الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

16 قتيلاً من «القاعدة» والجيش اليمني يقتحم زنجبار

16 قتيلاً من «القاعدة» والجيش اليمني يقتحم زنجبار
15 مايو 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قتل 16 متشدداً على الأقل، بينهم عشرة سقطوا في غارة جوية، وأصيب العشرات أمس الاثنين، ثالث أيام معركة الجيش اليمني ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في محافظة أبين (جنوب)، وسط أنباء عن اقتحام القوات الحكومية أجزاء من مدينة زنجبار، عاصمة أبين، وإحرازها تقدما باتجاه بلدة “جعار”، المعقل الرئيس للمتطرفين الذين يسيطرون على هذه المحافظة منذ عام.وقال سكان محليون في أبين، لـ(الاتحاد)، إن الجيش “اقتحم” مدينة زنجبار، من جهة الشرق، بعد أن حقق تقدما باتجاه منطقة “دهل أحمد”، القريبة من منطقة “سواحل” السكنية، شرقي زنجبار. وأفادوا بأن هذا التقدم تزامن مع تقدم وحدات عسكرية أخرى باتجاه منطقة “الكود” جنوب زنجبار، التي سقطت، أواخر مايو الماضي، بأيدي مقاتلي جماعة “أنصار الشريعة”، التي تدين بالولاء ل”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”.وتشارك سبعة ألوية عسكرية، تضم حوالى 20 ألف جندي يمني، في معركة “الحسم النهائي” ضد تنظيم القاعدة، بمساندة من سلاح الجو ووحدات من البحرية اليمنية، وتحت إشراف خبراء عسكريين أميركيين، متواجدون حاليا في جنوب البلاد. وأوضح سكان بأن معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي “القاعدة” اندلعت في شمال شرق زنجبار، وأنه سيارات تابعة للتنظيم شوهدت تقل قتلى وجرحى إلى بلدة “جعار”، المعقل الرئيس للمتشددين في أبين، والواقعة على بعد 12 كم شمال غرب زنجبار.وأقرت مصادر قريبة من تنظيم القاعدة في أبين، تحدثت لـ(الاتحاد)، بمقتل ستة من عناصر التنظيم وإصابة آخرين في مواجهات مع الجيش شمال شرق زنجبار. وأعلنت مقتل عشرة من عناصر “القاعدة” وإصابة آخرين، صباح الاثنين، في غارة جوية استهدفت تجمعا لهم في بلدة “شقرة” الساحلية شمال شرق زنجبار، ليرتفع إلى 47 عدد قتلى “القاعدة”، منذ السبت، بينهم 11 سقطوا في غارتين جويتين أميركيتين بمحافظتي مأرب (شرق) وشبوة (جنوب شرق)، ليل السبت الأحد.وكان 20 من مقاتلي القاعدة قتلوا، الأحد، في مواجهات عنيفة مع قوات الجيش التي تحاول التقدم باتجاه بلدة “جعار” من منطقة “الحرور” الفاصلة بين محافظتي أبين ولحج، لكن مصادر في تنظيم القاعدة تشكك في صحة هذه الإحصائية. إلا أن مسؤولا محليا في لحج، مطلعا على سير العمليات العسكرية في محور “الحرور”، قال لـ (الاتحاد)، أمس الاثنين، إن الجيش حققا تقدما كبيرا في معاركه ضد القاعدة، مؤكدا مقتل 20 من التنظيم وجرح آخرين في مواجهات الأحد. وأفادت مصادر طبية في عدن لـ (الاتحاد) بأن مستشفيات حكومية في المدينة استقبلت، أمس الاثنين، قتلى وجرحى من تنظيم القاعدة سقطوا في المعارك الدائرة في محور “الحرور”. وأشار المسؤول المحلي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن القوات الحكومية اقتربت من قرية “الحصن”، القريبة جدا من بلدة “جعار”، مضيفا: “أصبحت جعار والحصن على مرمى مدفعية الجيش”. وأفاد مواطنون - نزحوا الأحد من بلدة “جعار” عبر منطقة “الحرور” - (الاتحاد)، بأن القوات العسكرية “جندت المئات من أهالي وسكان القرى الواقعة بين جعار والحرور”، لقتال تنظيم القاعدة، الذي عزز تواجده العسكري في قرية “الحصن” للدفاع عن هذه القرية، كونها آخر المعاقل التي تحمي “جعار”. ولاحقا، شنت مقاتلات حربية غارات جوية على تجمعات لمقاتلي “القاعدة” في منطقة “عمودية”، جنوب زنجبار، ومنطقتي “المخزن” و”عبر عثمان”، القريبتين من بلدة “جعار”. ورجحت مصادر محلية سقوط قتلى وجرحى في هذه الغارات، التي قالت إن “مقاتلات يمنية” نفذتها.وكانت سفن حربية أجنبية انتشرت، قبل أيام، على طول ساحل محافظة أبين المطل على البحر العربي، لدعم اليمن في معركته ضد “القاعدة”، الذي استغل موجة الاضطرابات المستمرة في هذا البلد منذ أكثر من 14 شهرا، في توسيع نفوذه على مناطق جديدة خصوصا في الجنوب. وقالت مصادر عسكرية في قاعدة “العند” الجوية، في محافظة لحج، لـ(الاتحاد) إنه تم أمس الاثنين نقل الخبراء الأميركيين الذين وصلوا، الأسبوع الماضي، إلى القاعدة للإشراف على أداء القوات الحكومية في حربها ضد تنظيم القاعدة في أبين.وأوضحت المصادر بأنه تم نقل هؤلاء الخبراء “إلى جهة مجهولة”، غداة تعرض القاعدة، وبالتحديد مقر استضافة الخبراء، لهجوم بالأسلحة الرشاشة لمسلحين مجهولين، لاذوا بالفرار، دون أن يسفر هجومهم عن وقوع إصابات. وعلى صعيد متصل، أطلق مجهولون النار على جنود من اللواء 39 مدرع، المرابط في مدينة عدن، والذي يشارك في الهجوم على معاقل “القاعدة” في أبين. وذكرت وزارة الداخلية اليمنية، في بيان، أمس الاثنين، أن الهجوم، الذي وقع بجوار الصالة الرياضية في مديرية “خور مكسر” (شرق)، لم يسفر عن “أي إصابات”، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية اعتقلت بعد حملة تمشيط استهدفت المنطقة المجاورة للحادث، مسلحا للاشتباه بتورطه في هذا الهجوم. وفجر متشددون، يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة، أمس الاثنين، خطا لأنابيب الغاز، في محافظة شبوة، المجاورة لمحافظة أبين، والتي يُعتقد بأن القيادة الرئيسة للتنظيم تختبئ في سلسلتها الجبلية الوعرة.ومن المرجح أن يؤخر هذا التفجير عملية استئناف أنتاج الغاز الطبيعي المسال، الذي توقف بعد هجوم آخر وقع في أبريل وأعلن متشددون إسلاميون مسؤوليتهم عنه. وقال موظف في منشأة تسييل الغاز الطبيعي، المشروع الصناعي الأضخم في اليمن،: “هز الانفجار الموقع الساعة الثالثة صباح اليوم (أمس) في منطقة صحراوية بمحافظة شبوة”، مضيفا أن استئناف الإنتاج “سيتطلب الآن عدة أسابيع”، حسب وكالة رويترز. وقال سكان انه كان يمكن رؤية ألسنة النيران من على بعد عدة كيلومترات. وصرح مسؤول امن في محافظة شبوة أن المتشددين تبادلوا إطلاق النيران مع لواء للجيش اليمني مكلف بحراسة خط الأنابيب الذي يمتد من محافظة مأرب إلى مرفأ “بلحاف” للتصدير. وتعرضت خطوط أنابيب النفط والغاز في اليمن لعمليات تخريب متكررة منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في يناير من عام 2011، وهي الاحتجاجات التي أطاحت، نهاية فبراير، بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي حكم البلد قرابة 34 عاما. من جانب آخر حذر قيادي بارز في ائتلاف “اللقاء المشترك”، الشريك في الحكومة الانتقالية في اليمن، أمس الاثنين، من إعادة هيكلة الجيش المقسوم منذ أكثر من عام قبل إجراء حوار شامل بين كافة الأطراف المتصارعة في هذا البلد. وقال محمد المتوكل، زعيم حزب “اتحاد القوى الشعبية”، في حوار مع صحيفة “الجمهورية” الرسمية،: “لا يجوز أن تكون الهيكلة قبل الحوار”، معللا ذلك بأن “أحد أهم الأسس للدولة المدنية الحديثة هو الجيش، لهذا لا بد أن نتفق أولاً على اللجنة التي ستشرف على إعداده ونتفق على الأسس والمعايير الواجب توافرها في قادة الجيش بحيث يكون الجيش للدولة لليمن لا لأفراد أو عائلة أو منطقة”. وأشار المتوكل، الذي يشتهر بمخالفة توجهات قادة “اللقاء المشترك”، إلى “أن الذين يدعون إلى الهيكلة اليوم قبل الحوار هم يريدون أن تكون الهيكلة لصالحهم وأن يكونون هم البديل وهذا لا يجوز”. وشدد المتوكل، وهو أحد أبرز الأكاديميين في جامعة صنعاء، على ضرورة إقامة حوار وطني شامل بين كافة الأطراف السياسية في البلاد، باعتبار أن الرئيس السابق “علي عبدالله صالح قد سلم الرئاسة والقوى المتصارعة أصبحت اليوم مستسلمة”. وأضاف: “من سيرفض الحوار سيكون عدواً للجميع واليمن ليست بلدا خاصة بعلي عبدالله صالح أو اللقاء المشترك اليمن هي بلد جميع أبنائها”. إلى ذلك، تظاهر مساء أمس الاثنين، الآلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية، أمس الاثنين، في صنعاء، للمطالبة بإعادة هيكلة الجيش اليمني قبل مؤتمر “الحوار الوطني”، المزمع عقده خلال النصف الثاني من العام الجاري. وردد المتظاهرون، الذين انطلقوا من مخيم الاحتجاج الشبابي بصنعاء، وجابوا عددا من الشوارع المحيطة به، هتافات منددة باستمرار بقاء نجل الرئيس السابق، العميد الركن أحمد علي صالح، في قيادة “الحرس الجمهوري” الفصيل الأقوى تسليحا داخل الجيش اليمني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©