أبوظبي (الاتحاد) - بأحجام تداولات لامست الملياري درهم، أكبر حجم تداول يومي منذ بدايات العام 2008، أضاف “ماراثون الأسهم” الذي تشهده أسواق الأسهم المحلية في مستهل تعاملات الأسبوع الحالي أمس، مكاسب جديدة بلغت قيمتها 8,6 مليار درهم.
وارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1,67%، محصلة ارتفاع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1,4% واختراق المؤشر حاجز 3550 نقطة، وتخطى سوق دبي المالي حاجز 2300 نقطة بارتفاع نسبته 2,4%.
وشهدت قاعات التداول في كل من سوقي أبوظبي ودبي الماليين أمس، حالة من الفرحة سادت أوساط المستثمرين الذين أبدوا دهشة لم تعهدها الأسواق منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية في سبتمبر 2008، أعادت للأذهان سنوات الطفرة عامي 2005 و2006 من ارتفاعات بالحد الأعلى 15% لأسهم قيادية مثل سهمي الدار وصروح، وتوجت الفرحة بكسر سهم إعمار حاجز الدراهم الستة.
وعزا محللون ماليون هذه الارتفاعات إلى مستويات سعرية قياسية للأسهم القيادية خصوصاً العقارات والبنوك يتطلع إليها المستثمرون خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن تدفقات نقدية من مستثمرين عرب وأجانب.
وقال المحلل المالي حسام الحسيني إن الحواجز الفنية التي اخترقتها الأسواق الأسبوع الماضي، أطلقت العنان للمستثمرين بأن يضعوا مستويات سعرية أكبر للأسهم القيادية خلال الفترة القادمة، الأمر الذي رفع من طلبات الشراء التي تركزت على أسهم العقارات بالتحديد، وقفزت التداولات إلى قرابة الملياري درهم.
وأضاف أن الأسواق ستواصل نشاطها طالما استمرت المؤسسات المالية في الاحتفاظ بمراكزها من الأسهم القيادية وشراء المزيد منها، موضحاً أن مرحلة من التصحيح باتت ضرورية ومطلوبة بعد هذه الارتفاعات الكبيرة.
واستبعد أن تتعرض الأسواق لعمليات تصحيح حادة في ظل زخم السيولة التي لا تزال تتدفق على الأسواق من جانب مؤسسات مالية محلية وأجنبيةـ، ومستثمرين أفراد عرب بالتحديد كانوا الأكثر شراءً خلال جلسة الأمس.
وحقق الاستثمار الأجنبي في سوقي أبوظبي ودبي الماليين صافي شراء قيمته 83 مليون درهم منه 31,2 مليون درهم للمستثمرين العرب في سوق أبوظبي. ومن جانبه، قال وائل أبومحيسن مدير عام شركة الأنصاري للخدمات المالية، إن مستويات الثقة في أسواق الإمارات وصلت إلى معدلات قياسية تدفع كافة المستثمرين مؤسسات وأفراد إلى زيادة حصصهم من الأسهم عبر عمليات شراء كبيرة تطال كافة الأسهم بدون تفرقة.
وأضاف أن الأسواق لم تعد تخاف من عمليات جني الأرباح، بعدما أثبتت قدرتها على احتواء تأثيراتها في الجلسة ذاتها، وهو ما حدث في جلسة الخميس الماضي، عندما نجحت الأسواق قرب الإغلاق من امتصاص عمليات التصحيح والعودة للارتفاع، وهو ما كان داعماً للارتفاعات القوية أمس.
ودعا أبومحيسن صغار المستثمرين إلى عدم الانجرار وراء المضاربات الشرسة على حد وصفه، مضيفاً أن الارتفاعات يجب أن تكون منطقية ومقاربة لارتفاعات المؤشر العام للسوق، ذلك أن الصعود العشوائي غير المبرر يلحق الخسائر بالمضاربين وبالمتداولين على المكشوف.
وأغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 3527,08 نقطة، وارتفعت القيمة السوقية إلى 526,15 مليار درهم وبلغت قيمة التداولات 1,94 مليار درهم من تداول 1,51 مليار سهم من خلال 12852 صفقة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 70 شركة من أصل 122 شركة مدرجة في الأسواق المالية، وحققت أسعار أسهم 52 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 13 شركة، بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.
وجاء سهم «الدار العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا، حيث تم تداول ما قيمته 253,65 مليون درهم موزعة على 136,57 مليون سهم من خلال 1373 صفقة، وجاء سهم «إعمار» في المركز الثاني من حيث الشركات الأكثر نشاطا، حيث تم تداول ما قيمته 224,69 مليون درهم موزعة على 37,89 مليون سهم من خلال 944 صفقة.
ومنذ بداية العام بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 37,71% وبلغ إجمالي قيمة التداول 59,85 مليار درهم، وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعري 89 شركة من أصل 122 شركة وعدد الشركات المتراجعة 14 شركة.
عدد اليوم
