الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رهائن يتذكرون محنتهم مع القراصنة·· بالخير!

21 نوفمبر 2008 02:35
كانت المياه ساكنة والسماء صافية، وكان أفراد طاقم السفينة المكون من 12 رجلاً من كينيا وسريلانكا مسترخين بعد احتسائهم فنجاناً من الشاي صبيحة أحد أيام الآحاد في فبراير من العام الماضي بعد عودتهم من رحلة لتوصيل مساعدات عذائية للصومال· ثم فجأة رصدوا نقطة تلوح في الأفق أخذت تكبر، وأدركوا أن زورقاً يتجه ناحيتهم مباشرة فغيروا مسارهم وخففوا من سرعتهم· وبعد مطاردة استمرت لساعة ألقت سفينة القراصنة زورقين سريعين من ''الفايبرجلاس'' انطلقا بسرعة من على جانبيها· وكان على متن كل زورق ستة شبان صوماليين مسلحين بالمسدسات والرشاشات ومنصات إطلاق الصواريخ· وهرع البحارة المرعوبون إلى منصة الربان ورفعوا أياديهم إلى أعلى معلنين التسليم· فيما ثبت القراصنة سلماً معدنياً على جانب السفينة وصعدوا على متنها مطلقين طلقة تحذيرية واحدة· وروى البحار الكيني جيمس سامبي، الذي طلب استخدام اسم مستعار خشية مواجهة تبعات من قبل مستخدميه ''قالوا لنا·· لا تخافوا انتم مساكين مثلنا ولن نقتل أي أحد إلا إذا عصيتمونا''· وهكذا وفي واقعة متكررة ضمن ظاهرة مستمرة منذ فترة طويلة لم تستقطب اهتمام العالم إلا الآن، بدأت ملحمة على مدار 42 يوماً وانتهت حين دفع مالك السفينة التي كانت متعاقدة مع الأمم المتحدة فدية كبيرة· وتضيع روايات البحارة الذين يحاصرون في حوادث الاختطاف ومعظمهم من دول نامية يجني بعضهم 100 دولار شهرياً وسط عناوين الأخبار عن التفاوض على الفدى وارتفاع أقساط التأمين والشحنات القيمة· ورسم بحارة كينيون أجرت ''رويترز'' مقابلات معهم صورة عن قراصنة صاخبين يحملون المسدسات ويكيلون التهديدات في البداية ثم يسارعون إلى معاملة رهائنهم بلياقة نسبية· بل إن خاطفي سفينة ''سامبي'' أحضروا عنزة حية إلى السفينة في اليوم الأول وذبحوها وشاركوهم اللحم· وفي اليوم التالي سمحوا لكل بحار بإرسال رسالة نصية من هاتف متصل بالقمر الصناعي إلى أقاربه· وحين أرسلت السلطات من إقليم بلاد بنط الصومالي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي زوارق للإمساك بالسفينة، وضع القراصنة رهائنهم على سطحها كدروع بشرية· وقال سامبي ''أخبروا حرس السواحل أنهم سيقتلوننا لكنهم همسوا لنا بألا نقلق وأن نبقي رؤوسنا منخفضة''· وفي يوم آخر، بينما كانت السفينة راسية قبالة قرية ايل التي تشتهر بالقراصنة، سرت أخبار عن أن القوات الأميركية على وشك اقتحام السفينة ففر جميع القراصنة إلا أربعة· ولم يقتل القراصنة أي رهائن، وقد حافظوا بوجه عام على تغذيتهم جيداً عادة على لحم الماعز متى تنفد إمدادات السفينة· لكنهم يسطون على رهائنهم بانتظام وهدفهم هو الحصول على فدى ضخمة حتى يستطيعوا تغيير حياة الصيادين والمزارعين الفقراء الذين تحولوا إلى قراصنة· ويتذكر البحار عثمان سعيد مانجور، وقد أجلس ابنه وعمره عامان على ركبته في قرية تقع إلى الشمال من مومباسا كيف فتش القراصنة في أغراض أفراد الطاقم الشخصية حين احتجزوا سفينته عام 2005 لأربعة أشهر· وقال: ''أخذوا أربعة آلاف شلن (55 دولاراً) من محفظة نقودي وأخذوا خاتم خطبتي''، لكن العلاقات تحسنت سريعاً· وأضاف: ''بعد نحو شهرين أو ثلاثة أصبحنا أصدقاء·· كانوا يسألون عن مومباسا، وكانوا يمزحون عن أنهم يريدون زوجات''· ويقترح رهائن سابقون على نطاق واسع نفس الحل الذي يقترحه الخبراء الدوليون للمشكلة، وهو أن دوريات القوات البحرية لا يمكن أن توقف القرصنة في منطقة شاسعة كهذه لهذا يجب استعادة النظام على الأرض· وقال سامبي ''القوة ليست هي الحل·· إذا فجروا ناقلة النفط السعودية العملاقة سيريوس ستار لن تبقى في الصومال سمكة واحدة'
المصدر: مومباسا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©