الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سوق القصدير يفتح «شهية» الشركات العاملة في الإمارات

سوق القصدير يفتح «شهية» الشركات العاملة في الإمارات
1 أكتوبر 2016 21:37
مصطفى عبدالعظيم (دبي) يتيح الطلب المتزايد على الاستخدامات الجديدة للقصدير في مجالات التكنولوجيا المستدامة وترشيد الطاقة، فرصاً تجارية واعدة أمام الشركات العاملة في دولة الإمارات، وذلك بالتزامن مع النمو الملحوظ في الطلب على القصدير في السوق المحلي ودول مجلس التعاون وجنوب آسيا، حسب دراسة صادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبي. وأوضحت الدراسة أنه يمكن للشركات في الإمارات عدم الاكتفاء بالتجارة في القصدير، من خلال صنع منتجات ذات قيمة مضافة من هذه المادة، وذلك لبيعها في دول مجلس التعاون ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتزامن مع احتمال زيادة استخدام التكنولوجيا المستدامة والطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية في هذه المناطق، مشيرة إلى أنه يمكن أن يساعد الاستثمار في إضافة القيمة والمنتجات المصنعة حسب الطلب، الشركات المحلية في زيادة صادراتها وأيضا منحها مزايا تنافسية في دول مجلس التعاون ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووفقاً للدراسة يعتبر القصدير من المعادن الهامة التي لديها تطبيقات في عدة صناعات، وحسب المعهد الدولي لأبحاث القصدير، فإن أكبر تطبيقات القصدير المكرر في العالم تشمل اللحام، تليها الكيماويات، صفائح القصدير (تستخدم غالبا في صناعة مواد التغليف) وكذلك البطاريات السائلة، أما من حيث القطاعات، فإن أكبر تطبيقات القصدير تتركز في الإلكترونيات الاستهلاكية، تليها معدات النقل، التغليف، البناء والمعدات الصناعية. وأشارت الدراسة إلى أنه بالنسبة للاستخدامات المتعددة للقصدير، فإنه يعتبر معدنا مهما يستخدم في العديد من الصناعات في الإمارات تتراوح بين التغليف إلى تجارة خردة القصدير. مع قيام الشركات الإماراتية بإعادة تصدير القصدير، فإن زيادة إعادة الصادرات منه قد تشكل فرصا محتملة للشركات العاملة في المجال. سوق القصدير بالإمارات وقالت الدراسة: عادة ما يتزامن ارتفاع الطلب على القصدير مع النمو في معدل دخل الفرد. ونتيجة لذلك، فإن النمو الاقتصادي يعتبر واحدا من أسباب زيادة الطلب على الواردات من القصدير في الإمارات خلال الفترة من 2012 - 2014، حيث ارتفعت الواردات من هذا المعدن ومصنوعاته تحت رمز النظام المنسق HS80 من نحو 25 مليون دولار إلى 35 مليون دولار تقريبا وذلك بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 18%. كذلك شهدت الصادرات منه نموا من 13.7 مليون دولار في 2012 إلى نحو 18 مليون دولار بحلول 2014 وذلك بمعدل نمو سنوي تراكمي بلغ 15%، بينما انخفضت إعادة الصادرات منه خلال نفس الفترة من 10 ملايين دولار إلى 5 ملايين». وشملت المصادر الرئيسة لواردات الإمارات من القصدير في العام 2014 ماليزيا، إندونيسيا والصين. بينما شملت الوجهات الرئيسة لصادرات الإمارات من المعدن في العام نفسه بولندا والهند والسعودية. الاتجاهات والفرص وبحسب الدراسة، اتسمت السوق العالمية للقصدير بنمو الطلب، فطبقاً للمعهد الدولي لأبحاث القصدير، شملت قائمة الدول الرئيسة المستهلكة للقصدير الصين واليابان ودولاً أسيوية أخرى. ويعزى ذلك جزئياً إلى أن لحام القصدير يستخدم في صناعة الإلكترونيات، وقد ارتفعت حصة آسيا من استخدام المعدن في العالم نسبة لتحول صناعة الإلكترونيات نحو آسيا. وأشارت الدراسة إلى أن إندونيسيا تعتبر أكبر منتج للقصدير في العالم، تليها الصين وبيرو وبوليفيا، لافتة إلى أن إجمالي المعروض العالمي ظل في تراجع مع النمو التدريجي للطلب. وفقا لبيانات ضمن تقرير القصدير في الربع الثالث 2016 الصادر عن (بزنيس مونيتر انترناشيونال)، فإن السوق العالمية للقصدير يتوقع أن تشهد عجزاً بسيطا في الفترة من 2016 وحتى 2020. جزئياً وقد يعود سبب انخفاض الاستثمار في تعدين وإنتاج القصدير إلى انخفاض أسعاره، خصوصا أنه في الفترة من 2002 وحتى الربع الثاني من 2011 شهدت أسعار القصدير ارتفاعاً قوياً. عقب ذلك، تراجعت الأسعار من نحو 32,451 دولار للطن في أبريل 2011 إلى 13,769 دولار للطن في يناير 2016. وأشارت الدراسة إلى أنه على الرغم من ذلك، بدأت أسعار القصدير في التعافي منذ فبراير 2016 وإذا استمر هذا التعافي فإنه قد يحفز ضخ مزيد من الاستثمارات في تعدين وإنتاج القصدير عالميا، لافتة إلى أنه في بعض الدول، شجعت لوائح قانونية استخدام القصدير عوضا عن الرصاص، وكذلك تنظيم صناعة القصدير في بعض الدول بسبب استخدامه في تغليف الأطعمة، موضحة أنه من ناحية العرض، تقوم الدول المنتجة كل على حدة بتنظيم كمية القصدير التي يتم تصديرها، فعلى سبيل المثال، في إندونيسيا، يلزم منتجو القصدير بالحصول على توصية وتصريح بالتصدير قبل عملية تصديره. الفرص التجارية وقالت الداسة إن مع تعدد استخدامات القصدير، فإن استعمالاته في تطبيقات الطاقة يعتبر من أهمها، مشيرة إلى أن ذلك يتم تقليدياً باستخدامه في اللحام المخصص لبطاريات السيارات. ويعد القصدير اقتصاديا في استهلاك الطاقة ومن المعادن الخفيفة الوزن نسبياً، لذلك، أجريت أبحاث لاستخدامه بهدف تحقيق الطاقة المستدامة، وذلك في حفظ الطاقة والخلايا الشمسية والهايدروجينية لإنتاج الطاقة، كذلك يمكن استخدامه في بطاريات السيارات حيث يحسن من الأداء وبالتالي يقلل من استهلاك الطاقة. ويتوقع أن تشهد أسواق منتجات الرصاص نموا مع بدء بيع السيارات الكهربائية في دول مثل الصين، كذلك قد يؤدي النمو المتوقع في شبكات حفظ الطاقة الكهربائية إلى زيادة الطلب على القصدير، أما بالنسبة للشركات في الإمارات، فيمكن حسب الدراسة أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب في الأسواق التقليدية للصادرات وإعادة الصادرات في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وجنوب آسيا، كما يمكن للشركات توجيه جهودها التسويقية إلى منتجين متخصصين في التكنولوجيا المستدامة، وتشمل مشاريع كبيرة لترشيد الطاقة لتوضيح منافع استخدام القصدير في تطبيقات التقليل من استهلاك الطاقة وبالتالي زيادة مبيعاتها. أهم الفرص الواعدة في الدولة دبي (الاتحاد) أوضحت الدراسة أن الشركات المحلية يمكنها أيضاً زيادة صادراتها من خلال التركيز على دول خارج الوجهات التقليدية لإعادة صادرات القصدير، مشيرة إلى أنه وحسب (بزنيس مونيتر إنترناشيونال) يتوقع أن تشهد أسواق القصدير في الهند وماليزيا والصين نموا نشطا، لهذا يمكن للشركات تحقيق أرباح بزيادة صادراتها إلى سوق الصادرات الرئيسة الهند وفي الوقت ذاته تتواصل مع الموردين في الصين وماليزيا لأجل زيادة إعادة صادراتها من القصدير إلى هذه الأسواق. وأفادت الدراسة أن من المحتمل أن تشهد هذه الأسواق مزيداً من الطلب على منتجات القصدير ذات القيمة المضافة، حيث إن معظم صادرات وإعادة صادرات الإمارات تتركز في القصدير الخام، ومع ذلك يمكن تحقيق القيمة المضافة من خلال تصدير وإعادة تصدير المنتجات المكتملة الصنع مثل قضبان وأسلاك القصدير، صفائح القصدير إلى دول نامية في آسيا. كذلك، يتم إنتاج خردة القصدير في مناطق قريبة لذلك يمكن من خلال استيراد هذه الخردة ومن ثم إعادة تدويرها وتصديرها، أن تشكل فرصاً تجارية محتملة. وحسب الدراسة، تشمل التحديات التي قد تواجه شركات القصدير في الإمارات احتمال انخفاض الطلب في قطاعات معينة بسبب الاستخدام الأكثر كفاءة لمواد أخرى، وكذلك بسبب التكنولوجيا الجديدة مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد والتي قد تساعد في استبدال القصدير بمواد أخرى. أيضاً، ينتج القصدير بشكل رئيسي في دول قليلة مما قد يخلق تحديات لوجستية عند الحاجة إلى نقله لمسافات بعيدة. وقالت الدراسة في ما يتعلق بمواجهة هذه التحديات، إن الشركات في الإمارات يمكنها التوصل إلى عقود طويلة الأمد مع موردي القصدير. كذلك، قد يساعد تخزين منتجات القصدير المكتملة الصنع في دبي في الجاهزية عند زيادة الطلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©