمد على تقنيات عالية في الصورة مع قوة السرد وإنسانية القصة، ويقول أبوسنينة: هذا العمل استغرق عاماً كاملاً لكي يتم تصوير مشاهده خصوصاً وأنه لجأ إلى والدته وشقيقه الأصغر من أجل المشاركة في تجسيد الشخصيات، لافتاً إلى أنه عانى كثيراً من أجل الوصول إلى المسجد الأقصى لتصوير الأحداث، وتقديم صورة إنسانية لحياة بعض الأسر في فلسطين، أبوسنينة يدرس في جامعة دار الكلمة في فلسطين وحاز الجائزة الشرفية للمهرجان. معالم السعادة وفي لفتة طريفة بدت معالم السعادة واضحة على وجه المخرجة الشابة نسمة رشدي فور إعلان فوز فيلمها «لاعب نرد» بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة وفور صعودها على المسرح، ومن ثم تسلمها الجائزة تحدثت إلى الحضور بكلمات بسيطة معبرة إذ أوردت أنها تهدي هذا الفوز إلى روح الشاعر الفلسطيني محمود درويش صاحب قصيدة «لاعب نرد» والتي حملت عنوان الفيلم، مؤكدة أنها حاولت عبر هذه التجربة رد الاعتبار إلى اللغة العربية التي تعاني الإهمال من قبل الجيل الجديد في الوطن العربي، وقد ختمت كلامها بقولها «شكراًَ أبوظبي». فكرة الصدق ومن إحدى العائلات الفنية المعروفة في لبنان والوطن العربي جاء المخرج الشاب كريم الرحباني من جامعة سانت جوزيف في لبنان، الذي ينتمي إلى العائلة الرحبانية الشهيرة، أهم أعمدة الإبداع الموسيقي والغنائي في لبنان، وهو نجل الفنان د. غدي الرحباني وحفيد الفنان الكبير منصور الرحباني، حيث شارك بفيلم «ومع روحك» والذي حاز جائزة «أفضل الأفضل» والتي سلمها له الفنان فادي الرفاعي أحد أبطال فيلم «من ألف إلى باء». رغم المأساة ومن قلب المعاناة صور الشاب الفلسطيني بهاء أبو شنب من جامعة دار الكلمة في فلسطين أحداث فيلمه «قوت الحمام» في الأرض المحتلة مصوراً به حالة الإحباط التي يعيشها بشكل يومي مجموعة العمال الفلسطينيين الذين يعملون لدى المحتل، وهو ما يضاعف حجم معاناتهم من أجل كسب أقواتهم، ويرى أبوشنب أن أفضل من يهديه جائزة «أفضل فيلم وثائقي»، هم هذه الفئة إذ استخدم مفردة الحمام في العنوان دلالة على حالة السلم التي تكتنف هؤلاء العمال رغم المأساة التي يعيشون تفاصيلها بصورة متكررة. على قيد الحياة أما جائزة أفضل فيلم روائي فذهبت إلى فيلم «في ذلك اليوم من سبتمبر» للمخرج كريم جعفر من جامعة سانت جوزيف في لبنان، وهو فيلم يروي قصة خياطة عجوز فقدت ابنها الوحيد في الحرب، إذ يجسد العمل حكاية أم فقدت ولدها لكنها تتوهم بأنها تدير معه حواراً بصفة مستمرة وأنه لا يزال على قيد الحياة بينما الابن كان في عداد الأموات. رؤى عميقة صرح الشيخ محمد بن خليفة بن سلطان آل نهيان بأن مهرجان جامعة زايد السينمائي يحظى باهتمام عربي كبير، وأن مشاركات طلاب الجامعات اتسمت بالكفاءة العالية، وهو ما يدل على طموح الجيل الجديد من الشباب في طرح موضوعات اجتماعية وإنسانية تعبر عن رؤى عميقة للحاضر، وتستشرف آفاق المستقبل، لافتاً إلى دور جامعة زايد في استقطاب الشباب العربي المبدع من أجل المشاركة في صناعة سينما تواكب التطورات العالمية. مثمناً دور الجامعة في دعم المواهب الشابة ورعايتها وتكريمها والاحتفاء بها في واحد من أهم المهرجانات السينمائية صاحبة المكانة الرفيعة على المستويين المحلي والعربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©