النقد الغربي المعاصر وفلاسفة أفريقيا في «الكلمة»
تقدم مجلة «الكلمة» في عددها الجديد، مجموعة من الدراسات والنصوص المتميزة. يهتم عدد منها بالنظرية النقدية والتنظير: إذ يضم العدد دراسة لأعمال واحدة من أبرز أعلام النظرية النقدية الحديثة، وهي الباحثة التركية سيلا بن حبيب، وأخرى تنظيرية عن التخييل والشعرية العربية في تراثنا النقدي، وثالثة مسحية عن اتجاهات النقد الغربي المعاصر. كما يقدم العدد نصين في التنظير لما يتردد الكثيرون الآن، بسبب نجاحات الثورة المضادة، في تسميته بالربيع العربي. أولهما دراسة ألمانية تحلل مسيرته القصيرة وسر انتكاساته، وأخرى حوارية مع أحد فلاسفة أفريقيا الواعدين من السنغال تتأمل الظهار الفلسفي لكثير من القضايا الكاشفة له. وفي العدد أيضا دراسة من نيجيريا عن المدائح النبوية في العديد من بلدان الجوار الأفريقية.
يفتتح الباحث الجامعي الألماني فولكر بيرتيس باب دراسات بـ»الاضطرابات العربية» وهي عبارة عن تناول جيوسياسي شامل لما يدور في المنطقة العربية منذ اندلاع الربيع العربي فيها ويقدم الباحث النيجيري عثمان ادريس الكنكاوي دراسة حول «المدائح النبوية في غرب أفريقيا»، وهي تتبع لأسباب ظهورها ومختلف صيغها التعبيرية وخصائصها الشعرية في عدد من البلدان الأفريقية مثل غينيا ومالي وجامبيا وبوركينا فاسو والسنغال، ويقدم الباحث الأردني رامي أبو شهاب في دراسته «اتجاهات النقد الغربي المعاصر» مسحا سريعا لاتجاهات النقد الغربي المعاصر على مد مسيرة تتجاوز القرن. والتي يتسم التعامل العربي معها بالكثير من الإشكاليات الناجمة عن غياب الوعي بالخلفيات الفلسفية والفكرية التي انطلقت منها تلك الاتجاهات. وتكشف الباحثة الجزائرية شهرة بلغول في «الرواية العربية ونكسة حزيران 67» عن أثر هزيمة 1967 على الواقع السياسي والثقافي العربي، وتتناول بعض تأثيراتها على الرواية العربية. ويقدم الناقد العراقي علي كاظم داود «مستويات السرد وجدل الواقعي والمتخيل» في تحليله لواحدة من أحدث الروايات العراقية الجديدة التي تكشف عن استشراء العنف، وتحول القتل إلى أحد مفردات الحياة اليومية العراقية. ويقدم الباحث الجزائري نبيل محمد صغير في دراسته «استراتيجيات التعددية الثقافية» هنا واحدة من أهم اللواتي يساهمن في إثراء النظرية النقدية المعاصرة، لا يعرف عنها القارئ العربي الكثير. في دراسته «التخييل والشعرية العربية» للناقد المغربي محمد الديهاجي، سعي للتنظير لمعنى الخيال والتخييل في الشعر من منطلق الأسس الفلسفية للمفهوم في الغرب وفي الكتابات النقدية القديمة. ويقدم الباحث المصري شوقي عبدالحميد يحيى في «مصر..تخلع ثوب الضياع» قراءته الشيقة لواحدة من أحدث الروايات التي سعت إلى صياغة استعاراتها المركبة عن الواقع المصري المعاصر.
وتقدم «الكلمة» قصائد للشاعرة المغربية وداد بنموسى، والسعودي ابراهيم زولي، ونصوص للشعراء عبداللطيف الادريسي، فتح الله بوعزة، محي الدين الشارني، حمودان عبدالواحد، شادي حلاق، نمر سعدي.
ويحتفي باب سرد برواية عراقية موسومة بـ»الضلع» للروائي حميد العقابي، الى جانب نصوص المبدعين ناهدة جابر جاسم، أفنان القاسم، هاني حجاج، صالح شوريجي، سعيد أحباط.
يفتتح الناقد والباحث صبحي حديدي باب نقد بمقال حول «إرهاب بوسطن وذئب موسكو» وفيه يتناول الباحث الانتهاك الذي تعانية قضية الشيشان، ومحاولة محي الذاكرة التاريخية للشعب الشيشاني. ويقربنا الناقد والباحث المغربي يحيى بن الوليد من سمات وخصائص النقد الجديد بالمغرب، والذي أمسى يتمتع بمميزات خاصة أثرت على الأفق الثقافي العام، ويؤكد أن التنويعات في مقارباته النقدية تعود للمرجعيات المتنوعة التي يتكئ عليها. ويسلط الباحث علي محمد في «وصفات لتدمير العقل العربي» الضوء على منتج الأصوليّة الفكرية الغريب الذي يعرف بـ»جهاد النكاح»، ويرى فيه تيار انحطاط يعاكس التاريخ العقلاني وحقوق الإنسان. ويتناول الباحث المغربي سعيد بوخليط في مقاله «هي فوضى: الكل بدو يغني» التردي في فضاء الثقافة العربية بفعل المنجز الفني الاستهلاكي، الذي يبتعد بالتعبيرات الفنيّة عن مشروعها القيمي والتحرري، إلى سرديات السوق ومفاهيم الربح. ويتناول الباحث المصري بليغ حمدي اسماعيل «التصوف في مصر المحروسة» وما له من مكانة وأهمية تأويليّة وسلوكيّة أخلاقيّة مغايرة، الأمر الذي جعله عرضة للتشهير والرفض بحجة «البدعة» من قبل الخطاب الديني السلفي. وفي «وطن أو قيم» يقيم الباحث العراقي مهند العزاوي نصا على المسائلة، يحرض السجال في الحدوث التاريخية ومعنى المفهوم السياسي «الفيدرالية». وتقارب الكاتبة السورية سحر عبدالله «روزنامة السجن لراتب شعبو» كسيرة ذاتيّة بفعل التماهي بين الكاتب، والسارد، وشخصية السجين.
وفي العدد أبواب ومقالات أخرى.
عدد اليوم
