الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في عجالة

24 نوفمبر 2008 01:09
يتأخر المصعد في المجيء وأنا في عجالة من أمري، فأقرر أن أنزل عبر السلالم لكنه يخذلني ويصل الى أسفل قبلي· وحتى لا أشعر بالهزيمة أعزي نفسي وأقول بأنها كانت رياضة صباحية لطيفة، مع أنها طبعا لن تكون خياري لو كانت الرحلة صعودا في سباق مع المصعد· أركب السيارة وأنا ما زلت في عجالة، فألمح مؤشر البترول قد انخفض إلى الحضيض· كان الضوء الأصفر لمع أمامي منذ يومين، لكني وكالعادة تخاذلت عن التوجه الى المحطة· أما الآن فلم يعد بوسعي ''التطنيش'' ولا حتى كيلومتر واحد· أسرع وأقف بانتظار التعبئة، فيهب أحدهم لتنظيف زجاج السيارة في الوقت الخطأ· غريب أن تأتيه الهمة في هذا اليوم بالذات والسيارة مغسولة بالأمس، وهو غالبا يتباطأ في الاستجابة لرغبتي في تلميع ولو الواجهة على الأقل· أصل أخيرا الى المكتب وأجلس بانتظار اتصال عمل مهم لأنطلق على أثره في جدولة نهاري والتزاماتي المتوقفة عنده· يتأخر الاتصال وأنا في عجالة من أمري· أطلب من ''المراسل'' فنجان نعناع مغلي، فيأتيني بكوب من الشاي مع أنه دوما يحضر لي فنجان قهوة تركية حتى عندما أطلب منه الشاي· أبتسم في وجهه حتى لا أنقل له غيظي وأبدد تعبه· ولأنه لم يبق لدي الكثير من الوقت، أرتشف الكوب الساخن بسرعة حتى آخر نقطة منه· ولا أذكر اذا كان فيه سكر أم لا· مضت أكثر من ساعة ولم أتلق الاتصال المنتظر بعد· أتفقد ''الموبايل'' داخل حقيبتي، أمد يدي الى أعماقها وأقلب كيانها مخرجة كل الأوزان الثقيلة فيها، لكنني عبثا أحاول· فقد نسيت ''الموبايل'' في هذا اليوم الخاص، في البيت وأنا نادرا ما أفعلها· أمور كثيرة توترنا خلال النهار وتملأنا بشحنة من الضوضاء، فتتشابك أمامنا المواقف التي لا نجد لها تفسيرا غير أن الظروف تعاكسنا· نحاول أن نفكك العقد ونتماشى مع المعوقات لكننا لا نفلح بالضرورة، وكذلك لا نتعلم من القدر· كنت في عجالة من أمري في ذلك اليوم الذي كان استثنائيا، لكنه سرعان ما أصبح مثله كمثل غيره من الأيام· وأنا حتى اللحظة ما زلت في عجالة، لكن هذه المرة من حظي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©