السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توتر بين المدارس البريطانية وطلابها بسبب قَصة شعر

توتر بين المدارس البريطانية وطلابها بسبب قَصة شعر
6 فبراير 2006

تشهد المدارس البريطانية توترا بين اداراتها من جهة والتلاميذ من جهة اخرى، وقد تحول التوتر الى 'مناكفات' يومية بسبب موضة جديدة لقصة الشعر بدأت تغزو رؤوس التلاميذ من سن العاشرة فما فوق· وتتميز هذه القصة بخطوط نحيفة مستطيلة، او متقاطعة، تمر خلال شعر قصير جدا (زيرو) بحيث تبرز جلدة الرأس· وهو ما ترفضه ادارات المدارس لكونه يشكل علامة على سلوك غير مقبول يميل الى العنف والتمرد، وكأنه نسخة جديدة من قصة الـ(بانك) knuP ehT التي سادت خلال السبعينيات من القرن الماضي، ويتمثل في نفس الوقت سلوك جماعات حليقي الرؤوس (الهوليغان) النازية التي تنتشر في الدول الاوروبية حاليا، وتتميز بالعنف والكراهية للاجانب وتعبر عن نفسها بموسيقى صاخبة·
والخوف الذي تبديه ادارات المدارس البريطانية لا يأتي من فراغ· اذ سبق لخبراء الشرطة الألمان ان قرعوا نواقيس الحذر مع بدء العام الدراسي 2004-2005 بعد أن أذهلهم عدد الأقراص الموسيقية المدمجة المعبأة بموسيقى الكراهية الذي تسلل إلى المدارس في ذلك اليوم·
والأخطر في الأمر هو الكشف عن خطة مماثلة لغزو المدارس في اليوم الدراسي الأول في الولايات المتحدة والنمسا والسويد واستراليا ايضا· وإذ قدر كونراد ناومبورغ، من النيابة العامة في ولاية سكسونيا، انهالت بألمانيا، عدد الأقراص الموسيقية التي خططت المنظمات النازية لتوزيعها بـ50 ألف اسطوانة في شرق ألمانيا فقط، قدر دانييل التر، من رابطة مناهضة تشويه السمعة الاميركية eugaeL noitamafeD itnA، عدد هذه الأقراص بنحو 100 ألف· وافتخر النازي الاميركي الجديد بايرون كالفيرت، من أحد فرق 'وايت نويز' esion etihW، بأنه يقف وراء هذه الحملة الرامية 'لاصطياد الشباب بسنارة الموسيقى'· وتثبت مثل هذه المخططات، التي تنفذ على المستوى الدولي بفضل الإنترنت، أن الخطر على المدارس لا يأتي فقط من تجار المخدرات والإرهابيين و'المختلين عقليا' الذي يقتحمون المدارس ويقتلون المعلمين والأطفال وذويهم عشوائيا، بل أصبح من الواضح أن هؤلاء 'المشوشين' كانوا من أهم 'أنصار' موسيقى الكراهية الداعية للعنف والقتل التي تحولت إلى موسيقى جنائزية ترتبط بالموت اكثر مما ترتبط بالحياة·
وتعيد البروفيسورة هيلين لو، من المجلس الوطني للوقاية ضد الجريمة في السويد، جذور موسيقى الكراهية اليمينية العنصرية إلى اصولها البريطانية المتغلغلة في عمق حركة اليساريين الفوضويين 'البانك' في نهاية الستينات· وتعبر لو عن قناعتها بأن الحركات النازية السرية اكتشف في وقت مبكر أهمية الموسيقى في الترويج لدعايتها السامة·
ونبعت حركة 'حليقو الرؤوس' من نفس خليط 'الهوليغان' اي المشاغبين من مشجعي كرة القدم الانجليزية التي خرجت منها حركة 'البانك' حسب رأي لو· وبدأ تفكك حركة 'حليقي الرؤوس' عن 'البانك' في منتصف السبعينات حيث دأبت بعض الفرق الموسيقية على اطلاق الشعارات الفاشية، الأمر الذي أدى إلى أحداث عنف فوضوية بين الطرفين·
ولكن كيف تطورت قصات الشعر عبر العالم لكي تصل الى 'البانك'؟
ابتدع المزيِّنون في القرن العشرين أساليب جديدة لتجعيد الشعر· ففي حوالي عام 1905م، ابتدع المزين الألماني الأصل تشارلز نيسلر موضة التجعيدة الدائمة· وكان نيسلر يستعمل معجون البورق، ثم يلف الشعر على أدوات تجعيد محمّاة بالكهرباء· وكان تنفيذ هذا الطراز باهظ التكاليف ويستغرق اثنتي عشرة ساعة·
وفي ثلاثينيات القرن العشرين، ابتُدِعت التجعيدات الباردة التي لا تتطلب تسخينًا، وكانت رخيصة الكلفة وتستغرق نحو ساعتين لإنجازها· وفي أربعينيات القرن العشرين، أخذت الكثيرات من النساء يقصصن شعرهن قصّات قصيرة أطلق عليها اسم بوب ويجعّدنه بالتجعيدات الدائمة·
وفي الأربعينيات من القرن العشرين، عمدت الكثيرات إلى تصفيف شعرهن على طراز كلب المراعي، أو طراز فيرونيكا ليك، وهي نجمة من نجوم السينما الأميركية كان شعرها طويلاً يغطي إحدى عينيها· أما في خمسينيات هذا القرن، فقد أخذت أعداد كبيرة من النساء يصبغن شعرهن، أو يبرزن الشعر بتبييض خصلات قليلة منه· كما شاع طراز التسريحات المنفوخة في أواخر الخمسينيات وأوائل ستينيات القرن العشرين·
وفي أوائل القرن العشرين إلى منتصفه، أخذ الرجال يقصّرون شعورهم· وفي العشرينيات، أخذ الكثيرون من الشبان يجعلون شعرهم صقيلاً لامعًا؛ كالجلد القاسي الصقيل، ويملِّسونه بالزيت على نسق طراز شعر الممثل الأميركي المعروف رودولف فالنتينو· وفي خمسينيات القرن العشرين، كان بعض الرجال يقصُّون قَصَّةً تُسمى (كرو كت)، بحيث يكون الشعر قصيرًا جدًا ويسرَّح إلى الأعلى بحيث يبدو كالفرشاة، بينما كان البعض الآخر إبَّان نفس الفترة يقصون قصَّةَ البطة، وفي هذه التسريحة، يترك الشعر طويلاً من الجانبين بحيث يسحب إلى الخلف ويبدو كجناحي البطة· وفي الستينيات، أخذ الشباب يقلدون قَصة شعر فرقة الخنافس، وهي فرقة بريطانية تعزف موسيقى صاخبة كان أفرادها يطيلون شعرهم، ويطلقونه ليغطي الجبين·
وقد اسفرت هذه الفرقة وموضتها عن شيوع ظاهرة 'البانك' في السبعينات، بدأت كفرقة موسيقية صاخبة· وكان أتباع هذه الفرقة يُصَفِّفون شعرهم بطرق خارجة عن المألوف، يعبّرون فيها عن تمردهم على التقاليد المتعارف عليها· ويتميز طرازهم بتكوين نتوءات شائكة حادة في الشعر وباستخدام الصابون وبياض البيض أو الصمغ لِقَوْلَبَتها، وقد كانوا يُلَوِّنون الشعر بألوان بَراقة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©