الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الإسلام والإرهاب» منتج إعلامي يبثه الغرب وتعززه أفعال بعض المسلمين

15 مايو 2013 23:39
دينا جوني (دبي) - لم يأت القلق الذي شعر به المسلمون في مختلف أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة بشكل عام إثر التفجيرات التي وقعت في بوسطن الشهر الماضي من فراغ. هذا القلق نقلته العديد من الصحف الأميركية ومنها «الهافينغتون بوست» من خلال تحقيقات ميدانية مع مسلمين يعيشون إما في بوسطن أو حتى خارج الولايات المتحدة. ويتمثل هذا الخوف من أن يكون مرتكبو تلك الجريمة مسلمون، كون التهمة الموجهة للإسلام والمسلمين عند حدوث أي عملية إرهابية أصبحت أشبه بالأمر الواقع، والمطلوب فقط إما تأكيدها أو نفيها. تلك الحالة من خوف المسلمين من أنفسهم وخوف الغرب منهم، ناقشها مشاركون في الجلسة الصباحية الأولى من منتدى الإعلام العربي تحت عنوان عنوان “صناعة الإسلاموفوبيا: هل يصحح الإعلام إدراك العرب والغرب؟”. واستضافت الجلسة، التي أدارها عبدالله المديفر، إعلامي في قناة روتانا خليجية كلاً من عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وناثان لين رئيس تحرير “أسلام ميديا”، وسعيد اللاوندي كاتب وخبير في العلاقات الدولية، ورشيد الخيون باحث متخصص في التراث. وأكد سعيد اللاوندي أنه خلال الـ20 عاماً الماضية التي أمضاها في فرنسا، لاحظ العديد من الممارسات التي تشير إلى ظاهرة الإسلاموفوبيا من قبل الغربيين ضد المسلمين بشكل عام. فهم يعتبرون أن أي شخص له أصول شرقية أو قادم من الشرق ما هو إلا إرهابي، وأن المتهم “ الإرهابي - الشرقي” مدان حتى تثبت براءته، عكس المبدأ القانوني المعروف. وبين أنه يقطن في أوروبا 26 مليون مسلم منهم من أصول عربية ومنهم من أصول أوروبية، وأن 20% منهم ينحدرون من أصول إسلامية، وأن 63 أوروبياً يعتنقون الإسلام يومياً، وهذا كله يدفع العديد من الحاقدين على الدين والمحاربين له للخوف من الإسلام. وقال التويجري إنه للتعرف إلى طبيعة تلك الحالة لا بد لنا من استحضار أمثلة تاريخية تبرز أن تخويف الغير من الإسلام بدأت منذ نشأة هذا الدين الحنيف. إذ تخوف المجتمع الجاهلي من الإسلام ورسالته، وتكونت جبهات لمواجهته بالتكذيب والتضليل والكذب على الناس. أما مصطلح “الإسلاموفوبيا”، فقد نشأ عام 1987 من قبل الإنجليز وانتشر إلى اللغات الأخرى. وقال إن بداية المصطلح كان يعني “الخوف الذي يخلق الكراهية ضد كل المسلمين”، وأول من استعمل هذا المصطلح في فرنسا ماليه إيميل بمقالة كتبها تحت عنوان “ثقافة وحشية”. وأضاف أن لهذا الخوف اعتبارات وروابط أهمها رواسب الماضي القديمة، وثانيها الوضع في العالم باعتبار أن الإسلام ينتشر بكثرة في العديد من الدول الغربية، وما الأحداث التي وقعت في 11 سبتمبر إلى القشة التي قصمت ظهر البعير. وقال أنه لا بد من وقفة صريحة مع النفس، إذ إ تصرفات بعض المسلمين لا تتفق تماما مع مبادئ الإسلام. وهو ما ساهم في تكريس هذه الظواهر التي تعزز فكرة أن المسلمين عدائيين ومتخلفين. وقال إن هذه الظاهرة يمكن التعامل معها بحكمة من خلال الانتشار الواسع للمسلمين والمثقفين، والتعايش مع الغرب، بالإضافة إلى الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام في تصحيح هذه الصورة. وتطّرق التويجري للحديث عن مرحلة الدراسات الاستشراقية التي ساهم بعضها في تشويه التاريخ الإسلامي وقلب الحقائق، رغم وجود عدد من المستشرقين المنصفين، لافتاً كذلك إلى أن الإسلاموفوبيا كظاهرة تخالف الميثاق الدولي والعهد الخاص بالحقوق المدينة والسياسية التي تحظر أي دعوة تحرض على التمييز والعداوة والعنف، لهذا تدخل الإسلاموفوبيا في هذا الإطار، مشيراً إلى أنها ظاهرة ضد حركة التاريخ والقانون الدولي وإرادة حكماء العالم، وتقوّض جهود الحوار بين الثقافات. من جهته، قال ناثان لين رئيس تحرير “أسلان ميديا”، إن ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تندرج فقط في إطار الظاهرة، بل بحسب اعتقاده تتعدى لتصبح منتج يتم تطبيقه في الغرب وبيعه كأحد سلع الإعلام التي يتم إنتاجها بجدارة وحرفية، لضمان العديد من المسائل أولها السياسية، حيث إن دور الغرب في النزاعات والحروب يحتم عليها إيجاد عدو، والعدو الآن هو الإسلام. واتفق ناثان لين مع التويجري في الكراهية المسبقة عند بعض الغرب للمسلمين، مشيراً إلى أن هذه الكراهية التي تولدت عن الخوف تشكّل “صناعة” وليست ظاهرة وأنها منتج دام لسنوات يصنع ويباع من قبل الآلات الإعلامية في الغرب. وأوضح أن هذا الأسلوب المتعمد من هذه القنوات هو لجذب المشاهدين أو المحافظة عليهم كي يحققوا أكبر قدر من المشاهدة ضاربين بعرض الحائط القواعد المهنية والأخلاقيات، حيث يعتبرون أن الهدف الرئيس لهم جلب أكبر عدد من المشاهدين، لتحقيق قدر مرتفع من الإعلانات. وألمح إلى أن وسائل الإعلام الأميركية تنتهز فرصة تأجج العواطف عند وقوع اعتداء ما، لتبث سموم الحقد ضد الإسلام وتجيش المشاعر ضد الجاليات المسلمة. وهي تنفذ ذلك بأسلوب رخيص تربط به الحدث مع المفردات عبر بث حي مباشر. من جهته، أشار رشيد الخيون إلى الاستخدام السيكولوجي لمصطلح “الوفوبيا” أو “العقدة” وربطه بالإسلام، إذ يرمز عند اطباء النفس إلى الخوف والرهاب والفزع، متسائلا هل الإسلاموفوبيا صناعة إعلامية أم لها أصل حقيقي؟ وقال يجب ألا نوجّه الشك فقط للطرف الآخر دون أن نلتفت إلى أنفسنا وما لدينا، مشيراً إلى ضرورة صياغة العلاقة مع الغرب في الإطار الذي نريد أن يراه الغرب فينا كما يفعل الغرب معنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©