الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«تاتا» للسيارات تغازل أثرياء الهند

«تاتا» للسيارات تغازل أثرياء الهند
1 يونيو 2014 22:01
ترجمة: حسونة الطيب عندما قامت شركة تاتا الهندية بطرح سيارتها الرخيصة نانو في 2009، بشرت بأنها ستعمل على تغيير حياة الملايين من الفقراء في الهند، خاصة من الذين ينتمون للطبقة الوسطى. لكن السيارة فشلت في جذب العملاء لتتراجع مبيعاتها بنسبة كبيرة، نتيجة للصورة التي تتسم بها من تدنٍ في الجودة وضعف في قوة المحرك. وتسعى الشركة في الوقت الحالي لاستعادة مبيعاتها، من خلال طرح فئة جديدة أطلقت عليها اسم «نانو تويست»، مستهدفة الشباب والمقتدرين من الناس. وزودت الموديل الجديد بمزايا إضافية مثل، عجلة القيادة التي تعمل بـ«الباور سترينج» و«ستريو» ملحق به جهاز «بلوتوث»، وإمكانية فتح السيارة دون استخدام المفاتيح. لكن ينبغي على شركة تاتا الانتظار، حتى تتأكد من ثمار جهودها الجديدة وإمكانية جذب العملاء. وربما يجد الزبائن صعوبة في قبول ارتفاع سعر «نانو تويست» إلى 236 ألف روبية (4 آلاف دولار)، أي ما يعادل ضعف الموديل الأول تقريباً. كما أنه ليس من الواضح أيضاً، ما إذا كان في مقدور «تاتا» الاستحواذ على الحصة السوقية من الشركات المنافسة الأخرى مثل، «ماروتي وشيفروليه وسوزوكي وهيونداي»، التي تطرح جميعها سيارات مماثلة في الحجم في سوق الهند. ويفضل بعض العملاء مثلاً، سيارة «ماروتي سوزوكي» على «نانو»، نسبة لقوة محركها وسرعتها والمساحة الأكبر المتوافرة للأرجل. وكانت تحدو «تاتا» طموحات كبيرة عندما طرحت «نانو» لأول مرة، مستهدفة العملاء الذين يسعون للانتقال من مرحلة الدارجات الهوائية للسيارات. وتكمن المشكلة، حسبما يرى المحللون، في أن مشتري المرة الأولى في الهند، لا يبحثون عن قلة السعر فحسب، بل عن مميزات أخرى مثل قوة المحرك خاصة أن محرك «نانو» بحجمه البالغ 624 سنتيمتراً مكعباً، أقل من العديد من محركات الدراجات الهوائية ويضعف أداؤه عند السير على الطرقات السريعة أو المناطق المرتفعة. كما أثرت العديد من التقارير الخاصة بحالات اشتعال السيارة خلال عام 2010، على مبيعاتها أيضاً، رغم إصرار الشركة على عدم وجود أخطاء في الموديل، وأن سياراتها مزودة بكل مواصفات السلامة المطلوبة. وأعلنت الشركة، أنها ملتزمة بكل معايير السلامة المطلوبة في الهند بما في ذلك، اختبار تحمل الصدمات الأمامية عند سرعة 30 ميلاً في الساعة. ودفعت «تاتا» ثمناً غالياً مقابل هذه الإخفاقات، خاصة أنها تملك موديلات «لاند روفر وجاكوار» الفاخرة. وجاءت المبيعات دون طاقة مصنع الشركة في ولاية جوجرات التي تقدر بنحو 250 ألف سيارة سنوياً. ووفقاً للأرقام الواردة عن «تاتا»، تراجعت المبيعات إلى 21 ألفاً خلال عام 2013 - 2014، من واقع نحو 54 ألفاً في 2012 - 2013. ويقول رانجيت ياداف، مدير قسم السيارات الخصوصية في تاتا: «فشلت السيارة في جذب العملاء من منطلق سعرها الرخيص. لكنها لم تفشل، بل ربما أنها لم تنجح في تحقيق خيال المستهلك الباحث عن المزيد من المميزات». وتخطط الشركة لإجراء بعض التعديلات على الموديل، للوصول إلى صغار المستهلكين من الشباب أو الذين يسعون لاقتناء سيارة ثانية. يُذكر أن الموديل الجديد ساعد في زيادة مبيعات الشركة، بما بين 10 إلى 15% خلال شهرين فقط. وأضاف رانجيت: «تعرضت السوق خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية، لتغيرات كبيرة صحبها تغيير في المستهلك أيضاً. ونحن نقوم بإنتاج الموديل كسيارة ذكية توافق نمط المدن والقاطنين فيها، بعكس الموديل السابق الذي ركز على السعر». وارتفعت نسبة المشترين لموديلات «تاتا» والذين تتراوح أعمارهم بين 24 و34 عاماً خلال السنوات الخمس أو الست الماضية، إلى 40% من واقع ما بين 15 إلى 18%. ويرى بعض المحللين أن الطريق ما زال طويلاً أمام «تويست»، حتى تصبح منافساً قوياً بالنسبة لسيارة ماروتي الأكثر شعبية في البلاد التي تقدر مبيعاتها الشهرية بنحو 25 ألفاً، مقابل ألف سيارة لموديل «تويست». ويعتقد بعض خبراء المركبات في الهند، أن «تاتا» في حاجة لتغيير نهجها، سيما أن نجاح «ماروتي» يعود إلى الذكاء الذي تتبعه الشركة في طريقة تسويقها، خاصة في المناطق الريفية. وتتصيد الشركة الأوقات المناسبة مثل، بعد وقت الحصاد عندما تمتلئ جيوب المزارعين بالأموال، أو عند مواسم الأعراس. نقلاً عن: «إنترناشونال نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©