الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وظائف بين الواقع والأحلام

22 نوفمبر 2008 00:44
في البداية، أوجه شكري إلى أسرة رأي الناس على طرحها موضوع التوظيف عن طريق البريد الإلكتروني للمناقشة وأخذ رأي القراء· ولأنني لا أريد أن تكون مقالتي هذه مجرد حبر على ورق، فسوف اسرد لكم تجاربي، وهي كثيرة، في الاعتماد على البريد الإلكتروني في عملية بحثي عن وظيفة · لا أبالغ إذا قلت بأنني أرسلت أكثر من خمسين بريداً إلكترونياً إلى مؤسسات ودوائر حكومية في الدولة، وللأسف كانت الردود ضيئلة جداً أو لا تتجاوز الردود التقليدية من قبيل ''أن الطلب قد تم استلامه'' ،وتمر الشهور وتظل سيرتي الذاتية معلقة بين أعذار متفاوتة منها لا يوجد وظائف شاغرة حالياً ،أو عملية التوظيف متوقفة منذ سنين، لأن هناك إعادة هيكلة وظيفية للموظفين في بعض الدوائر، أو أن التخصص العلمي غير مطلوب لدينا· أما أعجب ما حدث لي في هذه التجربة فهو وصول تقرير يفيد بأن البريد الإلكتروني فشل في الوصول إلى عنوان المستهدف لأنه ممتلئ!، بالرغم من انه تم نشره في الجريدة حتى يقوم الباحثون عن الوظيفة بإرسال سيرهم الذاتية عليه ، فلماذا تنشر هذه العناوين الإلكترونية إذا كانت لا تقوم بوظيفتها؟ والأغرب من ذلك عندما توجهت إلى إحدى الدوائر الحكومية وأخبرتهم بأنني سبق أن قدمت طلباً للتوظيف عن طريق البريد الإلكتروني واني أحتفظ برقم الطلب الذي حصلت عليه أثناء تسجيلي، لأفاجأ بالرد التالي ''الطلبات عن طريق الانترنت لا تؤخذ بعين الاعتبار'' فهل تصميم الموقع الإلكتروني لأي جهة حكومية من الكماليات الجمالية فقط في عصر التكنولوجيا؟ وهل هو مسألة شكلية لمجرد التفاخر وليس لخدمة المواطن وتسهيل المهام عليه؟ لابد أن قسم شؤون الموظفين أو قسم الموارد البشرية بالجهة المعلنة يكلف موظفين بالنظر في طلبات الباحثين عن العمل وتسجيلها وفحصها وترشيح الطلبات التي تنطبق عليهل الشروط، فهل التقصير منهم؟ أم أن الوظائف الشاغرة أصبحت حلما لن يناله الشخص المناسب؟ أم أن الأمر لا يتعدى أن يكون إعلاناً وهمياً؟ إذا كان هذا هو حال التوظيف عبر البريد الإلكتروني أو حتى الذهاب إلى الدوائر والمؤسسات شخصياً وخاصة في مدينة العين، فإن الامر لا يختلف كثيراً في معارض التوظيف التي يقتصر دورها على بعض الوعود· إن الأمر يتطلب جهداً أكبر لتغيير واقع مؤلم لكثير من الخريجين الذي باتوا يحلمون بفرصة ذهبية لنيل شرف خدمة وطنهم· ومن هنا ومن هذا المنبر أناشد أصحاب القرار بالتدخل لوقف وأد أحلام الخريجين في مراحل مبكرة، كما أناشد بعض الجهات الحكومية بالتحلي بالمسوؤلية تجاه طلبات التوظيف وعدم إهمالها· فاطمة المقبالي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©