الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصر 13 سبباً لقلق الشبكات التلفزيونية التقليدية في أوروبا على وجودها

حصر 13 سبباً لقلق الشبكات التلفزيونية التقليدية في أوروبا على وجودها
21 مايو 2011 20:02
تستمر التحولات في المشهد الإعلامي العالمي مع توقع المزيد منها في المستقبل القريب بشكل ينذر بأن تداعيات العصر الرقمي على الإعلام التقليدي بمختلف قنواته، قد لا تقف عند حد، آخذة في طريقها الشبكات التلفزيونية العالمية التي لن تستطيع تغيير نمط إنتاجها، وبثها وإعادة هيكلة مواردها المالية. وتأتي الشبكات التلفزيونية الأوروبية، بما فيها تلك التي تتمتع بمميزات احتكارية «وطنية» في مقدمة المؤسسات العالمية التي تشعر بقلق حقيقي على مصيرها التقليدي وفق ما أظهرته ندوة متخصصة عقدها مؤخراً في باريس المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع الفرنسي، عن شبكات الإعلام المرئي والمسموع التقليدي وتحديات أجهزة التلفزة المتعددة الوسائط. كان البارز في هذه الندوة، الإعلان عن مرحلة جديدة وشيكة من التطور ستحدث تغييراً شاملاً وعميقاً في الإعلام التلفزيوني نتيجة حلول أجهزة التلفزيون المتعددة الاختصاصات والوسائط، مكان الأجهزة المعروفة والمتعارف عليها، بحيث تزول هذه تدريجياً من الأسواق «لأنه لن يعود هنالك من مبرر للاستثمار في إنتاجها». تطور تقني ونظراً لأهميتها وضع المجلس الوطني للإعلام في لبنان تقريراً عن هذه الندوة بعد مشاركته بها إلى جانب عدد كبير من رؤساء المجالس الإعلامية. ويشير التقرير الى ان العالم يدخل مرحلة جديدة من التطور التقني في ميدان المرئي والمسموع من شأنه أن يحدث تغييراً شاملًا،عميقاً، في عادات الناس وميولهم، وأطباعهم، واحتياجاتهم، وأنماط استهلاكهم، وخياراتهم. وبعد أن يتحدث عن تأثير حلول أجهزة التلفزيون لمتعددة الوظائف «تلفزيون وانترنت وهاتف وتطورات محتملة لاحقة» مكان الأجهزة التقليدية يشير التقرير إلى « انهيار الأكثرية الساحقة من شبكات التلفزة التقليدية، بما في ذلك تلك التي تتمتع اليوم بسلطة الاحتكار. بمعنى آخر، إن أجهزة التلفزيون التقليدية سوف تنضم إلى أجهزة التلكس وإلى الآلة الكاتبة القديمة « . ومما جاء في التقرير الذي يصف العصر الجديد، بعصر ما بعد حرب الصورة التقليدية التي لعبت الدور الأساسي في انهيار المعسكر الشرقي، إضافة إلى أدوار أخرى بالطبع. صورة الأزمة هذا العصر يتقدمه قطبان: الولايات المتحدة الأميركية وآسيا «اليابان – كوريا الجنوبية – الصين»، بينما يحاول الأوروبيون الدخول إلى هذا العصر الجديد، ويبحثون في كيفية مواجهة هذا التحدي اقتصادياً وإقليمياً، لكن ثمة إشكالية مطروحة حول التنظيم المستقبلي لهذا القطاع، ودور الهيئات المنظمة ومواكبة نشاطه، إضافة إلى العديد من الأسئلة التي يطرحها الأوروبيون ولا يجدون لها إجابات بعد. في هذا الجو من القلق الشديد بادر المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع في فرنسا – CSA – إلى عقد حلقة دراسية ضمت 32 مداخلة من ذوي الاختصاص، والمسؤولين في المؤسسات المعنية، اضافة إلى مداخلات لكل من رئيس المجلس الفرنسي –CSA- ميشال بوايونو وزيرالصناعة والطاقة والاقتصاد الرقمي إريك بيسون، ووزير الثقافة والاتصال فريدريك ميتران. إن صورة الأزمة في قطاع المرئي والمسموع في فرنسا، كما في باقي دول الاتحاد الأوروبي هي باختصار على الشكل الآتي: أولاً: الأسواق مفتوحة، وستدخلها قوى جديدة مستثمرة في المرئي والمسموع وذا انتشار دولي احتكاري، مثل مجموعة جوجل لتيستت مركز في كل جهاز تلفزيون يحدث بصيغتين : الصيغة الحالية لجوجل وصيغة الشبكة التلفزيونية. وستدخل مواقع الخدمات التلفزيونية التي تبث ، من ضمن ما تبث، مواد التلفزيونات المحلية في الدول الأوروبية...ومع مواقع الخدمات التلفزيونية ستدخل على الخط مواقع عرض الأفلام، الخ… ثانياً: أول نتائج ذلك هو تشتت المشاهدين وتفتت موارد الإعلانات، الأمر الذي يطرح مشكلة حقيقية أمام سوق الإعلان، في كل دولة أوروبية على حدة، وفي الاتحاد الأوروبي بشكل عام. ثالثاً: الخطر القاتل يهدد قطاع الإنتاج التلفزيوني، وأيضاً السينمائي.. وحين تضرب شبكات التلفزة تضرب معها قوة الإنتاج السينمائي، فينعكس ذلك على ثقافة البلد ووظيفة الثقافة في حماية المصالح الوطنية. رابعاً: إن توزيع ونشر البرامج يتم بسهولة أكبر الآن، كما حال برامج جوجل مثلًا المتناسقة بالكامل مع تقنية الـويب التي أصبح العالم كله سوقاً داخلياً لها... وهو ما لا يتوافر حتى عند كبريات شبكات التلفزة ذات السلطة الاحتكارية. يضاف إلى ذلك قيمة المؤسسات في البورصة، حيث إن قيمة جوجل مثلا توازي أكثر من مئة ضعف قيمة كبرى الشبكات التلفزيونية الفرنسية، وهي القناة الفرنسية الأولى» TF1». منافسة غير متكافئة خامساً: إن عالم البث التلفزيوني التقليدي عالم محكوم بضوابط، ترعاه هيئات ناظمة على خلاف عالم الانترنت المنفلت من الضوابط، فلا شيء يجمع ما بين العالمين على حد تعبير نونسباوليني رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشبكة TF1 الفرنسية. وهذا الانفلات يوفر للفعاليات التلفزيونية غير التقليدية، أي الآتية من شبكة الويب، القدرة الساحقة على استقطاب المشاهدين والإعلان مقابل التراجع الحاد الذي سيصيب الشبكات التقليدية... سادساً: إن شبكات التلفزة التقليدية ستقف عاجزة بالكامل عن ضبط ما يمكن وصفه بـالمواد المهربة، وبالتاليف إن الملكية التجارية والأدبية ستُضرب في الصميم وقد يصبح من المستحيل إنقاذها. سابعاً: إن الشبكات التقليدية ستصبح في حالة من الخسارة المسبقة لهذه المنافسة المفروضةعليها، والتي لا مفر من خوضها. والإشكالية الكبرى المطروحة هي في كيفية تنظيم هذا المشهد المرئي والمسموع الجديد... أوروبا وآسيا ثامناً: إن موضوع تنظيم الشبكة الجديدة، وبالتالي تنظيم المنافسة ما بين»الشبكتين»، يفترض الإقدام على«محاولة ما» في هذا المجال. لامفر من ذلك وإن كان رئيس المجلس الفرنسي يرى حتمية الاحتكام إلى قرار السوق، معتبراً أن الإقرار بذلك صعب ومزعج، ولكن لابديل عن هل أنه متصل مباشرة بالثقة بالناس، وبحسن اختيارهم! ويقول رئيس المجلس الفرنسي بوجوب عدم الخوف من التجدد والحداثة. فهذه تزيد من حجم قالب الحلوى، وقد تفسح في المجال لإيجاد شراكة قد تكون مفيدة للجميع. تاسعاً: إن المنافسة تولد منافسات، ووحده التطور التقني كفيل برسم حدودلها... عاشراً: إن المجموعات الصغيرة محكومة بالزوال الحتمي. أحدعشر: إن قادة المؤسسات التقليدية الكبرى ذات القوة الاحتكارية (لغايةالآن طبعاً) خائفون جداً. إنهم يستنجدون بالقطاع العام، وفي الوقت نفسه يصرون على تجنب المطالبة بـ«الحماية»,إذ إن مجرد لفظ هذه العبارة بات من الممنوعات الواجب تلافيها في زمن العولمة والأسواق المفتوحة ذات السلطة المطلقة والخضوع لقواعد التطور العلمي والتقني.... ثاني عشر: إن ما يزيد في تعقيد الأمور هو تردي الحالة التقنية للشبكة الأوروبية التقليدية نفسها، المتأخرة جداً عن نظيراتها الآسيويات الثلاث ( أي اليابان وكوريا الجنوبية والصين )، وطبعاً عن الشبكة الأميركية. وتأهيل الشبكة يحتاج إلى توظيفات تتجاوز ثلاثمائة مليار يورو، وهذا ما لا يقوى عليه القطاع الخاص. هنا أيضاً تبرز الحاجة الماسة إلى المساعدة الفورية من جانب القطاع العام، أي من جانب الدول.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©