بيروت (الاتحاد) - هناك ثقافات عديدة تؤمن بقدرة الشوكولاتة الشفائيّة، حيث تمّ منحها اسماً علميّاً هو كاكاو “الثيوبروما”، أي “غذاء الآلهة”. واعتقدت حضارة المايا قديماً بأنّ الشوكولاتة لديها قدرات شفائيّة كبيرة، لذا كانوا يستخدمونها لعلاج العديد من الأمراض، بدءاً من تخفيض الحرارة، ووصولاً إلى علاج الأزمات القلبيّة والالتهابات الجلديّة.
وفي مكسيكو الوسطى، كان شعب “الأزتيكس” يعتقد أنّ الحكمة والقوّة تأتيانه من تناول ثمرة شجرة الكاكاو، وبأنّ لها خصائص مغذّية ومقوّية وحتّى محفّزة جنسيّاً. وقد أعطوها قيمة كبيرة، وأضافوها في تصنيع المشروبات، واستخدموها في مناسباتٍ دينيّة وملكيّة مهمّة. لكنّهم لم يتمكّنوا من زراعة حبوب الكاكاو في أرضهم لأنّ مناخ بلادهم شديد الجفاف. وعوضاً عن ذلك، كانوا يتاجرون بالحبوب مع بلدان أخرى أو كانوا يفرضونها كضرائب على الشعوب التي يتغلّبون عليها.
تسمم الحمل
وأعلن باحثون أن النساء اللواتي يتناولن الشوكولاتة مرة واحدة على الأقل أسبوعياً تقل احتمال إصابتهن بمرض تسمم الحمل، إلى حوالى 40%. واستنتجوا أن الحوامل اللواتي يتناولن 5 ألواح من الشوكولاتة أسبوعياً أقل عرضة للإصابة بمرض “تسمم الحمل” من غيرهن، إلا أنهم لا يعرفون حتى الآن سبب الإصابة بهذا المرض، وكان لأطفالهن الأعلى تركيزاً بمادة ثيوبروماين، في الدم بالحبل السري الأقل عرضة للإصابة بحالة “تسمم الحمل”.
وتعلق الدكتورة “اليزابيث تريشي” من جامعة ييل بنيوهافن الأميركية “أن الشوكولاتة الداكنة غنية بمادة الثيوبروماين التي تنشط القلب، وترخي عضلات الجسم، وتساعد علي تمدد الأوعية الدموية، والتي يمكن استخدامها لعلاج آلام الصدر، وارتفاع ضغط الدم، وتقوية الشرايين”.
وقد ازدهرت شهرة الشوكولاتة كمحفّز جنسي داخل البلاط الملكي الفرنسي، واعتاد الأطبّاء الفرنسيون على استخدامها لمعالجة “منكسري القلوب”، وحتّى اليوم ما زال العشّاق يعتبرون الشوكولاتة محفّزاً للغرام. من جهةٍ أخرى، ووفق بعض الأبحاث، تحتوي الشوكولاتة على مئات المواد الكيميائيّة التي تؤثّر على دماغ الإنسان، لذلك فإنّ تناولها يحفّز الدماغ على إفراز مواد تعطي دافعاً طبيعيّاً يُشعِر الإنسان بالسعادة كما لو أنّه في حالة حبّ.
وجبة خفيفة صحيّة
وتقول اختصاصية التغذية كريستيل بشّي جدعون رئيس نقابة اختصاصيي التغذية
وتنظيم الوجبات لـ(الاتحاد): “اكتُشفت شجرة الكاكاو، التي تحتوي على البذور التي تُعتبر المكوّن الأساسي لصناعة الشوكولاتة، قبل حوالى ألفيّ عام، في الغابات الاستوائيّة الأميركيّة التي تشهد أمطاراً غزيرة. إنّ معظم أنواع الشوكولاتة، هي عبارة عن مزيج مكوّن من الكاكاو الصلب والدّهون والسكّر، وقد تحتوي أحياناً على الحليب عند تصنيعها. ويتمّ تحميص حبوب الكاكاو، وفرزها وطحنها لاستخراج الشوكولاتة السائلة التي تحتوي أيضاً على زبدة الكاكاو”. وقد يكون للشوكولاتة فوائد كبيرة، لكنّ أنواعها لا تُصنّع بالطريقة نفسها، أمّا عن الفوائد الصحيّة الموجودة فيها فهي تتركّز في أنواع الشوكولاتة السوداء والصلبة، والتي تمثّل الخيار الأفضل. فالشوكولاتة السوداء غالباً ما تحتوي على نسبة أقلّ من الدهون والسكّر، وتكون خاضعة لأقلّ نسبة معالجة.
وقد أشارت الدّراسات إلى أنّ الاعتماد على الشوكولاتة الدّاكنة كجزء من نمط الحياة الصحيّة، يمكن أن يساهم في تحسين صحّة القلب، من خلال تحسين تدفّق الدم في الأوعية الدمويّة، وتعديل ضغط الدم، وتخفيض نسبة الكوليسترول السيئ LDL، إضافة إلى زيادة تدفّق الدم إلى الدماغ، وتحسين معدّل السكّر في الدم، وإفراز الأنسولين، ما يساعد في تخفيض خطر الإصابة بداء السكّري.
حقائق وغرائب
وتختم جدعون أن هناك نظريّات تقول إنّ تناول الشوكولاتة يؤدّي إلى تلف الأسنان، إلا أنّه ليس بالضرورة حدوث ذلك، فقد أُثبت علميّاً أنّ قطعة صغيرة من الشوكولاتة تُحدث ضرراً في الأسنان أقلّ ممّا تُحدثه الفاكهة المجفّفة، لأنّ الشوكولاتة تذوب مباشرة بعد تناولها، على عكس الفاكهة المجفّفة والسكّريات القاسية التي تجعل السكّر يلتصق بالأسنان.
كذلك هناك إرشادات تقول إنّ الإفراط في تناول الشوكولاتة يؤدّي إلى ظهور حب الشباب في الوجه، وهذا ليس صحيحاً. ولكن على من يعانون الصداع النصفي أن يتجنّبوا تناول الشوكولاتة، كونها تزيد من الصداع.
عدد اليوم
