السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم البليهي يقرأ مفهوم الجهل وعلاقته بالتحول إلى المعرفة

إبراهيم البليهي يقرأ مفهوم الجهل وعلاقته بالتحول إلى المعرفة
18 مايو 2012
أبوظبي (الاتحاد) - نظمت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مساء أمس الأول، في مقرها بالمسرح الوطني بأبوظبي، محاضرة للمفكر إبراهيم البليهي عضو مجلس الشورى السعودي، تحت عنوان “كيف يكون للجهل علم؟”. وفي تقديمه للمحاضر البليهي، قال الباحث الموريتاني محمد ولد عبدي “في الحقيقة أنه ليس من السهل تقديم مفكر كبير بحجم البليهي، وهو المفكر الذي مَرْكَزَ نفسَه في دائرة الأسئلة الصعبة والإشكاليات الشائكة، وتلازم في حياته العلمُ والعملُ، فكان المثقفَ العضويَ بامتياز، حيث تدرج في العطاء الوظيفي، رئيساً لبلديات مناطقَ عدةٍ بالمملكة العربية السعودية “منها منطقة حائل، فالمنطقة الشرقية، فالقصيم”، إلى أن أصبح عضواً في مجلس الشورى، وكذا في العديد من المؤسسات الرسمية والهيئات العلمية والثقافية والخيرية”. وأضاف ولد عبدي “هي رحلة حياتية معطاء، توازيها وتصاقبها رحلة فكرية ثرة لا تكاد تركن إلى معطى حتى يستحثها التأملُ، فتنقدح في فكر صاحبها أسئلةٌ لحوح تحزُّ في مفصل الراهن ورهانات المستقبل، فمن فلسفة اليونان إلى فلسفة العلم المعاصر، ومن سؤال التراث إلى سؤال الأخلاق، ومن فقه القانون إلى قانون الفقه، ومن البرمجة الثقافية وحصون التخلف إلى تأسيس علم للجهل، رحلة تنسرب في مضايق الفكر وإشكاليات واقع الأمة ومستقبلها”. وقال “أسس مفكرنا مشروعاً حضارياً، كتاباً كتاباً وحواراً حواراً ومحاضرة محاضرة، فأخرج منه حتى الآن الكتبَ التالية: “بنية التخلف” و”وأد مقومات الإبداع”و “الإنسان كائن تلقائي” و”الانتظام والاقتحام” و”التغيرات النوعية في الحضارات الإنسانية” و”القيادة والانقياد” و”الريادة والاستجابة” و”الإبداع والاتباع”. واستهل إبراهيم البليهي المحاضرة بمناقشة ما يسميه “علم الجهل”، حيث انطلق من تصورات قبلية على شكل مسلمات مؤداها أنه ينبغي أن نؤسس علماً لما قبل العلم، أي للجهل على افتراض أن الثقافة هي معطى قبلي قائم على ما يسميه البليهي بالتلقائية، وأنها أي الثقافة تقوم على جملة من المعطيات القبلية التي تلقنها لذويها وتوجههم بمسار حياتهم أفراداً وجماعات، بينما العلم قائم على الكسب والتحصيل، لكنه يظل في خدمة تلك المسلمات القبلية، وهو ما يسميه البرمجة الثقافية. ويرى البليهي أن تلك البرمجة تظل متحكمة بالمجتمعات إلى أن تشهد هذه الأخيرة صدمة حضارية تقيم بها قطيعة معرفية مع تلك المسلمات. وأشار البليهي إلى أن الثقافة باعتبارها معطى تلقائياً وقبلياً تنطلق من مسلمات لا تفتأ تصبح جهالات تعتقد أنها معرفة مطلقة، أو حقائق مطلقة بينما هي مجرد جهالات تصب في مصلحة العقل الجمعي وأن أي معرفة جديدة تشكل في البداية صدمة، ثم مع الوقت يبدأ العقل الجمعي يتقبلها شيئاً فشيئاً ثم تصبح مشاعة ومعروفة بشكل متداول. وأضاف البليهي “ثم ينسى العقل الجمعي أنه في يوم من الأيام قد عارضها”، وقدم مثالاً على ذلك وهو أن الآلة الحديثة “الفاكس، الهاتف” لم تتقبله البنية الاجتماعية، وقد تحول الآن إلى حالة عادية، كأنه لم يرفض في يوم من الأيام. واختتم البليهي أفكاره بأنه من أجل أن ندخل في مرحلة، لا بد أن نتجاوز صراع الثقافات وأن نؤسس الحضارة الإنسانية على التآخي والحوار والتقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©