الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صحراء مصر الغربية قبلة سياحية منسية

3 فبراير 2006

الوادي الجديد-(د ب أ): صحراء مصر الغربية من أغنى صحارى شمال إفريقيا وتحتل مساحة كبيرة من خريطة مصر إذا تبلغ 67 في المئة من إجمالي المساحة الكلية لمصر تقريبا ولكنها لم تأخذ الاهتمام الكامل بها·
وفي نظر رجال الآثار والباحثين هي صحراء 'الخير الواعد' نظرا لما تحتويه من عيون وآبار ومعابد ومقابر وآثار إسلامية ومسيحية وبحيرات وكثبان رملية وجبال ووديان يحنو إليها كل زائر حتى أن الاغريق أطلقوا عليها 'جزر الرحمة' فيها السكون الصامت والهدوء الخاشع إضافة إلى الواحات العامرة بعيونها وآثارها التي كانت محل اهتمام الفراعنة حتى أنهم عينوا لها حاكما من حكام الاقاليم· وتدل نقوش معبد ادفو حين أرسل الملك حملة تأديبية إلى حاكم سيوة عندما تلكأ في إرسال الجزية من زيت الزيتون والتمر· ويعتبر العصر الذهبي للوحات أيام الاسرة الخامسة والسادسة ويدل على ذلك مقابرهم ومعابدهم ومدنهم في قرية بلاط بالواحات الداخلة·
ويطالب خبراء السياحة والاثار بضرورة التركيز على سياحة السفاري في الصحراء الغربية حتى تكون قبلة هذا النوع المربح جدا من السياحة نظرا لانه يستقطب أعدادا كبيرة من السائحين على مستوى العالم وهناك مقومات عديدة لها وكذلك السياحة العلاجية وبالاخص في رمال سيوة للشفاء من أمراض الروماتيزم والروماتايد وأمراض الركبة وكذلك العيون الطبيعية ومنها الدافئ والبارد وشديد السخونة وكذلك سياحة المغامرات بالوديان وتسلق الجبال والرمال ذات الألوان الخلابة·
وبدأ أبو النجا شبيب، الباحث المصري وأحد قدامى المرشدين السياحيين، في رحلة وسط صحراء مصر الغربية لكشف معالمها وأسرارها الرحلة معنا بقوله: إنه إذا ذهب المرء إلى واحة الخارجة فإن أول شيء يقابله هو 'درب الاربعين' الذي يصل مصر بالسودان عبر الصحراء وما حوله من مناظر جميلة من الكثبان الرمليـــة وكذلك بقايا عظام الجمـــال التي تدل على أن هذا الدرب كان حيويا للتجارة وهمــزة الوصل بين مصر والسودان وبالذات تجارة البخور والصندل والعطور والابانوس وسن الفيل فقد كان حلقة وصل بين شمال إفريقيا والسودان·
وبالقرب من واحة الخارجة على شمال درب الاربعين يوجد معبد الالهة إيزيس بدوش (واحة باريس) وفى الطرف الجنوبي من درب الاربعين يوجد أقدم حضارة بإفريقيا في سهل النبطة فوق معابد أبو سمبل ووجدت هناك أقدم بوصلة في العالم وكذلك هناك بعض القلاع والحصون التي بنيت على أطلال معابد فرعونية واستخدمها الاغريق والرومان كما هو في وادي النيل واستخدمت الحصون والقلاع في حماية القوافل التجارية وبالقرب من واحة باريس هناك معمارية المهندس المعماري حسن فتحي سميت بباريس فتحي وكذلك بقايا كنيسة ترجع إلى القرن الرابع الميلادي وإذا سرنا إلى الشمال هناك معبد قصر الزيان والغويطة وبقايا قرية روما·
أما في نهاية درب الاربعين على الناحية الشمالية فهناك أكبر وأضخم معبد في الوادي الجديد الذي شيده داريوس الاول والثاني للالهة آمون رع وزوجته موت وابنته خنسو·
وتأتي بعد ذلك مدينة القصر الاسلامية بعمالها وفنانيها وصناعها من حدادين ونحاتين معماريين وصناع الاواني الفخارية وأبراج الحمام وكذلك المحاكمة العتيقة والجامع أما إذا ترجلنا إلى الشمال نجد اكثر من 300 مقبرة في المزوقة· ويرى شبيب أن درة الصحراء الغربية هي الصحراء البيضاء (كانيون مصر) وهي بأشكالها المختلفة كما لو كان نحتها وصممها أشهر المعماريين وهي على هيئة أشكال مختلفة منها شكل عيش الغراب والبالون والخيام والايس كريم· ويخيل للمرء انه يمشى على جليد أبيض 'حجر جيري ابيض'· ولو قدر للمرء أن يقضي ليلة فانه يخيل له أنه معلق بالنجوم· ويمكن مشاهدة النجوم الصاعقة التي تحيط بها جبال الكريستال·
أما إذا ذهبنا إلى الواحات البحرية التي بها أكبر منجم للحديد أما آثارها فهي لا تعد ولا تحصى أهمها وادي المومياوات·
ويوجد بجوار الوادي معبد الاسكندر وكذلك مقبرة أمنحتب وهناك في جبال الدوست والمعرفة وجد أقدم هيكل عظمي للديناصورات يعود تاريخها إلى خمسة ملايين سنة'·
أما في الشمال الغربي من واحة البحرية فتوجد واحة 'سيوة' وبها آبار وعيون ومن أهمها عين كليوباترا·
وهناك معبد الوحي 'الاسكندر الاكبر' وكذلك معبد 'آمون' وجبال الموتى وبها 'مقبرة سي آمون ومقبرة التمساح' وفي الغرب بلاد الروم وبها العديد من المقابر وكذلك البحيرات التي تحيط بواحة سيوة·
أما إلى الجنوب فيبدأ بحر الرمال الاعظم وهو أحد 18 بحر رمال في العالم منهم أربعة في أفريقيا أشهرهم بحر رمال مصر ذو الرمال البيضاء في البداية والرمال الحمراء في النهاية وينتهي عند هضبة الجلف الكبير·
وفي الشرق بالقرب من الداخلة يوجد أكثر من 80 'غرد رملي' أحدهما يصل طوله إلى 150 كيلومترا منها ما هو على هيئة سيوف والاخر حلزوني الشكل يغطي 72 ألف كيلومتر مربع· أما إلى الجنوب من بحر الرمال هناك السيلكا جلاس من الابيض والاخضر تغطي 40 كيلومترا مربعا وحتى الان لا ندري كيف أن الفرعون الصغير توت عنخ آمون جلب تميمته التي هي على هيئة جعران من هذه المنطقة وكيف ذهب وكيف عاد وما هي الوسيلة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©