إسرائيل تنفذ مناورات عسكرية في شبعا

بقي الحذر الشديد سائداً في المنطقة التي شهدت مواجهات بين الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني الذي أبقى وحداته منتشرة في حالة من الجهوزية العالية لمواجهة أي عمل عدواني تقدم عليه إسرائيل. في المقابل، نفذت القوات الإسرائيلية مناورات بالذخيرة الحية داخل مزارع شبعا المحتلة ونفذ الطيران الحربي والمروحي الإسرائيلي غارات وهمية على علو متوسط في أجواء مناطق النبطية وإقليم التفاح ومرجعيون والخيام وبنت جبيل، وشوهدت دورية إسرائيلية بين المطلة ومسكاف عام قبالة العديسة. وكثفت قوات الطوارئ الدولية من دورياتها في المنطقة لمراقبة ما يجري على جانبي الحدود، وشوهدت العديد من آليات الـ”يونيفل” العسكرية تجوب الخط الأزرق في منطقة القطاع الأوسط. في غضون ذلك، بدأ لبنان تحركاً ديبلوماسياً لمواجهة المزاعم الإسرائيلية التي تحاول تحميله مسؤولية ما حصل في العديسة، وفي هذا الإطار، استدعى وزير الخارجية علي الشامي سفراء الدول الأجنبية والعربية المعتمدين في لبنان، ووضعهم في أجواء التحرك اللبناني وشرح لهم حقيقة ما حصل اول من امس، مشدداً على أهمية التعاون والتنسيق مع الـ”يونيفل” وطالباً منهم نقل الصورة إلى حكومــات بلادهم لدعم ومؤازرة لبنان في المحافل الدولية وممارسة الضغط على إسرائيل من أجل الكف عن انتهاكاتهــا وتنفـيذ القرار 1701. وادرج السفير السعودي علي عواض العسيري الخرق والاعتداء الإسرائيلي في خانة إجهاض النتائج الإيجابية للقمة السعودية – السورية – اللبنانية وزعزعة الاستقرار.أما السفير السوري علي عبدالكريم علي أن موقف سوريا مما حصل واضح وعبّر عنه الرئيس بشار الأسد. من جهته، شدد سفير إسبانيا خوان كارلوس غافو على أن بلاده تدعم التحقيق الذي تجريه الـ”يونيفل” بالكامل ونفى ما تردد عن وقوف القوات الدولية مكتوفة الايدي في العديسة وقال: “بالعكس، فإنها بذلت كل الجهود للحؤول دون تدهور الوضع”. وكان القائد العام لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب الجنرال البرتو اسارتا قطع إجازته وعاد إلى لبنان وترأس ليل أول من امس اجتماعاً لكبار المسؤولين في الجيش اللبناني والإسرائيلي وبحضور منسق الأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز. وحث اسارتا باسم الـ”يونيفل” الطرفين على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي عمل قد يؤدي الى زيادة التوتر والى الاستفادة من آلية الاتصال والتنسيق مع القوات الدولية وخصوصاً في الشؤون المتعلقة بالخط الأزرق من أجل الحد من إمكان حصول أي سوء تفاهم قد يؤدي الى سوء تفاهم متعمد. وذكرت أوساط الوفد اللبناني أن رئيس الوفد اللواء عبدالرحمن شحتيلي أكد أن مسؤولية ما حصل في العديسة تقع على عاتق إسرائيل التي خرقت الخط الأزرق، مؤكداً رفض لبنان التسليم بأي أمر واقع تحاول إسرائيل فرضه بخروقاته المستمرة للخط الأزرق والسيادة اللبنانية. وأعلن أن موقف لبنان واضح ولا لبس فيه وهو انه ملتزم بالقرار 1701، داعياً الإسرائيليين للالتزام به. وأكد إصرار الجيش اللبناني على مواجهة أي خرق للسيادة اللبنانية وقال: “إن المواجهة التي قام بها لم تكن حادثاً فردياً، بل هي بقرار وهناك أوأمر أعطيت للعسكريين بفتح النار وهذا هو قرار الجيش”.