الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرطة أبوظبي تدرب الكلاب البوليسية للكشف عن سوسة النخيل الحمراء

شرطة أبوظبي تدرب الكلاب البوليسية للكشف عن سوسة النخيل الحمراء
7 أغسطس 2010 20:30
وداعاً للمبيدات الكيماوية للقضاء على سوسة النخيل الحمراء... ووداعاً للتأثيرات الجانبية منها على المزروعات، فمع تدريب الدفعة الأولى من الكلاب البوليسية على ملاحقة رائحة سوسة النخيل الحمراء في مختلف مراحل نموها، بات من السهل وضع اليد على الجرح ومعالجة آفة هذه السوسة التي كان من المتوقع أن تقضي على إنتاج البلح - وهو من النتاج المحلي المهم جداً في الإمارات. بدأت الفكرة مع شرطة أبوظبي التي لجأت إليها شركة الفوعة للتمور، وتمتلك مزارع عديدة في العين وأبوظبي، للاستشارة حول الوسائل الناجعة، فجاءت الفكرة في استخدام الكلاب البوليسية في هذه المهمة، ذلك أن الكلاب تلاحق الرائحة التي تدربت على ملاحقتها وتكتشف عمّا لا تستطيع العين المجرّدة كشفه، وهكذا تتم معالجة مواقع السوسة الحمراء في شجر النخيل من دون اللجوء إلى رش المبيدات كيفما اتفق خوفاً من انتشارها وتغلغلها، كما يتم التخلص من الشجر المصاب بشكل واسع فيبعد عن الشجر السليم كي لا تنتقل الإصابة. فكرة مبتكرة قسم الكلاب البوليسية تحت إدارة التفتيش الأمني في شرطة أبوظبي، مقسم إلى فروع متعددة، منها فرع الكلاب المتخصصة بالمخدرات وغالبية استخدامها في منافذ الدولة، وتلك المتخصصة بالمتفجرات، وفرع لأعمال الشغب وآخر لملاحقة الأثر.. ويخبرنا المقدم جمال جمعة حبش، مدير إدارة التفتيش الأمني- الكلاب البوليسية في شرطة أبوظبي، عن بداية التفكير منذ العام 2009 باستخدام الكلاب البوليسية للكشف عن سوسة النخيل الحمراء، وهي فكرة مبتكرة بدأتها الإمارات انطلاقاً من شرطة أبوظبي، كما يشير إليها المقدم حبش، ويقول «جاءت الفكرة من شركة الفوعة للتمور وهي تابعة للحكومة، على أساس التعاون من أجل إيجاد حلول من أجل القضاء على سوسة النخيل الحمراء. فاقترحنا عليهم أن نحاول تجربة الكلاب البوليسية للكشف عن السوسة، وذلك بناء على أن الأخيرة لها رائحتها وإفرازاتها ومراحل نموها. وهكذا تم استقدام ستة كلاب من الخارج في سن صغيرة (ثمانية شهور) وبدأنا بتدريبها على شمّ إفرازات السوسة بمختلف مراحلها منذ تكوينها الأولي. والكلاب المدربة تتمكن من تمييز روائح هذه المراحل كلّها». وعن تخصصات الكلاب البوليسية، يضيف «بطبيعة الحال، للكلاب البوليسية لدينا في الإدارة تخصصات متنوعة، منها الكلاب المتخصصة بالكشف عن المخدرات، وثانية للكشف عن المتفجرات، وثالثة لتتبع الأثر من خلال الرائحة، وأخرى للقضاء على الشغب، وفرق الكلاب للإنقاذ الدولي بشهادة من جمعية الأمم المتحدة، بالإضافة إلى فريق متخصص بالعروض التي تقوم بها الشرطة». وهل استخدمت هذه الكلاب من أجل الكشف عن سوسة النخيل الحمراء، يشرح المقدم حبش أنه تم اختيار كلاب جديدة من أجل تدريبها على سوسة النخيل استقدمت خصيصاً لها»، وبالتالي لا يجوز استخدام كلاب تدربت على أنواع أخرى من الروائح ويضيف «لا نزال في الإطار التجريبي، إذ أننا نتعاون مع شركة الفوعة للتمور بأسلوب علمي وعملي، إذ بدأنا العمل على الأرض مع هذه الكلاب منذ سنة ونصف السنة، بينها أربعة أشهر لم نعلن فيها عن تجربتنا هذه، وبعد أن حصدنا نتائج جيدة جداً تم استبيانها من تقييم حصيلة العمل ككلّ، تم الإعلان عن فكرة شرطة أبوظبي في عروض مختلفة». ويشير إلى أن أهمية فكرة استخدام الكلاب البوليسية المدرّبة تكمن في أن هذه الكلاب تستطيع الاستدلال على السوسة في جذع الشجرة التي ليس بوسع العين المجردة رؤية السوس المتغلغل فيها. ويقول «نحن أول دولة عربية أدخلت نظام كشف الكلاب البوليسية المدرّبة عن سوسة النخيل الحمراء، وهذه الوسيلة وفّرت الكثير على المزارع من رشّ مبيدات قد يكون لها تأثيرها الجانبي». أما عن أماكن التجربة المستمرة، فشرح أنه، وبناء على التعاون والاتفاق مع شركة الفوعة، التي لها مزارع عديدة في منطقة العين، تشكل العمل الأساسي في العين، على أن يطوّر في مراحل لاحقة، وبالاتفاق مع الشركة عينها ليطال عدداً من المزارع الأخرى». وعن فوائد الكشف عن السوسة بواسطة الكلاب المدرّبة، يقول المقدم جمال «ثمة فوائد عديدة، منها عدم استخدام المبيدات بكثرة أو المواد الكيميائية والتي لها تأثيرات جانبية على المزروعات، وأيضاً يتم إبعاد الشجرة التي تغلغلت فيها هذه السوسة عن الأشجار السليمة فيحول ذلك من تمدّد انتشار السوسة إلى الأشجار الأخرى التي لا تزال سليمة فلا تصاب بها، لأن انتشار السوسة في شجر النخيل مكلف جداً في القضاء عليه في العادة». ويضيف «إن المصائد الفورمونية والضوئية لا تزال مستخدمة، ولكنها تلتقط السوسة عبر جذبها إليها ولكنها لا تكشف السوسة داخل جذع الشجرة، لأن الكلب المدرّب يشتمها ويشير إليها، فتتم معالجة المكان». سلالات أصيلة بناء على نجاح العمل مع الكلاب البوليسية التي تولت إدارة التفتيش الأمني- الكلاب البوليسية أو K9، ثمة خطة تطويرية لها عبر استقدام كلاب جديدة أخرى على طريق إنشاء قسم خاص للكلاب البوليسية المدرّبة على الكشف عن هذه السوسة. فالدفعة الأولى قامت على استقدام ستة كلاب من أوروبا من سلالات الشيفيرد الألماني واللابرادور وجولدن ريتريفير والمالينوا. وهي سلالات أصيلة، غير أن السلالات المختلطة في بعض الأحيان تكون مثلها مثل السلالات الأصيلة. هكذا وبعد مرحلة التجربة على الحلّ الذي قدّمته شرطة أبوظبي والتي أثبتت نجاحها بعد تدريب الكلاب، تعمد الشرطة إلى التقدم والتطور في استراتيجيتها للقضاء على سوسة النخيل لما لذلك من بعد اقتصادي وحاجة اقتصادية على الدولة. لذا، فقد تلقى مدربو الكلاب الستة الذين استقدموا لهذا الاختصاص، دروساً عن سوسة النخيل الحمراء من الجانب العلمي، وتعرفوا على مختلف مراحل نموها وإفرازاتها، بواسطة عيّنات لهذه السوسة وفّرتها شركة الفوعة. وفي هذه الخطة، بحسب المقدم حبش «زيادة عدد المدربين وعدد الكلاب المدرّبة، وتوسيع رقعة انتشار العمل في المزارع الأخرى بالتعاون والتنسيق بين الشرطة وبين الشركة المذكورة، وفقاً لاتفاقية عقدت بين الطرفين، ويجري العمل راهناً على البحث في الآلية القادمة التي تقضي باستخدام هذا النظام وتعميمه على المزارع كافة». ويلفت إلى أن «هناك خطة تطويرية مع الجهات الحكومية، سيعلن عنها في حينها». يذكر أن الكلاب البوليسية المدربة في مختلف أقسامها أو تخصصاتها تعمل في دوام «متعب»، كما وصفه المقدم حبش، لأنه يمتد لأربع وعشرين ساعة بين تدريب وعمل في المطارات والمنافذ وفي الملاعب وسواها من الأماكن وفق اختصاصاتها. ولها عيادتها البيطرية الخاصة التي يجرى فيها الفحوصات والعلاجات وكل العمليات الطبية البيطرية، وهي مفتوحة أيضاً لتقديم الخدمات للجمهور. وثمة 180 مدربا للكلاب في دوامات تناوب، و9 أطباء بيطريين وثلاثة مشرفي تغذية، ولكل قسم أو اختصاص لدى الكلاب المدربة عيادته الخاصة. مزرعة الفوعة بدوره يشيد المهندس إياس محمد شريف مدير مزرعة الفوعة العضوية التابعة لشركة الفوعة في العين بالتعاون البناء والهادف مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي لتنفيذ المشروع حتى تحقيق الانجاز، موضحاً أن مزرعة الفوعة تعتبر واحدة من إدارات شركة الفوعة ومن أكبر مزارع النخيل العضوية بالعالم حيث تضم أكثر من 60 ألف نخلة والتي تطبق نظام الزراعة العضوية وفقاً للنظامين الأوروبي والأميركي والمعتمدة من قبل مكتب التفتيش والتصديق الايكوسيرت العالمية. ومن هذا المنطلق تقوم إدارة المزرعة من خلال قسمي البحث والتطوير والعمليات الزراعية بوضع برامج للوقاية والمكافحة للآفات التي تصيب النخيل والبحث عن وسائل آمنة ومتوافقة مع نظم الزراعة العضوية. ويقول إن سوسة النخيل الحمراء تعتبر من أخطر الآفات التي تهدد مستقبل زراعة النخيل لاسيما في المزارع العضوية نظراً لعدم وجود مبيدات عضوية متخصصة أو مواد طبيعية فعالة لهذه الآفة خصوصاً لأطوار الحشرة الكاملة وإن وجدت فهي عالية التكلفة، وكذلك صعوبة اكتشاف الإصابة نظراً لوجودها داخل جذع النخلة حيث تقوم أنثى السوسة بوضع بيوضها في الأنسجة الغضة والجروح الناتجة من عملية «التكريب» وإزالة «الرواكيب» ومنطقة الفسائل حول النخلة وتنتج عن تلك البيوض يرقات صغيرة تتغذى من الأنسجة الحية محدثةً أنفاقاً تنفذ خلالها إلى داخل جذع النخلة لتكمل دورة حياتها بالتغذية على الأنسجة الناقلة محدثةً تلفاً شديداً في النخلة مما يؤدي إلى ضعفها تدريجياً وموتها. ويذكر أنه جرى البحث عن طرق وآليات جديدة للوقاية والتي من ضمنها الكشف المبكر للإصابة لمنع انتشار أجيال جديدة من الآفة إلى النخيل المجاورة وجاءت فكرة الاستعانة بالكلاب البوليسية في الكشف المبكر للنخيل المصابة بالسوسة كوسيلة فعالة وآمنة في اكتشاف الأثر وذلك بعد البحث والتعرف على المجالات الواسعة لاستخدام الكلاب البوليسية في مجال الجريمة والإنقاذ والمتفجرات والكشف عن الأغذية في المطارات وتجارب عالمية مشابهة. ويضيف «قمنا بطرح الفكرة على الإخوة في قسم التفتيش الأمني -k9 في العين وأبدوا إعجابهم واقتناعهم من إمكانية نجاح الفكرة وحماسهم للعمل والذي تجسد في تشكيل فريق العمل وإعداد برنامج التنفيذ وبدأنا التجربة الأولية في مارس 2008 والتي استغرقت ثلاثة أشهر من العمل المتواصل تضمنت تدريب 3 كلاب على التعرف على رائحة السوسة ونواتج الإصابة ومن ثم اختبار كشف الأثر في مقر قسم التفتيش الأمني-الكلاب البوليسية أو k9 في العين ومزرعة الفوعة، وكانت النتائج مشجعة جداً للاستمرار في تجارب موسعة ونأمل في حال نجاح الفكرة إدراجها ضمن برنامج مكافحة السوسة بالمزرعة بالتعاون مع وحدة الكلاب البوليسية». وزارة البيئة والمياه من جهتها، تعمل وزارة البيئة والمياه في حملتها للقضاء على سوسة النخيل في مختلف إمارات الدولة، وسألنا المهندس سعيد البغّام، المنسق العام لحملة القضاء على سوسة النخيل الحمراء في وزارة البيئة والمياه، عن رأيه باستخدام شرطة أبوظبي للكلاب المدربة في الكشف عن السوسة، وعن الأساليب الأخرى المستخدمة. يشير المهندس البغّام إلى أن الوزارة، في حملتها، تحاول قدر المستطاع عدم استخدام المبيدات بشكل واسع لما لبعضها من تأثيرات جانبية على المزروعات، ولذا تقوم في باستخدام المصائد الفرمونية والضوئية التي تجذب السوسة فتدخلها ولا تتمكن من الخروج منها، فتضع بيضها فيها فتقلّ نسبة تغلغلها وانتشارها في الأشجار. والمصائد الفرمونية هي عبارة عن روائح فرمونية (جنسية) كما العطورات، تجذب الحشرات إليها في نظام تجعل خروجها بعد الدخول عملية مستحيلة، وذلك من خلال مواد سائلة كما المياه تلتقط السوسة. وفي العادة، الروائح الفرمونية متخصصة وفق أنواع الحشرات المطلوب جذبها». وعن المصائد الضوئية، يقول «الإنارة المستخدمة تجذب إليها أيضاً الحشرات فتموت الحشرات حين تدخل إليها». ويشير إلى أنه «بالوسع الحدّ من إصابة أشجار النخيل بالسوسة الحمراء عبر المصائد وعبر ما ابتكرته شرطة أبوظبي في أسلوب البحث عن الإصابات غير المرئية في أشجار النخيل بالسوسة الحمراء باستخدام الكلاب المدرّبة، إنما ليس بالوسع القول بأن ذلك سيقضي تماماً على هذه السوسة». ويعتبر المهندس البغّام أن أسلوب البحث عن سوسة النخيل الحمراء عبر استخدام الكلاب المدرّبة، يقوم أيضاً على شمّ الروائح التي تصدرها هذه السوسة في مختلف مراحل نموّها. ويرى من الناحية الاقتصادية، أن حملة الوزارة وكل الجهود المرافقة تحقق نتائج ايجابية ملموسة على الأرض، وتعتبر اقتصادياً نتائج جيدة. ويشير إلى دور المزارعين في ملاحقة سوسة النخيل ومعرفتهم بأساليب المعالجة عبر عمليات التبخير والتطهير وتنظيف الأماكن المصابة عبر استخدام فوسفات الألمنيوم لمعالجة الأماكن التي انتشرت فيها السوسة، كما عبر تعقيم المخازن الزراعية المستخدمة. ويشير إلى أن الحملة قد شارفت على نهاية المرحلة الأولى منها والتي بدأت في العام 2009، وتستمر إلى العام 2011، وأنه بعد الانتهاء من هذه المرحلة الأولى، بالوسع إصدار النتائج الملموسة لها، وبالتالي بالوسع معرفة كم كانت الأساليب المستخدمة للقضاء على سوسة النخيل الحمراء - على تنوعها واختلافاتها - وسائل ناجعة ومجدية وأدت أو لم تؤد إلى حصيلة يرضى عنها. ويضيف «في إطار عملنا، اكتشفنا أن في الإمارات نوعا مميزا من الفطر المحلي وقد سجل كبراءة اكتشافا في وزارة البيئة والمياه، وتمت دراسته لنجد أنه من الفطريات المحاربة للحشرات المؤذية للمزروعات، وهذا النوع من الفطر المحلي يتميّز بأنه متخصص في مهاجمة الحشرات فقط، ولا يؤثر سلباً على المزروعات الأخرى كالأشجار وأنواع الخضار المختلفة. وبالتالي يمكننا البحث بشكل دائم عن الأساليب الناجعة التي تبعدنا قدر المستطاع عن استخدام المواد الكيميائية». سوسة النخيل المميتة اسمها العلمي Rhynchophorus ferrugineus أما رتبتها فهي غمدية الأجنحة (كليوباترا)، وفق موسوعة الويكيبيديا باللغة العربية، وهي حشرة كاملة التطور، تمر بمراحل البيضة واليرقة والعذراء والحشرة الكاملة، ولها ثلاثة أجيال في السنة ويعتبر الدور اليرقي هو الطور الضار. موطن هذه الحشرة الأصلي الهند، وقد انتشرت في العديد من دول العالم، ويرجّح وفق اختصاصيين أنها انتقلت عبر الأسمدة غير المعالجة بشكل صحيح، فانتشرت في المملكة العربية السعودية وباكستان وإندونيسيا والفلبين وبورما وسريلانكا وتايلاند والعراق والبحرين والكويت وسلطنة عمان ومصر والأردن واسبانيا وإيران واليابان والإمارات العربية المتحدة. اكتشفت أول إصابة بها في المملكة العربية السعودية في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية في بداية العام 1987، ومن ثم انتشرت في مناطق مختلفة وأصبحت أخطر آفة تهدّد النخيل في الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يبلغ طولها حوالي 4 سم وعرضها 1 سم، لونها بني مائل إلى الإحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، لها خرطوم طويل هو أقصر عند الذكر منه عند الأنثى. تعيش الحشرة حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويمكن مشاهدتها على مدار العام ولكن ذروة مشاهدتها تكون في شهري مارس ويونيو وفي الصيف. وتبيض الأنثى منها من 200 إلى 300 بيضة ثم تبدأ بنهش قلب النخلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©