قتل عنصران في الشرطة وأصيب خمسة آخرون بجروح عندما هاجم عشرات المتشددين المجهزين بأسلحة رشاشة وقاذفات صواريخ مركزاً للشرطة الباكستانية فجر أمس. وفي هذه الأثناء دعا رئيس الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي هاري رايد إلى مواصلة تقديم المساعدات لباكستان بعد التوترات التي أعقبت عملية قتل أسامة بن لادن.
ولم يكن من الممكن تأكيد وقوع إصابات في صفوف المتمردين لأن الشرطة قالت إن المهاجمين فروا بعد تبادل النيران في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد.
ويقع مركز الشرطة في سارباند قرب خيبر وهي جزء من منطقة القبائل الباكستانية قرب الحدود الأفغانية. وقالت الشرطة إنها صدت هجوماً أول حوالي منتصف الليل لكن مجموعة أخرى تضم 70 مقاتلاً من طالبان مجهزين برشاشات وقاذفات صواريخ شنت هجوما آخر قبل الفجر. وقال مسؤول الشرطة محمد إعجاز خان”استغرق الأمر حوالي ساعة لصد كل هجوم”. وأضاف “استشهد اثنان من عناصر شرطتنا وأصيب خمسة آخرون” مضيفا أن المهاجمين ألقوا قنابل يدوية على المركز وأطلقوا صواريخ.
وأشار إلى أن المهاجمين أتوا من ناحية خيبر وغادروا في الاتجاه نفسه بعد تنفيذ الهجوم الذي بدا أنه مخطط له بشكل جيد. وأوضح “لقد توجهوا بسيارات إلى المركز، ثم تركوا السيارات في المنطقة القبلية ووصلوا إلى المركز سيرا على الأقدام”. وقالت الشرطة إن المهاجمين هم إما من حركة طالبان الباكستانية أو تابعون لمجموعة ما يسمى “عسكر الإسلام”، وكلاهما ينشط في خيبر.
وتقاتل قوات الحكومة الباكستانية حركة طالبان والقاعدة في شمال غرب البلاد منذ سنوات فيما قتل آلاف الجنود في هذا النزاع الذي يعتبره الكثيرون في باكستان “حرب أميركا”.
ورغم أن الجيش شن عدة هجمات ضد المتمردين فإن الولايات المتحدة تريد منه أيضاً أن يلاحق مجموعات تستخدم الأراضي الباكستانية ملاذاً لمهاجمة القوات الأجنبية عبر الحدود في أفغانستان. وكانت حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع تنظيم القاعدة قد توعدت بالانتقام لمقتل أسامة بن لادن الذي قتل في 2 مايو في شمال البلاد على يد كوماندوس أميركي، ولا سيما بتكثيف حملة اعتداءاتها على الحكومة وقوات الأمن. وفي إقليم بالوشستان على الحدود مع أفغانستان وإيران في جنوب غرب البلاد قتل أربعة من الطائفة الشيعية أمس وأحد المارة في العاصمة الإقليمية كويتا برصاص مهاجمين اثنين كما قالت الشرطة. ولم تتبن أي جهة الهجوم لكن إقليم بالوشستان غالباً ما يشهد أعمال عنف طائفية بين الأقلية الشيعية والغالبية السنية.
من جهة أخرى، اعتبر رئيس الأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي هاري رايد أمس أنه يتوجب على الولايات المتحدة ألا توقف مساعدتها لباكستان بعد التوترات التي أعقبت العملية الأميركية لتصفية أسامة بن لادن. وقال خلال لقاء مع الصحفيين “أعتقد انه في هذا الوقت، نحن في مرحلة صعبة” مضيفاً”يجب أن نرى ما إذا كان بإمكاننا تحسين العلاقات” مع باكستان. وأضاف “ليس الوقت حالياً لعرض العضلات”. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان يجب “وقف الأموال” الأميركية المخصصة لباكستان، قال رايد إنه يجب بالأحرى “التحفظ عن الإدلاء بتعليقات” تتعلق بباكستان. وذكر بأن أي قرار حول باكستان يجب أن يكون مدار مناقشات في الكونجرس ومناقشات مع الإدارة الأميركية.
عدد اليوم
