الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة نقص الكهرباء «تشعل» صيف الشرق الأوسط

أزمة نقص الكهرباء «تشعل» صيف الشرق الأوسط
6 أغسطس 2010 22:39
تشعر سمر حسن بالضجر بسبب انقطاع الكهرباء الذي يضرب منطقتها في العاصمة اللبنانية بيروت، أما سميرة أحمد من مصر، فهي تشعر بالأسف لأن زوجها أدخل التيار الكهربائي بصورة غير قانونية إلى المنزل الذي يعيشان فيه بأحد المناطق العشوائية في ضواحي القاهرة. وخرج الناس في العراق إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة للاحتجاج على انقطاع الكهرباء في يونيو الماضي ما أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة آخرين بعد تدخل الشرطة. وتزداد قضية انقطاع الكهرباء خطورة في فصول شهر الصيف بالمنطقة. ومع اشتداد حرارة الطقس في أشهر الصيف، تحتدم مشكلة الكهرباء في مختلف أنحاء المنطقة. وأدت التنمية الاقتصادية إلى زيادة استهلاك الطاقة، حيث يبادر السكان إلى شراء المزيد من أجهزة التكييف والثلاجات والأجهزة الكهربائية الأخرى التي تستهلك الطاقة. وتتزايد الحاجة إلى تبريد الغرف وتناول المشروبات المثلجة عندما تبلغ الحرارة 50 درجة مئوية وتنتشر سحب الدخان بسبب زيادة عدد السيارات على الطرق. ولكن بالنسبة للكثيرين في دول الشرق الأوسط، يمثل استمرار الإنارة ليلاً تحدياً. وتقول سمر حسان، ربة منزل في بيروت وهي تشعر بالضجر، إن مشكلة انقطاع الكهرباء لا تنتهي وإن اللبنانيين شعروا بالإرهاق. ومثل آخرين يحتاجون إلى الكهرباء على مدار اليوم، فإنها تضطر لدفع قيمة فاتورتين إحداها لشركة الكهرباء الحكومية والأخرى لتغطية نفقات مولد كهربائي خاص. وتبث الحكومة إعلاناً عبر التلفزيون اللبناني تتعهد فيه بتوفير الكهرباء “قريباً” على مدار الساعة حيث يجري بناء محطات توليد جديدة بتكاليف مرتفعة. ولكن الكثيرين توقفوا عن تصديق هذه الإعلانات بعد سنوات من الحنث بالوعود وسوء الإدارة المتفشي في شركات الكهرباء. ويقول مالك رضوان وهو موظف في بنك في متوسط العمر إنه لن يعيش ليرى اليوم الذي تتوافر فيه الكهرباء في لبنان على مدار اليوم. وبالنسبة للعراقيين، فإن العقوبات الخارجية وسوء الإدارة الداخلية والفساد وبالطبع الحروب جعلت العراقيين يقضون غالبية الليالي في الظلام. ويمكن لانقطاع الكهرباء أن يستمر حوالي 20 ساعة في اليوم ما دفع وزير الكهرباء للاستقالة في الآونة الأخيرة بسبب الاحتجاجات الحاشدة. وتواجه البلاد أزمة سياسية منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في مارس الماضي وتتناقص المؤشرات على قرب توصل الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية. وتتعلق الآمال على تولي وزير جديد ينجح في علاج مشكلة الأسلاك المتدلية في الشوارع حيث يسحب المواطنون الكهرباء بطريقة غير قانونية من أي مصدر. ويقول ناصر حسين الذين يعمل بأحد مشروعات الكهرباء لصالح الحكومة العراقية “نعمل لإيجاد مصادر بديلة للطاقة”. وتتضمن الأفكار المطروحة للدراسة زيادة الاعتماد على القطاع الخاص وتوفير مولدات كهرباء للسكان. وأقر بأن الكهرباء من المحطات التي تديرها الحكومة تستمر حوالي 6 ساعات في اليوم. وبينما تعود مشاكل البلاد إلى أيام الحرب العراقية­ الإيرانية في الثمانينيات وفرض عقوبات في التسعينيات من القرن الماضي كعقاب على غزو الكويت، فإنه يلقي باللوم بشكل كبير على الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 في استمرار مشاكل الكهرباء. وأخفقت واشنطن في تجسيد الوعود التي قطعتها على نفسها رغم إنفاق المليارات على مشروعات الطاقة ما يجعل الولايات المتحدة مجرمة في نظر الكثيرين. وعودة إلى لبنان، فإن انقطاع الكهرباء يعود إلى أسباب عدة. ويقول ساهر مهدي المقيم في بيروت : “أليس كافياً أنه نحن اللبنانيين دمرنا محطات الطاقة لدينا أثناء الحرب الأهلية. وحالياً توجد دائماً مشكلة بين لبنان وإسرائيل التي تقصف ما تبقى من محطات الطاقة”. وأسفرت الحرب الأهلية الوحشية التي استمرت بين عامي 1975 إلى 1990 عن تدمير البنية التحتية في البلاد. وتتعطل عملية إعادة البناء البطيئة والمكلفة بفعل البيروقراطية التي يراها الكثيرون أنها غير ملائمة في أفضل الأحوال. وتسبب عدم الاستقرار الذي أحدثه اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 والحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006 في تفاقم مشكلات اللبنانيين. وتبدو الأمور عسيرة في الدول التي يبدو ظاهرياً أنها تعيش في حالة سلام. وفي أغلب الأحيان، تكون القطاعات المحتاجة للكهرباء لتحقيق النمو هي نفسها التي تعتمد عليها شرائح عديدة من المجتمع لتحقيق الرخاء على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال تجذب السياحة في مصر رؤوس أموال أجنبية وإيرادات كبيرة، ولكن انقطاع الكهرباء مؤقتاً في مدن مثل أسوان والأقصر بالقرب من منطقة وادي الملوك التاريخية لا يساعد على جذب مزيد من الزائرين ويقلص الأرباح. وتركزت الحلول الحكومية بوجه عام على إدارة انقطاع التيار الكهربائي رغم أن زيادة عدد السكان بمعدل سريع تتطلب مزيداً من الكهرباء، كما تحتاج الشركات إلى مساحة للنمو. وتقول سميرة أحمد، (46 عاماً) التي تعيش في منطقة عشوائية بالقاهرة، إن الحكومة لا توفر الكهرباء في المنطقة التي نعيش بها وليس أمامنا فرصة. وتؤكد أن الحصول على الكهرباء بطريقة غير قانونية يبقى هو الخيار الوحيد.
المصدر: بغداد، بيروت، القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©