الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوجبات السريعة والدسمة تهدد حياة مرضى السكري

الوجبات السريعة والدسمة تهدد حياة مرضى السكري
18 مايو 2013 20:57
السكّري مرض العصر، حيث تُعتبر نسب انتشاره في معظم دول العالم مرتفعة جدّاً، مع توقّعات بأن تزيد نسب الإصابة به خلال السنوات القادمة، فهذا المرض يصيب الصغير والكبير على السواء مسبّباته معروفة ومضاعفاته كذلك، وعلاجه يتطلّب وعياً من قبل المريض والطبيب على حدّ سواء، والإهمال في علاجه يؤدّي في أغلب الأحيان إلى وفاة المريض، ويوصف بالعدوّ الذي يمكن مصادقته عبر تعزيز الوعي العام والحدّ من الإصابة به. رنا سرحان (بيروت) - ارتفاع السكر بالدم ناتج عن خلل في خلايا البنكرياس المعروفة بـ BETA CELLS ما يؤدي إلى داء السكري. ويتراوح المستوى الطبيعي للسكّر في الدم ما بين 70 و110 مجم لكلّ 100 مللتر دم، فإذا زادت النسبة عن 120 فهذا مؤشّر على إمكانيّة حدوث إصابة بالمرض مستقبلاً، وإذا تجاوزت 130 فالشخص يعتبر مريضاً بالسكّري”. هذا ما أكده الدكتور كميل زين الأخصائي في أمراض الغدد الصمّاء والسكّري عن داء السكري، موضحاً أن هذا المرض يجعل الجسم غير قادر على استخدام السكّر الممتصّ من الطعام في الدم “إذ يتكسّر الطعام داخل المعدة ويتحوّل إلى نوع من السكّر يسمّى “الجلوكوز” والذي يأخذ طريقه إلى الدم، حيث يقوم البنكرياس بإفراز هرمون الأنسولين الذي يسمح لخلايا الجسم بأن تستخدم الجلوكوز، وبذلك تعطي الجسم الطاقة، ويُخزَّن السكّر الزائد عن حاجة الجسم في أماكن مختلفة من الجسم كالكبد والعضلات والخلايا الدهنيّة”، ما يؤدّي إلى ارتفاع نسبة السكّر في الجسم وتفاعله مع أنسجة الجسم المختلفة، الأمر الذي يعرّضها لضرر كبير على مدى سنوات في حال لم تتمّ السيطرة عليه.. وبتعبير آخر داء السكّر Diabetes Mellitus “هو مجموعة من الأمراض الاستقلابيّة التي تتميّز بوجود فرطٍ في سكّر الدم نتيجة عيب في إفراز الأنسولين”. أعراض السكري ويضيف الدكتور كميل زين، أن للسكري جملة أعراض أبرزها، “كثرة التبول، جفاف في الفم ما يتسبب في العطش الدائم، هبوط في الوزن، تعب وخمول، آلام في الأطراف خاصة في القدمين، اضطراب في الرؤية “على المدى البعيد وفي حال لم يتم علاجه بشكل مناسب ومنتظم قد يؤدي إلى ضرر على مستوى النظر وقد يسبب عمى البصر”. كما يعاني مريض السكّري من الشراهة في تناول الطعام في بعض الأحيان، أمّا إهمال علاج هذا المرض فيؤدّي إلى مضاعفات منها، الفشل الكلوي، السكتة الدماغيّة، العمى، أمراض قلبيّة، وأمراض في الأعصاب والأوعية الدمويّة والغرغرينا وغيرها. ويعتبر داء السكري من الأمراض المهمة التي تتناقل وراثياً، كما يمكن أن تسببه مشاكل عضوية في البنكرياس جراء عمل جراحي، “أي في حال أن المريض خضع لعملية جراحية في السابق وأدت إلى فشل في دور وظيفة البنكرياس، أو ربما أثناء حادث سير أدى إلى تأذي البنكرياس، أو ربما بسبب إصابة البنكرياس بمرض السرطان”. لا يكون مرض السكّري بارتفاع مستوى السكّر في الدم فقط، حسبما يقول زين، وإنّما في انخفاضه كذلك، وفي كلتا الحالتين قد يتعرّض المريض لما يسمّى “غيبوبة السكّري”، وهي نوعان، واحدة تنتج عن ارتفاع السكّر وهي حالة يفقد فيها الإنسان وعيه وأسبابها هي إهمال علاج السكّري، وأخرى تنتج عن انخفاض السكّري نتيجة الاستعمال السيئ للأدوية المخفّضة للسكّر مع إهمال بعض الوجبات. وعن الأنسولين الذي يضبط حركة السكر وانتظامه في الدم وهو المنبه لمريض السكري، يشرح زين قائلاً: “الأنسولين هرمون يُفرَز عن طريق غدّة البنكرياس الموجودة في الجزء الخلفي والسفلي للمعدة، ويساعد الجسم على استخدام الغذاء وتحويله إلى طاقة تستفيد منها خلايا الجسم، وهو ضروري للحفاظ على المستوى الطبيعي للسكّر في الدم، ولا يمكن للإنسان أن يعيش من دونه.. ويتمّ تناوله عن طريق الحقن بواسطة حقنة أو مضخّة أنسولين”. التوتّر والقلق وبحسب دراسات أوروبية متطورة، حسبما ذكر زين، فإن التوتّر والقلق يعدان من الأسباب التي تحفّز الجسم على إفراز هرمونات تزيد من ارتفاع مستوى السكّر في الدم، وإنّ تناول الطعام أثناء التوتّر يزيد من ارتفاع مستوى السكّر كما يزيد من الوزن أيضاً. وينصح أخصائيون بإجراء عمليّات جراحيّة لمريض السكّري إذا كانت نسبة سكّر الدم ضمن المجال الطبيعي، وبعد السيطرة عليه مع ضرورة اتّخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء العمليّة الجراحيّة وبعدها. ويتم علاج مرضى السكري بحسب ما يلفت بطريقتين: الأولى: يعالج بالأنسولين وهو العلاج المثالي في حال إصابة المريض بفشل كلوي. الثانية: ضرر نسبي على مستوى خلايا البنكرياس، أي خلل في التوازن ما بين إنتاج الأنسولين ووجود فائض من الجلوكوز “سكري الدم”، ويعالج عبر عقاقير طبية تعمل على تحفيز الخلايا التي تفرز الأنسولين من خلال التقليل من إنتاج السكر عن طريق الكبد. ولا يسبّب الإفراط في تناول الحلويّات فقط داء السكري بل كلّ ما قد يؤدّي إلى السمنة وتخزين الوحدات الحراريّة في الجسم، بالإضافة إلى عوامل الوراثة وغيرها. كما أنّ الاعتماد على الأعشاب أو الطبّ الشعبي كعلاج للسكّري يُعتبر طريقة بدائيّة للتعامل مع هكذا مرض، على الرغم من أنّ بعض هذه الأعشاب تساعد على تخفيض الوزن والذي بدوره يساهم بخفض مستوى سكّر الدم، كما أنّ تناول الأعشاب يؤدّي إلى مضاعفات مجهولة علميّاً، لذلك لا يُنصَح بتناولها إلا إذا كانت معروفة بخلّوها من الأضرار كالبابونج والمريميّة وغيرها. وعن النظام الغذائي لمريض السكري يرى زين، أنه من المهم أن يمتنع المريض عن تناول الوجبات السريعة والسكر والنشويات والحلويات بأنواعها واستبدالها بالقليل من النشويات السمراء، أي الأرز والباستا والسكر الأسمر. كما أن عليه التقليل من اللحوم الدسمة، والمقالي والزيوت والإكثار من أكل الخضراوات، كما أن تناول الموالح والفواكه لا يؤذي مريض السكري في حال تناولها بكميات معتدلة”. السمنة سبب رئيسي يؤكد الدكتور رئيس الجمعيّة اللبنانيّة للغدد الصمّاء والسكّري والدهينيّات أكرم إشتيه، أن البدانة هي السبب الأساسي وراء ارتفاع نسبة الإصابة بالسكّري، على أنّ البدانة والوزن الزائد هما السبب الذي يكمن وراء ارتفاع نسب الإصابة بمرض السكّري لا سيّما في دول الخليج العربية، مشيرا إلى أهميّة اتّباع النمط الغذائي الصحّي والسليم وممارسة الرياضة بصورة منتظمة والتشخيص المبكّر له واستخدام العلاج المناسب من أجل السيطرة عليه والتقليل من مضاعفاته. وعن أنواع المرض يشرح إشتيه: “النوع الأوّل، يصيب الأطفال والشباب دون سنّ الثلاثين، ويحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذاتيّة، حيث تُدمّر وتُتلف كلّ خلايا “بيتا” المنتجة لهرمون الأنسولين في البنكرياس. وهنا يعاني المصاب بهذا النوع من السكّري من نقص تام في إنتاج الأنسولين ولذا لابدّ من علاجه بالأنسولين بشكل دائم ودون انقطاع. أما النوع الثاني، فهو الأكثر شيوعاً وغالباً يصيب كبار السنّ “بعد سنّ الثلاثين”، ولهذا النّوع علاقة كبيرة بالسمنة وبعامل الوراثة وعدم ممارسة الرياضة وغيرها. وفي هذا النوع تكون ممانعة خلايا الجسم لعمل الأنسولين كبيرة ولا يستطيع البنكرياس إفراز كميّة كافية للتغلّب عليها، ولذلك يحتاج المريض إلى تناول الأدوية “الحبوب” لمساعدة البنكرياس على إفراز المزيد من الأنسولين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©