الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء عسكريون: منفـذو الاغتيالات في عـدن ليسـوا من القاعـدة

خبراء عسكريون: منفـذو الاغتيالات في عـدن ليسـوا من القاعـدة
1 أكتوبر 2016 19:40
صالح أبوعوذل (عدن) أكد سياسيون يمنيون، أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وميليشيات الحوثي، وجماعة الإخوان المسلمين هم المستفيدون من الهجمات الإرهابية التي تنفذها القاعدة في مدينة عدن، والمدن الجنوبية المحررة. وقالت شرطة عدن، إن «خلية إرهابية تم ضبطها من في عدن اعترفت بتنفيذ عمليات إرهابية طالت قيادات عسكرية وأمنية في عدن». وشهدت عدن التي حررتها المقاومة الجنوبية بدعم من قوات التحالف العربي وقوات إماراتية على الأرض في منتصف يوليو من العام المنصرم، سلسلة هجمات نفذتها جماعات مسلحة ابتدأت بالهجوم على فندق القصر، وهجمات أخرى راح ضحيتها العشرات من المسؤولين والقيادات العسكرية والأمنية، لعل أبرزها، واقعة اغتيال محافظ عدن السابق، اللواء جعفر محمد سعد. وقالت الشرطة التي يقودها اللواء شلال علي شائع، في بلاغ صحفي حصلت (الاتحاد) على نسخة منه، «إن الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن ألقت القبض على خلية إرهابية مكونة من ثمانية أشخاص اعترفوا بمسؤوليتهم الكاملة عن عمليات اغتيال وتصفية طالت قيادات وكوادر أمنية وعسكرية، ورموزاً في المقاومة في محافظة عدن». وذكرت الشرطة، «أن المتهمين أقروا بمسؤوليتهم عن اغتيال وتصفية الشهيد القائد في المقاومة الجنوبية، أحمد الإدريسي ورفاقه، نهاية العام الماضي في حي المنصورة بعدن». واعترف المتهمون أثناء سير التحقيقات أيضاً بتسلمهم مبالغ مالية، مقابل تنفيذ كل عملية اغتيال يقومون بها في عدن، مشيرين إلى أنهم يتسلمون هذه الأموال عبر شخص ضمن الخلية الإرهابية نفسها يدعى«ن م»، وهو من يتعامل مباشرة مع قيادة القاعدة التي كانت تتخذ من المجلس المحلي في مدينة المنصورة مقراً لها بقيادة أبو سالم وائل سيف الذي قالت الشرطة في وقت سابق، إنه ضابط في البحث الجنائي إبان حكم الرئيس المخلوع صالح». وتابع بلاغ الشرطة، «أقر المتهمون أيضاً بتشكيلهم خلية إرهابية في عدن مهمتها قتل وتصفية الكوادر والقيادات الجنوبية الفاعلة، وكذا تصفية ضباط وجنود يعملون في الأجهزة الأمنية، أو ضمن المقاومة الجنوبية، وتلك الشخصيات التي تتعامل مع قوات التحالف العربي بغرض خلق حالة من الإرباك والفوضى في عدن وإرهاب وتخويف الكوادر الأمنية والعسكرية الجنوبية حتى تظل أجهزة الأمن المختلفة مشلولة وغير قادرة على تأدية مهامها». وقالت الشرطة، «اعترف أحد أفراد الخلية، ويدعى«ع ع ح»، ويسكن في مديرية المنصورة بتسلمهم مبالغ كبيرة، تزيد أو تنقص بحسب أهمية ومكانة الشخص المستهدف، مؤكداً أن من يقوم بتوزيعها عليهم عقب تنفيذهم عملية التصفية والقتل هو أحد أفراد الخلية يدعى«ن ح م»، ويتسلمها مباشرة من أمير تنظيم القاعدة في عدن الإرهابي أبو سالم، وبيّن المتهمون أثناء سير إجراءات التحقيق كيف قاموا بقتل موظف في الهلال الأحمر، وعددهم ثلاثة كان اثنان منهم يرتديان لباساً عُرف به أعضاء تنظيم القاعدة، كما اعترف أفراد الخلية بأنهم من قام بتصفية واغتيال شرطيي المرور في تقاطع«سوزوكي بالشيخ عثمان» مقابل 10 آلاف ريال سعودي، وقتل العقيد«الجحما، والعقيد طه الصبيحي، وجندي التحريات بشرطة الشيخ عثمان حافظ البيتي، بالإضافة إلى أشخاص آخرين، بينهم مازن العقربي مقابل 20 ألف ريال سعودي لكل مشارك في تلك العملية، ومن بين عمليات الغدر التي نفذتها الخلية مؤخرا في عدن، اغتيال الشهيد القائد العميد حريز الحالمي، قبل أن يتم القبض عليهم من قبل وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لأمن عدن، واتهمت شرطة عدن النظام القديم في اليمن بالوقوف وراء تلك الجماعات المسلحة..موضحة، «تثبت بما لا يدع مجالاً للشك تورط أسماء قيادات في القاعدة ترتبط وتمول من أجهزة الاستخبارات التابعة للمخلوع صالح مباشرة». فك شيفرة القاعدة أكد السياسيون في أن الاعترافات تؤكد اقتراب الشرطة في عدن من فك شيفرة القاعدة، وقال الكاتب والناشط السياسي نبيل عبدالله العوذلي»، إن الإنجاز الأمني الذي حققته أجهزة الأمن في العاصمة عدن، يؤكد أن أجهزة الأمن تعمل بوتيرة منتظمة وناجحة واقتربت من فك شيفرة القاعدة، وهذا ما يفسر ارتياح المواطنين وتعاونهم الدائم مع أجهزة الأمن الذين يعتبرونها مسخرة لخدمتهم، بعد أن كانوا يرون فيها إبان صالح قوات عدائية محتلة لبلادهم، وأضاف العوذلي في تصريح لـ(الاتحاد)» أن أبناء عدن ينتظرون نتائج التحقيقات لمعرفة الجهات التي تقف خلف هذه الجماعات الإرهابية».. مشدداً على السلطات الأمنية أن تكشف نتائج التحقيق والبحث والتحريات لا أن يترك الأمر للتكهنات التي أصبحت حديث الشارع، والتي في غالب الأمر توجه أصابع الاتهام نحو صالح والحوثي والإصلاح باعتبارهم المستفيدين من الاختلالات الأمنية». وقال نبيل العوذلي، إن «ما يعزز اتهام الإصلاح هو سلوك المحسوبين عليه من نشطاء وإعلاميين تجاه محاربة كل جهود الأمن وإثارة المخاوف وتضخيم الأحداث إلى حد المبالغة والترويع مع تجاهل تام لكل الجهود الأمنية». من جهته، قال نوار الجفري، وهو ناشط سياسي وعضو مؤتمر الحوار اليمني،« إن شرطة عدن قطعت شوطاً كبيراً جداً في فترة زمنية قصيرة، وهذا يعد نجاحاً يستحق الشكر والتقدير على ما قدمه رجال الأمن، ممثلاً بمدير شرطة عدن والأجهزة الأمنية». وأكد الجفري أن من« يقف وراء الاغتيالات للكوادر ورجال الأمن في عدن هم الحوثيون والعفاشيون، وهم المستفيد من وراء هذا الذي يحدث من عدم استقرار العاصمة عدن، فهم بهذا العمل يريدون إيصال رسالة للعالم أن العاصمة عدن من دونهم ستكون مسرحاً للإرهاب وللجريمة، وهم أصلاً من يدعمون الإرهاب ويمولونه. وأكد الجفري، «قامت شرطة عدن بكشف كل مخططاتهم بالقبض على مرتكبي عمليات الاغتيالات التي حدثت مؤخرا في عدن، ما يؤكد أن الدولة تتعافى وتنهض تدريجياً بدعم الأشقاء في دول التحالف العربي». ليسوا من القاعدة المتعارف عليها عالمياً أكد خبير عسكري يمني، أن منفذي الاغتيالات في عدن، والذين تم نشر اعترافاتهم ليسوا من تنظيم القاعدة المتعارف عليها عالمياً، بل هم يتبعون أجهزة أمنية مخابراتية تابعة لمصلحة والإخوان المسلمين. وقال الخبير العسكري العميد فيصل حلبوب،«إن كل من تم اعتقالهم والتحقيق معهم من خلال أشكالهم وأحاديثهم يتضح أنه ليس لهم علاقة بتنظيم القاعدة المتعارف عليه عالمياً، ولكنهم بالأساس يعملون لمصلحة أجهزة محلية، منها الأمن القومي التابع للمخلوع صالح، ودوائر حزب الإصلاح العسكرية السرية». وأكد العميد حلبوب، «أنه كان يفترض أن تتأنى قوات الأمن في نشر أعمال التحقيق حتى تصل إلى أشياء أكبر مما وصلت إليه حالياً». وقال، «وفقاً والظروف المحيطة بالوضع العام في عدن يعد ما توصلت إليه قوات الأمن، من متابعة واعتقال كثير من البلاطجة والمجرمين نجاحاً أمنياً منح المواطن قليلاً من الثقة، لكن لا يكتمل النجاح إلا عند الوصول إلى الرؤوس الكبيرة التي هي مسؤولة مسؤولية كاملة عما حدث ويحدث». وأضاف، «من تم اعتقالهم والتحقيق معهم حتى الآن لا يعدون هم كل شيء، فلا تزال هناك خلايا تعمل وتنشط، والدليل ما تعرض له اليوم الخميس مدير شرطة لحج ونائب قائد أمن عدن من هجوم بقنابل يدوية في حي الممدارة أدت إلى إصابة أحد مرافقيهما».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©