الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

منتخب مصر يؤكد سيادة الشمال على القمة القارية

12 فبراير 2006
في تقرير لها قالت وكالة الأنباء الألمانية:قد يكون الستار قد أسدل على فعاليات بطولة كأس الامم الافريقية الخامسة والعشرين لكرة القدم إلا أن أصداء هذه البطولة والاحداث التي شهدتها ستظل خالدة دائما في تاريخ كرة القدم الافريقية·ولعل أبرز ما شهدته هذه البطولة هو فوز المنتخب المصري باللقب الخامس له في التاريخ لينفرد المنتخب المصري بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الافريقي الذي كان يتقاسمه مع المنتخبين الغاني والكاميروني ولكل منهما الان أربعة ألقاب ويأتيان في المركز الثاني خلف الفراعنة في عدد مرات الفوز باللقب·ولا يختلف اثنان على أن المنتخب المصري لم يكن الافضل فنيا أو بدنيا وربما خططيا أيضا في هذه البطولة ولكنه نجح في تحقيق الفوز باللقب متفوقا على منتخبات أكثر منه قوة في هذه جميع النواحي·ومن المؤكد أن العنصر الذي رفع نسبة ترشيحات المنتخب المصري قبل بداية البطولة للمنافسة على اللقب كان هو نفس العنصر الذي ساعد الفريق بقوة لتحقيق هذا الانجاز التاريخي وهو عنصر الارض والجمهور·وأعادت البطولة الحياة إلى استاد القاهرة الذي غابت عنه المباريات قبل البطولة بنحو 18 شهرا نظرا لعملية الاصلاحات والتجديدات التي جرت في الاستاد قبل بداية البطولة·كما أعادت للمدرجات رونقها المفقود منذ سنوات طويلة حيث اتسم التشجيع في البطولة بالمثالية ولذلك كانت الجماهير العنصر الاول في تحقيق الفوز باللقب الافريقي الغالي·ويضاف إلى هذا العنصر الالتزام داخل المعسكر المصري أثناء البطولة وعلى الرغم من مشكلة أحمد حسام 'ميدو' التي أثيرت قبل نهائي البطولة بيومين فقط لم يخرج اللاعبون عن تركيزهم أو إصرارهم على حسم اللقب·
وحقق المنتخب المصري الفوز باللقب بمجموعة من اللاعبين المحليين ليس من بينهم سوى ثلاثة فقط من المحترفين·وكان من المقرر أن يخوض المنتخب المصري البطولة وفي صفوفه أربعة من لاعبيه المحترفين ولكن العدد اقتصر على ثلاثة فقط هم أحمد حسام 'ميدو' (توتنهام الانجليزي) وأحمد حسن (بشكتاش التركي) و(عبد الظاهر السقا (جنشلر بيرليجي التركي) بعد إصابة حسني عبد ربه (ستراسبورج الفرنسي) قبل بداية البطولة واستبداله بلاعب محلي·وقل عدد المحترفين في صفوف منتخب الفراعنة إلى اثنين فقط قبل المباراة النهائية اثر استبعاد ميدو لخلافه مع المدير الفني حسن شحاتة ليصبح المنتخب المصري أقل الفرق المشاركة في البطولة من حيث عدد المحترفين·وشهدت البطولة تكرارا لسيناريو البطولة التي فاز بها الفريق المصري عام 1998 في بوركينا فاسو حيث كان الفريق قد أحرز اللقب الافريقي آنذاك بسبب التدرج التصاعدي في مستوى الفرق التي واجهها الفريق في البطولة·وتكرر ذلك في البطولة الحالية التي افتتحها المنتخب المصري بمواجهة ليبيا وفاز الفراعنة بثلاثية ثم المنتخب المغربي وتعادل الفريقان سلبيا وبعدها تغلب الفراعنة على أفيال كوت ديفوار في ختام الدور الاول 3/1 والتقى المنتخب المصري في دور الثمانية مع المنتخب الكونغولي العنيد وتغلب عليه 4/1 وبعدها واجه الفريق السنغالي (أسود داكار) وفاز عليه 2/1 قبل أن يلتقي مع الفريق الايفواري·
وتخلص المنتخب المصري من أكثر من عقدة وكذلك ثأر من عدة فرق خلال هذه البطولة مثل منتخبات ليبيا وكوت ديفوار والسنغال·وعلى الرغم من الفارق في اللياقة البدنية لصالح أفيال كوت ديفوار في المباراة النهائية للبطولة نجح الفريق المصري بفضل إصراره وعزيمته في الفوز باللقب الافريقي رغم استمرار المباراة أكثر من 120 دقيقة هي عمر الوقتين الاصلي والاضافي والوقت الضائع وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي قبل أن تحسمه ضربات الجزاء الترجيحية·ووضح تركيز اللاعبين وهدوء أعصابهم في ضربات الجزاء الترجيحية رغم ضغوط الجماهير·ولم يكن اللقب هو الاول الذي ينتزعه فريق أفريقي بفضل الروح المعنوية للاعبين والاصرار والمساندة الجماهيرية فقد تحقق ذلك أيضا في عدد من البطولات بالقارة ومنها البطولة الافريقية الماضية التي جرت في تونس 2004 وفاز بها نسور قرطاج على ملعبهم رغم أنهم لم يكونوا الافضل آنذاك أيضا·
وجاء فوز المنتخب المصري باللقب في البطولة الحالية بعد فوز تونس باللقب قبل عامين ليؤكد عودة السيادة على عرش اللعبة في القارة الافريقية إلى الشمال الافريقي·وتجدر الاشارة إلى أن ذلك يتزامن مع فوز الاهلي المصري بلقب دوري أبطال أفريقيا والجيش الملكي المغربي بلقب كأس الاتحاد الافريقي 'الكأس الكونفيدرالية' في الموسم الماضي أي أن السيادة الكروية في القارة السمراء عادت إلى الشمال الافريقي على مستوى الاندية والمنتخبات·وانتقلت بذلك السيادة من غرب القارة إلى شمالها بعد أن سيطر المنتخب الكاميروني على اللقب الافريقي عامي 2000 و2002 بينما فاز أنيمبا النيجيري بلقب دوري أبطال أفريقيا في عامي 2003 و2004 ومن أبرز الاحداث التي شهدتها البطولة أيضا والتي كان المنتخب المصري أحد أطرافها أنه تغلب على المنتخب الايفواري مرتين ليثأر من الافيال بجدارة بعد أن كان الفوز من نصيب الافيال في مباراتي الذهاب والاياب بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم·
وإذا كانت أربعة منتخبات من الممثلين الخمسة لافريقيا في كأس العالم 2006 بألمانيا قد سقطت مبكرا بخروج غانا وتوجو وأنجولا من الدور الاول وتونس من الدور الثاني قبل أن يسقط المنتخب الايفواري في النهائي فإن الفرق الكبيرة التي لم تتأهل لنهائيات كأس العالم مثل نيجيريا والكاميرون والسنغال لم تستطع هي الاخرى تعويض إخفاقها في الوصول لكأس العالم·
وبالتالي فإن البطولة تستحق أن يطلق عليها لقب 'بطولة سقوط الكبار' حيث فشل المنتخب الكاميروني في تخطي دور الثمانية كما سقط المنتخب الغاني في الدور الاول وفشل المنتخبان النيجيري والسنغالي في عبور موقعتيهما في الدور قبل النهائي واكتفيا بالمركزين الثالث والرابع على الترتيب·والملاحظ أيضا أن البطولة شهدت تذبذبا في المستوى بالصعود والهبوط في الاداء لدى معظم الفرق المشاركة بما في ذلك المنتخب المصري رغم أنه الفريق الوحيد الذي لم يهزم في أي مباراة خاضها خلال البطولة وكان الافضل هجوما ودفاعا بين الفرق المشاركة·ويرجع الكثيرون السبب في هذا التذبذب إلى غياب العديد من النجوم الكبار لاسباب مختلفة أبرزها الاصابات التي حرمت البطولة من عدد كبير من النجوم·
وشهدت البطولة أكثر من مباراة قمة منذ أيامها الاولى وكانت أبرز مباريات القمة ضمن المجموعة الرابعة 'مجموعة الموت' بين منتخبات نيجيريا وغانا والسنغال بالاضافة للمباراة بين المنتخبين المصري والايفواري·وكانت مباريات دور الثمانية جميعها مواجهات من العيار الثقيل وكان في مقدمتها لقاء المنتخبين الكاميروني والايفواري كما التقت نيجيريا مع تونس حامل اللقب والسنغال مع غينيا مفاجأة البطولة ومصر مع الكونغو الديمقراطية·ومن الطبيعي أن تكون بذلك مواجهات الدورين قبل النهائي والنهائي من مباريات القمة·
واتسمت مباريات البطولة برغبة جميع الفرق في تحقيق الفوز وهو ما وضح في الدور الاول حيث انتهت ثلاث مباريات فقط من بين 24 مباراة في هذا الدور بالتعادل بينما انتهت 21 مباراة بالفوز·كما اتسم الاداء في معظم المباريات بداية من الدور الاول وحتى المباراة النهائية بالحرص على تنفيذ الشق الخططي في اللقاءات على عكس ما كان عليه الاداء في البطولات الاولى لكأس الامم الافريقية وهو ما يؤكد أن البطولة الافريقية لم تتطور على مستوى النجوم فقط وإنما على مستوى الاداء الخططي أيضا·
وشهدت البطولة انهيار فرق كبيرة مثل منتخب جنوب أفريقيا الفائز باللقب عام 1996 وصاحب المركز الثاني عام 1998 والثالث عام 2000 حيث مني الفريق بثلاث هزائم متتالية ليودع البطولة من الدور الاول·ومن المؤكد أن الهزائم الثلاث كانت جرس إنذار للفريق قبل بداية الاعداد لبناء فريق قوي قادر على المنافسة في بطولة كأس العالم 2010 التي تستضيفها جنوب أفريقيا في أول مرة تقام فيها البطولة العالمية بأفريقيا·
وبعيدا عن مستوى الفرق والنتائج التي تحققت نجحت مصر بالفعل في تنظيم بطولة شهد لها الجميع بالنجاح رغم وجود بعض السلبيات المحدودة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©