الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من أرشيف المحاكم مولودة الليلة الحمراء

من أرشيف المحاكم مولودة الليلة الحمراء
28 نوفمبر 2008 01:40
وقف رجل الأعمال أمام رئيس المحكمة وقال بتهكم: بالله عليك يا سيادة القاضي·· هل مثلي يعرف هذا النوع من السيدات ؟ انها كاذبة ولا أعرفها نهائياً ولم التق بها في أي مكان ولا توجد علاقة جنسية أو زواج·· قاطعته المرأة بصوت عال وقالت: هذا الرجل زوجي وأطلب منه إثبات نسب الصغيرة ومستحقاتي الزوجية ونفقة الصغيرة ''ريهام'' التي أنجبتها على فراش الزوجية·· وأخرجت من طيات ملابسها محضر شرطة وقدمته للقاضي قائله بخجل شديد: هذا الرجل أقر بالزواج أمام ضباط مباحث الآداب في محضر رسمي وحرر ورقة عرفية وموثقة بالشهر العقاري وانخرطت في بكاء مرير· هدأ القاضي من روعها وخيم الصمت على قاعة المحكمة مع نظرات وإشارات الغضب من رجل الأعمال الى الزوجة، وكلمات التعجب تنطلق من فمه متسائلاً عن ذلك المحضر الذي خرج في هذا الوقت بالذات دون أن يتذكر متى واين التقى بها وكيف أقر بهذا الزواج ؟·· دقائق قليلة مرت على الهدوء ثم أكد محاميه إنكاره نسب الطفلة ''ريهام'' مدعياً كذب وافتراء الزوجة لحصولها على أمواله وابتزازه· هي امرأة في العقد الثالث من عمرها·· متوسطة الجمال قمحية اللون·· طويلة·· عيناها واسعتان وشعرها طويل·· ترتدي بدلة جينز تفسر تفاصيل جسدها وتحمل طفلتها التي تشبهها وراحت تقول: نعم تزوجت هذا الرجل وعشت معه 4 أيام كاملة في شقة مفروشة استأجرها في حي المهندسين مع أصدقائه· وأضافت: انها تخرجت في مدرسة التجارة المتوسطة ولم تجد عملاً وطرقت الأبواب بلا جدوى إلى أن التحقت بالعمل في إحدى الكافتيريات الكبرى واشترط عليها صاحب العمل ارتداء الملابس القصيرة والضيقة لإظهار مفاتنها وازدادت نظرات رواد الكافتيريا إليها وتطايرت حولها عشرات العروض من السهرات الخاصة جداً ورفضت كل الإغراءات في البداية من أجل الحفاظ على شرفها وسمعتها ولكن ظروفها المادية والأسرية أطاحت بها في بئر الشيطان وتعرفت على الكثير من رجال الأعمال وأصحاب المال وكان هو احد من عاشت في أحضانهم· فقد اطمأنت إليه وعاشت معه بعض الوقت في شقة مفروشة استأجرها خصيصاً لها ولمزاجه الخاص وتلقت منه الهدايا والأموال وكان يتردد بصفة مستمرة على الكافتيريا· وعاودت البكاء وقالت بخجل للقاضي: هذا الرجل عاشرني معاشرة الأزواج وفي كل مرة يؤجل اتمام الزواج الى أن جاء يوم طلب مني أن ارتدي افخر الثياب في حفل سوف يقيمه لاصدقائه بمناسبة صفقة حققت له مكاسب كبيرة وتم الاتفاق مع أحد المطاعم لتقديم وجبة العشاء وفي الميعاد المحدد حضر ومعه بعض فتيات الليل واصدقائه وتناولنا العشاء·· وتراقصت الفتيات بملابسهن الخليعة وتطايرت أكواب الخمر بين الأصدقاء·· ودخلت الفتيات والرجال الى الغرف لممارسة الجنس وأنا دخلت معه أيضاً في إحدى الغرف وفجأة سمعت طرقات عالية على الباب وفي لحظات كان ضباط مباحث الآداب في غرفة النوم وتم اقتياد الجميع الى قسم الشرطة وتحرر محضر آداب لي ولبنات الليل واثناء التحقيق اعترف لضابط المباحث انه زوجي عرفياً وان العقد عند المحامي حتى يمكن توثيقه وأحضر المحامي عقد زواج عرفي وقدمه في تحقيقات النيابة وأقر الزوج في محضر الشرطة بالزواج وأمام وكيل النيابة وعلى ضوء ذلك تم إخلاء سبيلنا· خرجت بعد ذلك في حالة صعبة·· أبكي بشدة ورفضت العودة لأسرتي إلا متزوجة من رجل الأعمال وفعلاً عشت معه في الشقة المفروشة أكثر من ثلاثة أشهر تقريباً وفوجئت بآلام في البطن وعندما ذهبت الى الطبيب علمت بأنني حامل وعندما أخبرته ضربني وحاول إجهاضي بأي طريقة وقتلي أيضا حتى يتخلص مني عن طريق دس سم فئران في الطعام ولكن شاء قدري أن أعيش وحررت محضراً بذلك ولكن أمواله ونفوذه كانت اقوى مني وتم تغيير المحاضر وبعد عدة أشهر انجبت الطفلة ''ريهام''· ذهبت إليه أكثر من مرة ولكنه طردني من مكتبه ولم يرق قلبه مرة واحدة للطفلة· وأمسكت الزوجة طفلتها بقوة وصرخت في وجهه وطالبته بالنظر جيداً في وجه الطفلة لإثبات أن ملامحها اقرب الى ملامحه· وصرخ رجل الأعمال وتقدم الى منصة القاضي وقال وهو يضحك ساخراً: هل تسمح لي يا سيادة القاضي بأن أقول لك إن هذه السيدة كانت تبيع جسدها لمن يدفع أكثر·· وقاطعه القاضي وطلب منه الالتزام بالآداب العامة وهدده بإخراجه من الجلسة· وقال رجل الأعمال: نعم يا سيادة القاضي لقد تذكرت هذه السيدة·· انها فتاة كانت تقضي معي ليلة حمراء لا أكثر ولم أشاهدها من قبل حيث أحضرها لي سائق تاكسي من الكافتيريا مقابل مئتي جنيه في الليلة وأثناء ممارسة الجنس معها القي القبض علينا وعندما تحدثت مع المحامي فور ضبطنا أشار عليّ بأن أقول في المحضر إنها زوجتي عرفياً وان عقد الزواج مع المحامي على أن يقوم المحامي بفبركة عقد زواج عرفي بيني وبينها حتى نخرج من قضية الآداب والفضائح وهذا ما حدث فعلاً وتم إخلاء سبيلنا ولم اتحدث معها بعد ذلك وقطعت اي اتصال معها لانها كانت تريد مني الزواج حتى استر عليها وهذه السيدة لا تستحق نفقة لانها باعت نفسها من قبل· واستكمل محامي رجل الأعمال الحديث وطلب من القاضي الإطلاع على محضر الزوجة ورفض نسب الطفلة الى رجل الاعمال نهائياً وإحالة السيدة وطفلتها ورجل الاعمال للطب الشرعي لإجراء تحليل البصمة الوراثية لبيان ما اذا كانت الطفلة تحمل جينات وراثية لرجل الاعمال من عدمه· ونظر اليه رئيس محكمة استئناف القاهرة وقال إنه عملاً بنص المادة 17 من قانون تنظيم اجراءات التقاضي في محكمة الاحوال الشخصية التي أجازت قبول الدعوى اذا كان الزواج ثابتاً بأي كتابة ومن ثم يكون إقرار الزوج بالزواج في محضر شرطة الآداب حين ضبط المدعى عليه مع المدعية يعد كافياً لإقامة الزواج لذلك حكمت المحكمة بإثبات نسب الصغيرة ''ريهام'' الى رجل الأعمال وأحقيتها في النفقة
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©