السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..تدويل القضية السورية

غدا في وجهات نظر..تدويل القضية السورية
18 مايو 2013 18:53
المؤتمر الدولي... رهانات متناقضة يقول د.رضوان السيد: تبدو الجدالات بشأن المؤتمر الدولي حول سوريا، وكأنما لم يجر الاتفاق على شيء. فهناك أولاً النقاشات بشأن صعوبة عقد المؤتمر. والصعوبات آتية من المعارضين وانقساماتهم في نظر النظام وإيران، وهي آتيةٌ من النظام وإصراره على العنف والقتل في نظر الثوار. وهناك ثانياً النقاشات بشأن مضامين الاتفاق وتوقيتاته. وأهمُّ نقطة خلافية فيه هي مصير الأسد. فالمعارضون مصرُّون على أنه لا تفاوض إن لم يذهب الأسد ونظامه. وأهل النظام وأنصاره والإيرانيون يذكرون أنّ الأسد هو الذي سيقود المرحلة الانتقالية، وقد يترشح بعد انتهاء مدته في أواسط عام 2014! ويأتي ثالثاً معنى الصلاحيات الكاملة للحكومة الانتقالية، وهل يعني ذلك الاستغناء عن الأسد تماماً بعد ترشيح المفاوضين من جانبه. تشابهت القاعات واختلفت المحتويات يرى د. سالم حميد: في الوقت ذاته الذي كانت فيه المحكمة تضج بما يثير الاستغراب والتّعجّب، كانت جامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين خلية نحل تضج بحركة الشباب اليافعين الذين ينشغلون بالتحضير لندوة بذلوا فيها قصارى جهدهم لتخرج بالشكل المذهل الذي يعبّر عن أبناء الوطن الذين غرسهم زايد وتعهدهم خليفة بالرعاية والاهتمام. الوقت هو ذات الوقت... والقاعتان المتباعدتان في المواقع تشتركان في بعض الملامح منها تلك الإمكانيات الكبيرة، التي وفرتها الدولة في مبانيها، والتي تعبّر عن مدى اهتمامها بالإنسان. ففي قاعة المحاضرات بجامعة الإمارات توافرت إمكانيات يسبقها طلاب تعهدتهم الدولة كبقية مواطنيها منذ أن كانوا أجنّة في بطون أمهاتهم بالرعاية الصحية والمتابعة اللصيقة التي وفّرت أمامهم كل سبل التعليم العالمية المتاحة، وها هم يتحرك بعضهم هنا ويلتف بعضهم هناك، منهمكين في أداء ما توزعوه بينهم من أدوار للخروج بالندوة إلى شكلها الذي عبّر عن عنوانها الذي اختاروا له مسمى «وعد للوطن»، وجاءوا بمحاضرين من أبناء الوطن الذين سبقوهم بالتجربة وتفيؤا ثمار الوطن الحاني الذي لم يبخل على مواطنيه ومقيميه وحتى الشعوب الأخرى في مختلف أرجاء الكرة الأرضية، محققاً ما رسمه مؤسسوه وقادته الحاليون من نموذج عصري مثّل معجزة القرن الحديث، معلنين في الوقت ذاته أن أهداف الوطن وحبّه ومكتسباته ومجتمعه خطوط حمراء لا تقبل التجاوز. تدويل القضية السورية يتساءل د. شملان العيسى: لماذا الاهتمام الدولي في سوريا الآن؟ ولماذا دعت الدول العظمى الولايات المتحدة وروسيا لاجتماع دولي في جنيف 2 لمناقشة القضية السورية؟ وهل هنالك احتمال لنجاح المؤتمر؟ وما هي المعوقات الرئيسية التي تعوق نجاحه؟ يعود الاهتمام بسوريا إلى حقيقة أن سوريا لاعب أساسي في التصورات السياسية في الوطن العربي، فهي المحرك الأساسي في السياسة اللبنانية والقضية الفلسطينية وتأثيرها كبير على كل من العراق منذ الغزو الأميركي له عام 2003، كما أنها الداعم الأكبر لـ«حزب الله»، في لبنان وحركة «حماس» في غزة. ما دفع الدول الغربية للتدخل اليوم بعد مرور أكثر من عامين على المذابح الدموية التي تشهدها الساحة السورية، هو تدفق «الجهاديين» الإسلاميين من كل أنحاء المعمورة بمن فيهم جهاديو تنظيم «القاعدة»، وهذا ما يقلق الغرب ويدفعه للتدخل لإنهاء الصراع الدموي خصوصاً بعد مؤشرات على استعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المحظورة عالمياً. العربي: ليبرالي أم إسلامي؟ أشار د. خليفة علي السويدي إلى أنه في منطقة الخليج العربي اليوم، نجد صراعاً كان خفياً، لكنه بدأ ينتقل من السرية إلى العلنية، وهو صراع الهوية التي عاشها صاحبنا ابن القضية الفلسطينية. فهناك تيار واضح المعالم يسمي أهله أنفسهم بتيار الليبرالية أو هكذا يوسمهم غيرهم، وهو تيار من تطرف من أهله، لا يرى للقيم مكاناً في حياته، لقد أعجبته الحياة الغربية بكل انفتاحها، وربما تفسخها الأخلاقي. لكنهم قد لا يجاهرون بهذه القضية تقديراً منهم للمرحلة الزمنية. وفي مقابلهم تيار إسلامي تطرف هو الآخر في رسم معالمه، أنكر كل مقتضيات الحضارة المعاصرة وكأن الإسلام جاء لعصر جدت فيه البشرية في قرن من الزمن. فمن شاء دخول الجنة عليه بجنة جماعته أو حزبه فهم الفرقة الناجية وغيرهم «أمة هاوية». إذا سقطت «الحضارة الغربية»...ماذا نفعل؟! استنتج خليل علي حيدر أن الخوف من الهجرة الإسلامية يشكل عنصراً أساسياً في نمو أحزاب أوروبا اليمينية المتشددة. وتهدد العنصرية بتقويض أسس منظومة القيم الأوروبية، وتضع دول ومجتمعات القارة أمام حقائق وصراعات جديدة. ففي السويد يرفض «الحزب الديمقراطي» مبدأ «التعددية الثقافية»، ويعزو ارتفاع معدلات الجريمة في البلاد إلى المهاجرين، يطالب بوقف الترويج لتعدد الثقافات. ويُظهر حزب «الفنلنديون الحقيقيون» المتشدد عداءً سافراً للمهاجرين، تماماً مثل حزب الحرية الهولندي، الذي يتميز بعدائه للإسلام والمسلمين، ويرفع شعار «جرائم أقل، مهاجرون أقل، مسلمون أقل». السؤال الآن: هل سيكون العالم العربي والإسلامي أسعد حالاً، مع تقلص الدور الأوروبي والأميركي .. ومع انهيار الحضارة الغربية؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©