الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق بين هادي والقبائل لوقف الحرب مع «الحوثيين»

اتفاق بين هادي والقبائل لوقف الحرب مع «الحوثيين»
29 مايو 2014 23:50
عقيل الحـلالي (صنعاء) توصل الرئيس اليمني الانتقالي عبد ربه منصور هادي مع شيوخ القبائل اليمنية أمس، إلى خارطة طريق محلية لإنهاء الصراع المسلح في عمران أبرز نقاطها «تغيير» المحافظ مقابل انسحاب الحوثيين من محيط المدينة ونشر قوات عسكرية هناك. في حين اغتيل عقيد في الشرطة اليمنية ونجله أمس الخميس برصاص مسلحين كانا على متن دراجة نارية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد وذلك في أحدث عمليات القتل التي تستهدف رجال الجيش والأمن في هذا البلد حيث يستمر التوتر المسلح بين الجيش والمقاتلين الحوثيين في محافظة عمران الشمالية منذ 20 مايو الجاري. وذكر مسؤولون أمنيون وسكان في مدينة المكلا لـ«الاتحاد» أن مسلحين كانا على متن دراجة نارية أطلقا أعيرة نارية على العقيد سالمين العوبثاني عندما كان يقود سيارته الخاصة برفقه أحد أبنائه في منطقة «الغليلة» في «ديس المكلا». وأوضحوا أن الهجوم أسفر عن إصابة العقيد العوبثاني، وهو مدير الشرطة السابق في مدينة المكلا، ونجله عوض قبل أن يفارقا الحياة أثناء تلقيهما العلاج في مستشفى «ابن سيناء» الحكومي بالمدينة. وقتل جندي يمني وأصيب أربعة آخرين باشتباكات اندلعت الليلة قبل الماضية بين قوات عسكرية وجنود منشقين في اللواء 201 ميكانيكي المرابط في محافظة لحج (جنوب) حيث توجد قاعدة عسكرية أميركية غير معترف بها رسميا. وقال مصدر عسكري في لحج لـ«الاتحاد»، إن الاشتباكات اندلعت بالقرب من قاعدة «العند» الجوية على خلفية مطالب احتجاجية حقوقية قادها عشرات الجنود واستمرت لفترة قصيرة، موضحا أن الاشتباكات تسببت برفع حالة التأهب لدى قوات أميركية متمركزة داخل القاعدة الجوية الرئيسية. إلى ذلك خفت أمس حدة المعارك العنيفة بين قوات الجيش المسنودة بمليشيات قبلية محلية ومقاتلي جماعة الحوثيين المستمرة في محيط مدينة عمران، شمال العاصمة صنعاء، منذ 20 مايو الجاري. وذكرت مصادر عسكرية ومحلية في عمران لـ«الاتحاد» أن هدوءا حذرا صباح ومساء أمس ساد جبهات القتال بين الجيش المدعومة برجال قبائل موالين لحزب الإصلاح من جهة، والمقاتلين الحوثيين من جهة ثانية. وأشارت إلى اشتباكات متقطعة اندلعت في وقت مبكر أمس في منطقتي «ضبر»، و«الجنات» شمال وشمال مدينة عمران، مما أدى إلى جرح 10 جنود على الأقل، بينما لم يعرف ضحايا جماعة الحوثيين بسبب امتناعها عن التصريح. وعزا مصدر عسكري توقف المعارك إلى امتناع «الحوثيين» عن مهاجمة قوات اللواء 310 المنتشرة في مداخل مدينة عمران، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للواء قادمة من صنعاء. وأقرت مصادر في الجماعة المذهبية، تحدثت لـ«الاتحاد»، بـ«صعوبة اقتحام مدينة عمران»، الواقعة على بعد 50 كم شمال العاصمة، مشيرة إلى أن الجماعة تلقت خسائر بشرية ومادية كبيرة في منذ اندلاع المواجهات. وكان الرئيس اليمني حذر أمس الأول جماعة «الحوثيين» من محاولة اقتحام مدينة عمران وذلك لدى لقائه زعماء ووجهاء قبائل محلية في المحافظة، الخاضعة غالبية مناطقها منذ فبراير لسيطرة الجماعة المسلحة التي تطالب بإقالة حاكم عمران محمد حسن دماج، وهو قيادي كبير في حزب «الإصلاح» الذي على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وتوصل هادي مع شيوخ القبائل إلى خارطة طريق محلية لإنهاء الصراع المسلح في عمران أبرز نقاطها «تغيير» المحافظ دماج مقابل انسحاب الحوثيين من محيط المدينة ونشر قوات عسكرية هناك. وأبلغ وجيه قبلي حضر اللقاء (الاتحاد) أن هادي أكد أن الدولة «ستساند» قوات اللواء 310 في حال أصر الحوثيون على المواجهة العسكرية، وأنه أمر بإرسال تعزيزات إلى معسكر اللواء الذي يقوده العميد حميد القشيبي. وذكر الوجيه القبلي أن هادي أكد أن قرار الحرب على «الحوثيين» مسؤولية قيادة وزارة الدفاع وقيادة المنطقة العسكرية السادسة. من جهة أخرى نفى مكتب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي ما يزال يرأس أكبر الأحزاب السياسية في البلاد تقريرا صحفيا محليا نشر أمس، الزعم بسعي صالح إلى مصالحة عائلة الأحمر، لمواجهة «الحوثيين» في الشمال. وقال مصدر مسؤول في مكتب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي العام»، إن هذا التقرير «لا أساس له من الصحة»، وأنه تضمن «معلومات خاطئة وغير صحيحة». وكانت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية، حورية مشهورة، حذرت خلال مداخلة لها أمس الأول، في الاجتماع السنوي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة المنعقد حاليا في نيويورك، من أن «انتشار الجماعات المسلحة» في اليمن يحد من قدرة الدولة «على القيام بدورها في تحسين حياة اليمنيين وتقديم الخدمات الأساسية والضرورية لهم». وعزت مشهور «هشاشة الدولة» إلى «غياب سيادة القانون»، موضحة أن السلطات الانتقالية في اليمن تكافح «لإعادة الاعتبار للقانون» من خلال صياغة الدستور الجديد حسب مقررات مؤتمر الحوار الوطني المنتهي أواخر يناير. وكان هادي التقى أمس في صنعاء أعضاء لجنة صياغة الدستور، وبحث «ما أنجزته اللجنة في إطار برنامج عملها في صياغة الدستور الجديد»، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وحث هادي أعضاء اللجنة المشكلة من 17 شخصية قانونية يمنية، على العمل «بروح الفريق الواحد لإنجاز هذه الوثيقة الهامة». وأشار إلى أن «أنظار اليمنيين متوجهة صوب اللجنة وما ستسفر عنه أعمالها من صياغة لدستور الدولة الاتحادية الجديدة التي تكفل الحقوق والحريات والمساواة والشراكة». وأكد ضرورة العمل بكل الطاقات في أسرع وقت ممكن لصياغة الدستور الجديد الذي سيعرض لاحقا في استفتاء شعبي أواخر العام الجاري، داعيا في الوقت ذاته أعضاء اللجنة إلى الاستفادة من التجربة الألمانية في هذا الجانب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©