الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لجنة تحكيم «أمير الشعراء» تؤهّل الجزائري باكرية.. وبيلا خارج المنافسة

لجنة تحكيم «أمير الشعراء» تؤهّل الجزائري باكرية.. وبيلا خارج المنافسة
17 مايو 2013 00:13
شهدت الحلقة الثالثة من برنامج أمير الشعراء تأهّل الشاعر الجزائري ناصر الدين باكرية، بقرار لجنة التحكيم، والتي ضمت النقاد: علي بن تميم، وعبدالملك مرتاض، وصلاح فضل. وجاء اختيار الشاعر المتأهل للمرحلة الجديدة، من بين المشاركين: أحمد الأخرس من الأردن، ورشا زقيزق من مصر، ومحمد أبو شرارة من السعودية. ونال الشعراء الآخرون درجات متفاوتة من لجنة التحكيم، حيث حصل الأخرس من الأردن على 44 في المائة، ورشا زقيزق من مصر على 41 في المائة، ومحمد أبو شرارة من السعودية على 43 في المائة. وانطلقت الحلقة الثالثة الساعة العاشرة من مساء الأربعاء، على الهواء مباشرة على قناة أبوظبي - الإمارات، في أجواء آثرت استعادة صورة الأندلس من خلال الديكور الذي يضاف إلى الحماسة الشعرية التي حاول شعراء تقلّدها. وقبل الانطلاق في رحلة الشعر تم بث تقرير عرض آراء عينة عشوائية من الجمهور بما قدمه الشعراء الثلاثة في الحلقة الماضية، غير أن مجموعة الأشخاص الذين ظهروا في التقرير كانوا في أغلبيتهم غير قادرين على فهم معنى بعض المفردات، وفي مرات لم يتمكن بعض أفراد العينة من القراءة أيضاً، وكأن هناك قطيعة بين اللغة الأمّ وأبنائها، وهي الهوّة التي يحاول برنامج “أمير الشعراء” ردمها رويداً رويداً. ساعة ونصف امتدت بين الشعر وآراء لجنة التحكيم وتقارير مصورة، وكما كان للحلقة التي قدمها الممثل باسم ياخور بدايةٌ مِسك، كذلك كانت لها خاتمة عنبر، مسكٌ للشاعرين عبدالمنعم الأمير من العراق، وليندا إبراهيم من سوريا؛ اللذين تمكنا بفضل تصويت الجمهور عبر رسائل التصويت من مرافقة زميلهما عبدالله الصدّيق، الذي أهّلته اللجنة الحلقة الماضية، بالانتقال إلى المرحلة التالية من “أمير الشعراء”، فحصل الأمير على 91 في المائة، وحصلت ليندا على 45 في المائة. أما عبدالله بيلّا من بوركينا فاسو، فقد حصل على أقل الدرجات (37 في المائة)، وخرج من هذه المسابقة التي تزداد حضوراً بين جمهور الشاشة الصغيرة على امتداد الوطن العربي، والعالم أيضاً. «الماشطة» نصّ يستحق التوقف البداية كانت مع أحمد الأخرس الذي قدّم نص “الماشِطَة” الذي منحته عليه لجنة التحكيم 44 في المائة، وجمهور المسرح 41 في المائة، فيما لم يمنحه جمهور الإنترنت إلا واحداً في المائة. وكان الدكتور علي بن تميم أول النقاد المتحدثين، ومما قاله: إن القصيدة تتكئ على حكاية ابنة فرعون، ونجحت في توليد بنية درامية وتصويرية، وفي القصيدة أيضاً أجزاء من حكاية يوسف، ومن قصة موسى. من جهة أخرى، رأى الدكتور ابن تميم أن القصيدة تتأرجح بين بنية تعلو، وأخرى تهبط، وفي بعض الأسلوب وعورة، أما البيت (لي خَمْسَةٌ/ غَرِقوا بِنارِ تَشَبُّثي)، فهو عذب سلس جميل، غير أنه لا قيمة للتوثيق في الشعر، والقصيدة حين لجأت إلى ذلك إلا أنها لم تتمكن من بعث القضية، ومع ذلك فسرتها بشكل عالٍ، وإذا كان الرمز يشبه الرؤيا، إلا أنه كان في القصيدة واسع جداً، وختم الدكتور علي ابن تميم رأيه بأن الشاعر أحمد أبدع. وبدأ الدكتور مرتاض بعنوان النص الذي يوحي - حسب رأيه - بوجود حكاية في القصيدة، وهو ما كان، وقد أعجبه إلقاء الشاعر أكثر من النص، لكن أحمد ذكّره بالشاعر محمود درويش، وكأن صوته امتداد لصوت درويش الجميل. أما الدكتور فضل، فأثنى على أحمد، وقال: أنت لست مجرد مشروع، أنت شاعر بليغ ورائع، ومع أن موضوع النص مستهلكاً، إلا أنك اتخذت له مدخلاً أسطورياً، وأعطيته أبعاداً كونية كثيفة. درويشة الشعر وألقت رشا زقيزق قصيدة “دَرويشَةُ البَحْر” منحها عليها جمهور الموقع الإلكتروني للمسابقة اثنين في المائة، وجمهور المسرح 34 في المائة، أما لجنة التحكيم فأعطتها 41 في المائة. من ناحيته، رأى الدكتور علي بن تميم أن القصيدة لا ترسم ملامح درويشة البحر، فالدروشة ترتبط بالصفاء، إنما تقدم ملامح متناثرة جداً، فالشاعر عادة يحاول خلق نظام يمتد إلى الرؤية ومن ثم يعود إلى رؤيته، وقد قاد عدم توافر ذلك إلى هنات شعرية. أما الدكتور عبدالملك مرتاض فقال: إن نصف العنوان صوفي ونصفه الآخر سندبادي، أما لفظة درويش فهي ليست من العربية التي يعترف بها أصحاب المعاجم القديمة، إلا أنها شاعت منذ “ألف ليلة وليلة”، وجاءت إلى الشعراء الحداثيين فاستخدموها، أما أنك أنثت الدرويش، فهذا فيه إبداع. غير أن رشا، حسب رأي الدكتور مرتاض، ليست صديقة للنحو، وخصوصاً مع لا الناهية المتكررة في النص، حيث هناك اضطراب، لكن أجمل مقطع كان بالنسبة له (لهُ فيكِ بعثٌ وحشرٌ وتيهْ/ فلا تُغمِضِي جَفْنَ هذا السَّحَرْ)، وختاماً فإن رشا قدمت نصاً شعرياً حديثاً وجميلاً، حاول ملامسة سقف الشعرية الرفيعة. وقال الدكتور فضل: لا بد أن تكوني مجذوبة للبحر طالما أنك من الإسكندرية، وفي النص أنت حريصة على التأنيث، وهذا موقف شعري، كما الحال بالنسبة للدروشة، وقد حاولت تخفيف النزعة الذاتية، مثلما في (يَجِيئُكِ فِي السَّكَراتِ انتِشاءَ القصائد)، لكن الصور مضغوطة نتيجة استحضار ألف ليلة وليلة (نوتِيَّ بحرٍ طَفَا أزرَقَه)، مع وجود ملمح درامي بين البحر والآخر، والغيرة بينهما، لكن لفتات رشا جيدة، ونصها جميل وشائق وفق رأي د. فضل. الزَّعفَــرَانْ نغم غنائي وألقى محمد أبو شرارة نص “ولَكِّنَّــهُ الزَّعفَــرَانْ”، فكان أن صوت له متابعو الموقع الإلكتروني بـ36 في المائة ، وجمهور المسرح بـ15 في المائة، ولجنة التحكيم بـ43 في المائة. وأثنى علي بن تميم على الإلقاء وقال إنه جميل، مضيفاً: إن الدلالة تشبه الماء، والقبض عليه مستحيل، كان هناك سعي للقبض عليه، لكن الدلالة غائبة، ما يجعل التقبل لها صعباً، وكانت تقودني إلى تشتت تام سعياً إلى فهمها وإدراكها، وكنت أتساءل كيف جمع الشاعر بين النقائض، امرأة العزيز والسيدة العذراء، وهذا تساؤل مشروع، وقد اختلطت المسائل التاريخية والدينية، فكيف حرّم الزعفران على الأنبياء، وما دلالة ذلك، وأجد أنه كان على محمد أن يتريث قليلاً. من ناحيته، قال الدكتور مرتاض: “وكأن العنوان لا يوحي بالشعرية، ثم إن (كما) لا تدخل على الأسماء، فالعرب ذكرت أنها تدخل على الأفعال، إلا شعراء العصر الحديث أدخلوها، والنص جميل بالاستحضارات من القرآن الكريم (العذراء، المسيح، تساقط الرطب)، وأعادنا إلى أجواء تراثية، مثل (رابعة العدوية)، إلا أنه عتب على الشاعر لأنه سقط من (اثقبي علبة الليل) إلى أغنية فيروز العامية (بكتب اسمك)، معتقداً أن التضمين لم يكن موفقاً، على الرغم من أن النص جميل ورفيع، ويمتلئ بالصور الفنية الجميلة. صمت بحضرة الزرقاء أما ناصر الدين باكرية، من الجزائر، فمنحته اللجنة بطاقة التأهل إلى المرحلة اللاحقة من المسابقة، فيما أعطاه جمهور موقع المسابقة الإلكتروني 61 في المائة، وجمهور المسرح 10 في المائة. في مدخل النص (تجيئينَ عاريةً كاللغة) قلتُ إنك تهرطق، فاللغة ملبس وحاضن كل شيء، بهذا الرأي افتتح كلامه الدكتور علي بن تميم، بينما رأى الدكتور مرتاض أن الشاعر حاول تطويع اللغة الشعرية فحمّلها بعض الشطط. وقال الدكتور فضل أن الشاعر يعتمد على التكرار، ويتكئ عليه، لكن في الحالة الشعرية الحقيقية يلجأ إلى الترميز والتجسيد، فالإطار الخارجي للقصيدة كان خادعاً، أما القصيدة ذاتها فهي مفعمة بروح أدونيس، وبالتصوف، لكن هناك افتعال للغموض، أما فهم معنى (الزرقاء) فإنه يتطلب العودة إلى بودلير، وإلى دلالات الألوان عنده. اللؤلؤ في الختام قبل اختتام الحلقة تم بث تقرير مصور حول اللؤلؤ، حيث استضاف سفير البيئة علي بن سلوم على متن قارب خشبي شعراء الحلقة الأربعة، وتحدث لهم عن أصل اللؤلؤ، وشرح لهم كيفية صيده، واستخراجه من المحارة. مع انتهاء مجريات الحلقة الثالثة من “أمير الشعراء”، ومع تأهل ناصر الدين باكرية بقرار التحكيم، لم يبق للمقدم الفنان باسم ياخور إلا أن يذكر الجمهور بأرقام الشعراء الذين ينتظرون نتائج التصويت عبر الرسائل الإلكترونية، (3) لأحمد الأخرس، و(7) لرشا زقيزق، و(14) لمحمد أبو شرارة . أما المتنافسون في الحلقة الرابعة التي ستبث على الهواء مباشرة من شاطئ الراحة كما هي العادة، فهم: الشيخ ولد بلّعمش من موريتانيا،وباسم الكيلاني من فلسطين، ومنى حسن الحاج من السودان، وهزبر محمود من العراق. يذكر أن الموسم الخامس من “أمير الشعراء” يضم مشاركات من معظم الدول العربية، ومن أفريقيا، وأوروبا. وشهدت دورات البرنامج الأربع الماضية اهتمام آلاف الشعراء العرب والناطقين بالعربية أيضاً، وهو الذي نجح في الكشف عن 125 موهبة شعرية تنافست من خلال المسابقة التي تعرض على قناتي أبوظبي - الإمارات، وشاعر المليون، التي بات يتابعها ملايين المشاهدين من عشاق الشعر العربي الفصيح في أي مكان من العالم. وأصبح البرنامج الذي انطلق منذ عام 2007، الأول والأكثر جماهيرية، وهو المسابقة الثقافيّة المختصة بالشعر الفصيح، والتي باتت تخدم أهداف النهوض بالشعر العربي وإعادة إحياء الاهتمام به وإعادة الاعتبار له.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©