السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برامج التطعيم تخسر رهان تقليل وفيات مصابي السرطان

برامج التطعيم تخسر رهان تقليل وفيات مصابي السرطان
18 مايو 2012
أفاد باحثون أن حالةً واحدةً من بين كل ست وفيات تقع في العالم في صفوف مرضى السرطان تتسبب فيها عدوى قابلة للوقاية، ما يعني أن 1,5 مليون وفاة كان يمكن تفاديها إذا اتُبعت برامج تطعيم على نطاق واسع في مختلف الدول. وتجدُر الإشارة إلى أن هذا العدد ارتفع منذ 1990 وأُضيف إليه نصف مليون حالة وفاة أخرى. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن برامج التطعيم خسرت رهان تقليل وفيات مصابي السرطان بعد أن كان يُعول على كسبها. فهل يرجع ذلك إلى عدم نجاعتها أو في انحسار توفيرها؟ يقول باحثون إن غالبية وفيات السرطان تقع بسبب ثلاثة فيروسات وبكتيريا واحدة هي المسؤولة عن الإصابة بسرطان المعدة وسرطان الكبد وسرطان الرحم. وتُشكل حالات سرطان الرحم نحو نصف عدد الوفيات الناجمة عن مرضى السرطان من النساء، بينما تصل النسبة المئوية للوفيات في صفوف مرضى سرطان الكبد وسرطان المعدة زُهاء 80% في صفوف المرضى الرجال. ورغم التقدم الطبي الحاصل، فإن أسباب العديد من أنواع السرطانات ما زالت غير معروفة، لكن أصابع الاتهام توجه على الأرجح إلى العوامل الوراثية وتزايد المواد الكيماوية والسمية في الجو وفي منتجاتنا الغذائية، علاوةً على القدر أو الحظ السيئ. وكانت منظمة الصحة العالمية ألقت باللوم سنة 2004 على تسع عوامل ذات صلة بالبيئة ونمط الحياة، مؤكدةً أن السبب الأبرز هو التدخين باعتباره سبب 35% من إصابات السرطان البالغة 12,7 مليون المسجلة سنوياً، ثُلُثاها له علاقة بأنواع مختلفة من العدوى. قابلية الوقاية يشير الباحثون إلى أن أول مسبب لسرطان الرحم هو فيروس الورم الحُلَيمي البشري. أما سرطان المعدة، فسببه بكتيريا الملوية البوابية (نوع من العصيات سلبية الغرام أليفة الهواء القليل تستوطن مخاطيات المعدة والاثنا عشري، مسببة التهاباً في المخاطية). وفيما يخص فيروس التهاب الكبد الوبائي “بي” وفيروس التهاب الكبد الوبائي “سي”، فهما يُسببان سرطان الكبد. ومن المفارقات أن هذه السرطانات جميعها من الأنواع التي يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم. ومن بين العوامل الأخرى غير الشائعة المسببة للسرطان فيروس “إبشتاين-بار” المسؤول عن الإصابة بأورام البلعوم الأنفي وأورام الخلايا اللمفاوية، وفيروس الهربس البشري نوع 8 المسبب لسرطان “كابوزيس” الذي يأتي عادةً بالتزامن مع الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، بالإضافة إلى فطريات البلهارسية الدموية التي تُسبب سرطان المثانة. وقد قام فريق تقوده الدكتورة كاثرين دي مارتيل والدكتور مارتين بلامر من الوكالة الدولية لبحوث السرطان في مدينة ليون الفرنسية باستخدام بيانات جمعتها وكالة “جلوبوكان” من خلال برنامج كان يُعنى بتقدير عدد الإصابات بالسرطان في مختلف أنحاء العالم، ثم استعمال هذه البيانات الخاصة بأنواع متعددة للسرطان بهدف التنبؤ بالعدد الإجمالي لعوامل العدوى المتسببة في الإصابة بهذه السرطانات. وأشار الباحثان في مقال لهما بمجلة “لانسيت” إلى أن المعدل العالمي للسرطانات الناجمة عن عوامل عدوى تصل 16,5%، علماً أن الإصابات التي تقع في دول العالم النامي تصل إلى 22,9%، وهي ثلاثة أضعاف الإصابات التي تقع في الدول المتقدمة (7,4%). وتتباين معدلات الإصابات بشكل كبير ما بين منطقة وأخرى، إذ تبدأ بمعدلات محدودة مثلما هو عليه الحال في أستراليا ونيوزيلندا بنسبة 3,3%، وتنتهي بمعدلات عالية كما هو عليه الحال في دول إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 32,7%. أما في أوروبا، فتبلغ معدلات الإصابة قرابة 7%، بينما لا تتعدى في أميركا الشمالية نسبة 4%. وفي افتتاحية له صاحبت نشر التقرير، قال الدكتور جودارز دانيي من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن، إن تطعيمات فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد الوبائي “بي” متاحة في مختلف البلدان بتكاليف رخيصة نسبياً، وإن هناك توجهاً متنامياً لدى شركات التأمين لتغطية هذه التطعيمات، وإن مختلف الأنظمة الصحية تولي أهميةً بالغةً لجعل هذه التطعيمات في صلب أولويات سياساتها الصحية لتخفف الخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها هذه الدول بسبب تزايُد وفيات مرضى السرطان سنوياً. تباينت تعليقات الأطباء على هذا التقرير، فبعضهم قال إن هناك حاجةً ماسةً إلى تطوير التطعيمات واكتشاف ما لم ير منها النور بعد، في إشارة إلى تطعيم ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي “سي” غير المتوافر إلى يومنا هذا. ويتحفظ عدد من الأطباء على بعض التطعيمات مثل تطعيم “جارداسيل” المستخدم ضد فيروس الورم الحليمي البشري. فهذا التطعيم قُدم لعدد من الفتيات الأميركيات باعتباره يحميهن نظرياً من سرطان الرحم، لكن هذه الحماية المدعاة لم تثبت قط بالدليل العلمي. وبالمقابل، تشير دلائل إلى أنه في ظروف معينة، يكون للتطعيم تأثير عكسي، إذ يزيد مخاطر الإصابة بأورام خبيثة محتملة بنسبة 45%، هذا ناهيك عن إصابة بعض الفتيات بأعراض جانبية غير محمودة العواقب نتيجة خضوعهن لبعض التطعيمات غير الضرورية. وتشير إحصاءات شهر ديسمبر 2010 إلى حدوث 20,915 تفاعل عكسي في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها، نتج عنها 89 وفاةً، و297 إجهاضا لا إرادي ووفاة الجنين داخل الرحم، و370 تحولا غير مألوف على مستوى الرحم بعد تلقي التطعيم. ويشكك بعض الأطباء في جدوى اعتماد هيئة الأغذية والأدوية الأميركية سنة 2009 لتطعيم “جارداسيل” للأولاد والبنات على حد سواء، فهم يعتبرون أن الأمر ما زال يحتاج إلى دراسات أوفى قبل التصريح بتقديم هذا التطعيم للجنسين كليهما، وقبل تصميم حملات لترويجه خارج الحدود الأميركية. وليس الأطباء والخبراء الأميركيون وحدهم من يدعون إلى تجويد بعض التطعيمات وتطويرها ويتحفظون على طرح أخرى. بل إن هذه الدعوة ترددت أصداؤها أيضاً في أوروبا وأستراليا مع تزايد مطالبة جمعيات حقوق المستهلك والمؤسسات الطبية ذات النفع العام التي أصبحت تدعو أكثر من أي وقت مضى إلى مواءمة العلاجات والأدوية ووسائل الوقاية والتخلي عن سياسة التعميم والتوحيد في السياسات الطبية، بهدف جني الثمار المأمولة وتقليل عدد الضحايا الذين يتوفون سنوياً بسبب التسرع في تنزيل لقاح أو تطعيم ضد مرض معين، أو التشجيع على الخضوع لفحوص ذات أعراض جانبية على المرضى جميعهن بصرف النظر عن اختلاف حالاتهم الصحية وتفاصيل تفاعلهم وتجاوبهم مع هذه الفحوص التشخيصية والتدابير الوقائية والعلاجية. هشام أحناش عن “لوس أنجلوس تايمز” «الورم الحليمي» فيروس الورم الحليمي البشري هي مجموعة متنوعة من الفيروسات التي تلحق بالحمض النووي تعدي الجلد والأغشية المخاطية للإنسان والحيوانات أيضاً. وهناك أكثر من 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري. بعض تلك الأنواع يسبب دمامل جلدية حميدة أو حليمات، وهي سبب تسمية الفيروس. وفيروسات الورم الحليمي المقترنة بظهور الدمامل الشائعة تنتقل عن طريق التلامس الجلدي العادي. وهناك مجموعة أخرى من نحو 30 نوعاً تنتقل تناسلياً. ويصاب معظم الناس بعدوى أحد أنواع هذا الفيروس خلال فترة الطفولة. وتمتاز فيروسات الورم الحليمي بقشرة بروتينية قوية، تمكنها من البقاء في البيئة لفترات طويلة. وينصح الخبراء بتجنب الاتصال بالأسطح المعدية مثل أرضيات المراحيض العامة وحبال طوابير التفتيش في المطارات وغيرها من المرافق العامة ذات الاستعمال المشترك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©