الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحيّ يحييك «1 - 2»

الحيّ يحييك «1 - 2»
20 أغسطس 2017 21:42
عزاؤنا في فقيد الخليج والوطن العربي أنهُ سيبقى خالداً في القلوب، ورمزاً من رموز الفنّ الأصيل الجميل، سيبقى رمزاً من رموز الكوميديا البسيطة التي تتعدى رسم الابتسامة على الشفاه لتصلّ للقلوب، رحمَ الله الفقيد الفنان «عبدالحسين عبد الرضا». عبد الحسين عبد الرضا برز مع كوكبة عملاقة من الفنّ الخليجيّ والكويتي خاصة، حيثُ كانت رسالتهُم الأساسية الهادفة هي إسعاد المُشاهد، السعادة التي أدت أغراضاً عدة في المُجتمع الخليجي آنذاك وحتى الآن، فهي ناقشت قضايا مُجتمعية في قالب ساخر كوميدي، ما بسّط المُشكلات العامة وبسّط الهوم على مستوى العائلة أو الفريج، وبدت في المُمثلين، وأخص ذكرهم الراحل عبد الحسين عبد الرضا، الجُرأة في طرح القضايا وإبداء حُرية الرأي بطريقةٍ غاية في الأخلاق وغاية في الكوميديا العفوية، كما في مسرحية «فرسان المناخ»، فكان عبد الحسين جُزءاً من الجمهور وجُزءاً من فريق العمل، كان يُقدّم رأيه كرأي إنسان من عامة الناس لا مُمثلاً يتلقى نصاً يحفظهُ ويصعد به لخشبة المسرَح! «درب الزلق»، المُسلسل الاجتماعي الكوميدي الذي أضحك الملايين ولا يزال يفعل ذلك حتى الآن، حفظنا منهُ شخصية «حسينوه» الأخ الكبير لـ «سعد»، وهو الممثل «سعد الفرج»، حفظناها لأنها تحدثت بلسان كُل من عايش تلك الحقبة الزمنية 1977، وما جرى فيها من نقلة للفرجان عند «تثمين البيوت»، حيثُ يحظى من يتم تثمين بيته بالثراء، وتتوالى أحداثُ المسلسل التي كانت غايةً في العفوية وغاية في الحميمية بين أفراد العمل، حتى أنّ المُشاهد إلى الآن يظنهُم عائلةً واحدة في بيتٍ واحد بأحداث واقعية لشدة الإخلاص والقُرب والتفاهم بين المُمثلين، ولشدة التقدير والاحترام المُتبادل الذي تفتقدهُ الساحة الفنية اليوم، كما شاهدت مقابلة للفنان «سعد الفرج» في أحد البرامج التلفزيونية تسألهُ المُذيعة: «تم تكريم عبد الحسين عبد الرضا بتسمية مسرح باسمه، فمتى يأتي دورك؟»، فقال مُبتسماً: «تكريم عبد الحسين هو تكريم لنا جميعاً ولا فرق بيننا»، هكذا أخلاقُ الذين جعلوا من الفنّ زمناً جميلاً خالداً في الأذهان. اشتُهر عبد الحسين عبدالرضا بحُبه للناس ومُساعدته لهُم حتى في أداء أدواره كان يُعزز هذه الصفات ويُبرزها حتى صارت سمة من سمات المُسلسل، وأصبحت تُضيف قيمة أخلاقية عالية، برز فيها كثيراً في أول الثمانينيات مع المُمثلة «هيفاء عادل» التي قامت بدور نورة في مسلسل «عتاوية الفريج»، كما حمل أوبريت أول المسلسل قيمة فنية أخلاقية عالية، حملت مشاعر مختلفة ومتداخلة ظهرت مع صوت عبد الحسين عبدالرضا وهيفاء عادل بانسجامٍ مُتقَن خالٍ من الابتذال، فكانت بين فرح واستغاثة ومُساعدة وإحساس عالٍ بالمسؤولية تجاه الغير، وبالأخص تجاه «الفريج الذي عاش فيه عتيج». الحيّ يُحييك بالمعاني السامية يُحييك بالابتسامة والفرح والسرور التي يحملها لك أينما كُنت، هذا ما حملته لنا جميع مُسلسلات وأوبريتات عبد الحسين عبدالرضا، صاحب الصوت القوي الجميل، وصاحب الأداء الصادق، لم يحمل لقب مُمثل كمعنى لأنهُ لم يُمثل علينا الكوميديا، بل قام بعفويته بتقديم وطرح عفوي لتدخُل الابتسامة إلى كُل بيت، ويفرح كُل «فريج»، هذا ما أدخلته علينا جميع أعماله، أذكر منها أوبريتاته مع رفيقة دربه «سُعاد العبدالله» صاحبة المبادئ الراقية والرسالة الهادفة، تلك الأغاني التي حملت الفرح والسرور، وجعلت المُستمع والمُشاهد يحلمون ويُنصتون ويعيشون، الجميل أنهُم يحلمون وهُم مستيقظون وهذه صنعة الفنان المُحترف! إجادة إدخال المُستمع أو المُشاهد لأجواء النص بكلماته ورحابة سمائه، ما جعلّ الحياة تدُبُ في كُل مهموم أو مُشاهد ليرى في هذهِ الشخصية روحاً يُحبها، يتسلى بأعمالها، وفي كثير من الأحيان تُحل مُشكلات مُجتمع أو بيت بفضل فكرة أو مقترح أو رسالة هادفة وصلت من تلك الأعمال تماماً كما ناقش مسلسل «درس خصوصي» موضوع الطلاق بين الزوجين، طارحاً أسباباً وموضحاً حلولاً بطريقة جميلة لا تخلو من الفكاهة. نوف سالم - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©