الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فنانون مشاركون: الصورة أصبحت أصدق من الكلمة في التعبير

فنانون مشاركون: الصورة أصبحت أصدق من الكلمة في التعبير
1 يونيو 2014 18:57
محمد عبدالسميع (الشارقة) أكثر المثيرات تأثيراً في نشاط المخ البشري هي المثيرات البصرية، فمعظم المدخلات والانطباعات الحسية التي نستخدمها في الحصول على معلومات عن البيئة وعما يحيط بنا هي مدخلات وانطباعات بصرية. لذا يمكننا القول إننا نعيش في عصر الصورة، فلم تعد الصورة تساوي ألف كلمة، كما جاء في القول الصيني الشهير، بل صارت بمليون كلمة وربما أكثر. ونظراً لمتطلبات العصر الحديث من سرعة في الحصول على المعلومة وضيق الوقت وكثرة المشاغل، أصبحت الصورة وسيطا معلوماتيا أسرع من الكلمة في نقل المعلومة. فثقافة الصورة اليوم هي محصلة للثورة التكنولوجية، وميلاد لأداة جديدة في الإبداع والمعرفة نجحت في إحداث تغييرات جذرية على مستوى الممارسات الثقافية للمجموعات والأفراد. “الاتحاد” التقت في التحقيق التالي عدداً من الفنانين المصورين، على هامش المعرض الدولي للتصوير الضوئي “أنا والآخر” المقام بالشارقة، للحديث عن ثقافة الصورة وتأثيرها.. ودور الصورة كعنصر تثقيفي بصري في نقل المعلومات. وهل الصورة أصبحت أصدق من الكلمة في التعبير؟ توثيق للحظة يقول هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام: أية معلومة نسمعها نتخيل الحدث المرتبط بها وتتعدد التفسيرات تبعا لذلك، لكن عندما يقترن ما نسمع عنه بالصورة فالإبهام ينجلي وتبدو لنا الهيئة الحقيقية للمشهد بواقعيته، وبالطبع فإن الصورة كمادة بصرية تنقل الواقع بدقة فهي الحامل والناقل بأمانة لكل ما هو موجود ولكل فعل عبر توثيق للحظة تؤكد صدقيته تقنيات آلة التسجيل الضوئية (الكاميرا) ومبادئها الفيزيائية في علوم البصريات. الانصهار والمشاركة الفنان وفاء بلال (العراق) يقول: اختلفت مضامين الصور ما بين صور تجسد معاناة ومآسي الشعوب، وصور معبرة عن البطولة والتحدي، وأخرى تبرز جوانب إبداعية ومعاني حياتية وقيما إنسانية. وقد انعكست هذه المضامين مؤثرة على طبيعة الدور الايجابي أو السلبي الذي يمكن أن يلعبه المتلقي بالمشاركة وفقاً لدرجة تفاعله مع المضمون. وأشار بلال إلى أنه ليس شرطاً أن يصل المتلقي للمفهوم الذي أراد الوصول إليه الفنان، فأحيانا تحتوي الصورة على معانٍ أخرى أو جانب من الرمزية قد يفهمها من مجرد النظر والتأمل. وأكد بلال أن الكلمة بناء صامت أما الصورة فشيء مفتوح للتفسير، وان الصورة لغة عالمية الكل يعرفها ويتصل بها. ولم يعد الهدف منها فقط التذوق أو التأويل أو إثارة المشاعر الوجدانية، إنما الهدف الأقوى والأسمى والأشمل هو الانصهار والمشاركة. رسالة من الهند وأكد الفنان اتول بهالا (الهند) اختيار موضوع الصورة محكوم برؤية الفنان المصور وموقفه وهدفه وإحساسه بقيمة الصورة كمصدر مستقل ومرئي للمعلومات. وأضاف: تعكس الصور مواقف محددة وتبرز وضعية الأحداث وطبيعتها ومواقف مختلفة في قوتها وضعفها. وبالنسبة لي صوري معبرة عن وطني ومن يشاهدها يشاهد الهند فهي ترجمة حقيقية معبرة عن مجتمعي فيها الجانب التاريخي والثقافي والتراثي والاجتماعي. وأشار إلى أن الصورة رسالة موجهة للجميع، لا تخاطب فئة معينة بل تستدعي بصر وبصيرة المشاهد معاً، وعلى المتلقي أن يُفَعَّل فكره ليستوعب ويفهم المحتوى ويفك رموزه ويكتشف العلاقة بين محتوياته ودلالاته. روح المكان والزمان وتقول الفنانة سيا زريقات (الأردن): حملت الصورة على عاتقها مهمة كسر الحواجز الثقافية، وتمثيل المسكوت عنه في أبجديات العالم الإنساني، انه عصر الصورة بلا منازع، عصر يحيل السواد ضياء، ويمنح التفتيت عمرانا، إنها وسيلة تواصل تمتلك قدرات قوية على تكوين مفاهيم مزدوجة من الإقناع والإمتاع، وتقديم مشاهد تحفظ الوجود وتغيره حسبما تره مناسبا في عصر غدت الغاية فيه مرئية، والصيغ التعبيرية مرئية، والنسق الثقافي مرهون بعملية إنتاج مرئي، ان الصورة نشاط إنساني وجودي. وأضافت زريقات: لكل إنسان أهواء وانفعالات، وإحساس خاص بواقعه وبالعمل الذي يحيط به، ولذا فالصورة تعطي مساحة لاستنطاق ما بداخله من جوانب جمالية وخيال. وأضافت أن صورها فيها نوع من الرمزية مستمدة من روح المكان والزمان. ثيمات ثقافية “ثقافة الصورة هي انعكاس لثقافة وهوية المُنتج” بهذه العبارة بدأ الفنان ويمو أمبالا بايانج (إندونيسيا) حديثه، مشيراً إلى أنه من الضروري أن يسمح الفنان للمتلقي بالغوص في أغوار الصورة وقراءتها واستيعاب ما فيها من ثيمات. وذكر بايانج أن ثقافة كل شخص تختلف عن الآخر، ما يجعل قراءة الصورة مختلفة. والفرق بين الصورة والكلمة هو أن الصورة لوحة فنية تستثير الأحاسيس وترتقي بالذائقة الجمالية والوعي بالعمل الفني وقيمته. كما تمتلك الصورة مؤثرات بصرية لا تتوافر في الكلمة. وأكد بايانج أهمية دور الصورة في نقل المعلومة والفكرة المترجمة بدقة وصدق. وأن هذا الدور اعطاها القوة في التأثير على المشاهد. خطاب متكامل الفنان بوهن تشانج كور (كوريا الجنوبية) يقول: تعد الصورة لغة الاتصال المثلى خصوصاً في هذا العصر سريع التطور، تخفي تحت ستار جمالياتها خطاباً ثقافياً وسياسياً وفنياً. تقول للمتلقي إنها واقعية لأنها تأخذ من الواقع دلالات شتى ولكن في طريقة إنتاجها تختار الصورة ما تراه من هذا الواقع وما تخفيه وما تحجبه أهم مما تكشفه. وأشار إلى أن كل مشاهد ينظر إلى الصورة من منظوره الخاص، ما يجعل العمل يحمل خيارات عدة، وقراءات مختلفة ومتنوعة، ويفسرها كما يحلو له. فقد يضيف المتلقي نواحي جمالية أخرى لم يرها الفنان. وأشار بوهن إلى أن الصورة بما تملكه من مادة بصرية ثرية استطاعت أن تحدث تغييرات في ميول وافكار الأفراد تجاه العديد من القضايا والظواهر المختلفة الأمر الذي أثر كثيرا على ثقافة الشعوب. الفنون البصرية ويضيف الفنان الإماراتي علي العبدان كما جاء في المثل الصيني “صورة عن ألف كلمة” فإن الصورة إذا قُصدَ بها عرض موضوعٍ في سياق معين؛ فحينئذ تُغني عن ألف كلمة تشرح الفكرة. وعلى هذا ففن التصوير اليوم تعدى مسألة التقاط الصور الجميلة أو حفظ الأحداث التاريخية إلى التعبير الفني والجمالي الخالص أحياناً، والمقصود هنا الجمال المعبر عن فكرةٍ ما أو مفهوم. ويشير العبدان إلى أن هذا الأمر دفع بفناني التصوير إلى استغلال التقنيات الحديثة في التصوير مما دفع بفن التصوير إلى منطقة مشتركة مع ما يُعرف بالفنون الجميلة أو التشكيلية لينصهر كل ذلك في عنوان جديد: الفنون البصرية. وأضاف العبدان: وقد استفاد فن التصوير من الفن التشكيلي حيث استخدم بعض تقنياته مثل الكولاج أو فن القطع واللصق، وأضاف عليه فن المونتاج، أو تأليف الصور، وكذلك التصوير الإحاطي أو الشمولي (بانوراما).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©